إن يوشع بن نون هو أحد الأنبياء الذين أرسلهم الله – عز وجل- إلى بني إسرائيل، ولقد ذُكر اسمه مرة واحدة في القرآن الكريم ضمن قصة النبي موسى – عليه السلام- في قوله تعالى (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا) [الكهف، 60]، ففيما يلي سوف نذكر لكم قصة النبي يوشع بن نون بالتفصيل وبشكل مبسط للأطفال:
صحبة يوشع بن نون للنبي موسى
كان لدى النبي موسى – عليه السلام- فتى يُسمى يوشع بن نون حيث كان يلازمه دائمًا ويخدمه.
ولقد قيل إنه ابن أخته، ونسله ينتهي إلى سيدنا يوسف بن يعقوب – عليهما السلام- إذ إن اسمه بالكامل يوشع بن نون بن أفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
ففي يوم من الأيام طلب سيدنا موسى – عليه السلام- من هذا الفتى أن يذهب معه في رحلته التي كان يقصد بها لقاء الخضر – عليه السلام-.
فلقد خرج يوشع بن نون مع سيدنا موسى – عليه السلام- وأحضر معه سلة ووضع فيها سمكة مملحة لتكون غذائهما.
حيث إنه عندما أصابهما التعب والإرهاق وهما في طريق رحلتهم إلى الخضر جلسوا بالقرب من البحر على صخرة كبيرة وأخذهم النوم.
ثم واصلوا فيما بعد مسيرهما، ومن المؤسف أنهما نسوا الطعام في المكان الذي كانا فيه.
فلما عرف موسى – عليه السلام- هذا الأمر قال إن المكان الذي نسوا فيه سلة الطعام هو المكان الذي سوف يتقابلان فيه مع الخضر.
نبوة يوشع بن نون
عندما توفى سيدنا موسى – عليه السلام- فإن الله – عز وجل- بعث النبي يوشع بن نون ليكون نبيًا من بعده في قوم بني إسرائيل.
حيث أمره بأن يقيم مع بني إسرائيل وينفذ أوامره – سبحانه وتعالى- وذلك لكي يستكمل مسيرة النبي موسى – عليه السلام-.
ومن الجدير بالذكر أن النبي يوشع بن نون كان ينتمى إلى الإثني عشر رجل الذين قام سيدنا موسى – عليه السلام- بإرسالهم إلى أرض كنعان.
وهو أول نبي تم بعثه عقب وفاة سيدنا موسى – عليه السلام-.
يوشع بن نون وانتهاء التيه
خرج النبي يوشع بن نون – عليه السلام- من التيه ومعه بني إسرائيل عقب موت كل من سيدنا موسى وهارون – عليهما السلام-.
إذ إن التيه كان عقوبة لبني إسرائيل من الله – عز وجل- نظرًا لمخالفتهم لأوامره، وكذلك لأوامر الرسل الذين أرسلهم إليهم.
فلقد اتجه يوشع وقوم بني إسرائيل إلى أحد المدن التي كانت مشهورة بالتحصين الجيد والحماية وهي مدينة أريحا.
حيث إنها كان يوجد بها سورًا عاليًا من الصعب اختراقه، ولكن يوشع بن نون حاصرها لمدة 6 أشهر.
ثم تمكن فيما بعد هو ومن معه بإحاطتها بشكل كامل وضربها بالأبواق إلى أن سقط سورها العالي وتمكنوا من دخولها.
فعقب دخول مدينة أريحا جمعوا منها العديد من الغنائم وعملوا على محاربة الكثير من الملوك ممن كانوا يتولون حكم بلاد الشام حينها.
تأخر غروب الشمس وفتح بيت المقدس
لقد حاصر النبي يوشع بن نون – عليه السلام- بيت المقدس وأنهي حصاره يوم الجمعة عقب صلاة العصر.
حيث إنه في هذا اليوم كان يوم أن يفتح بيت المقدس وأخذ يدعوا الله – تعالى- كثيرًا أن يحبس الشمس من أجله لأنها من مخلوقاته المأمورة والتي يسيرها الخالق كيفما يشاء.
فاستجاب له الله – عز وجل- وحبس الشمس إلى أن تمكن من فتح بيت المقدس.
فمن الجدير بالذكر أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال إن الشمس لم تحبس لأحد غير يوشع بن نون – عليه السلام- حيث هيأ الله – عز وجل- له الأسباب ليتمكن بسهولة من فتح بيت المقدس.
عن أبو هريرة – رضي الله عنه- عن الرسول – صلى الله عليه وسلم- “إنَّ الشَّمسَ لم تُحبَسُ إلَّا ليوشعَ بنِ نونٍ لَياليَ سارَ إلى بيتِ المقدسِ”.
العبر المستفادة من قصة يوشع بن نون عليه السلام
يستطيع الأطفال الاستفادة من قصة يوشع بن نون – عليه السلام- بالعديد من الحكم والمواعظ والتي من أبرزها ما يلي:
البيت المقدس هو المكان العظيم والذي صُنف كمقر للأنبياء إلى جانب مسكن المؤمنين.
التوكل على الله – عز وجل- دائمًا أمر هام، فهو من أبرز صفة عباده المؤمنين والمخلصين.
الإيمان بالله – سبحانه وتعالى- هو السبيل إلى الوصول إلى المقاصد، وكذلك الثقة بأن النصر يأتي من عنده.