ابحث عن أي موضوع يهمك
يود الكثير من الناس التعرف على السبب في تسمية نبي الله يونس بـ ذا النون، يُعد يونس من أنبياء الله وهو الذي آمن به قومه كافة، حيث دعاهم بكافة الطرق، ومن ثم تكمن الإجابة في أنه الحوت سمى بالنون، وهذا ما نزل على أهل نينوى الذين أعرضوا عن إجابته، ولاقى دعوته بالصد والإعراض، ومن ثم لم يجعل لدى يونس الصبر والاحتمال، وذهب من أرض نينوى، وانتظر عقاب الله وعذابه لقومه، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم في سورة الأنبياء في الآية رقم 87 “وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ“، ومن الجدير بالذكر أن سيدنا يونس لُقب بصاحب الحوت أو ذا النون.
يتساءل الكثير من أبناء الأمة الإسلامية عن دعاء سيدنا يونس عليه السلام، ” لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”، جمع هذا الدعاء العديد من المعاني حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” دعوةُ ذي النُّونِ؛ إذ دعا بها في بَطنِ الحوتِ: لا إلهَ إلَّا أنتَ سُبْحانَكَ، إنِّي كنتُ مِن الظالمينَ، فإنَّه لن يَدعُوَ بها مسلمٌ في شيءٍ إلَّا استجابَ له”، رواه سعد بن أبي وقاص”، لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له، حيث يجمع هذا الدعاء بين التوحيد والاعتراف بالتقصير بحق الله سبحانه وتعالى، كما يحمل الاستغفار.
ولهذا من دعا بهذا الدعاء فقط جاء بهذا الفضائل، ولا يقولها العبد من قلبه مع اليقين بالإجابة، فإن تفك به العقد والكربات، وقال الله تعالى في سورة الأنبياء في الآية رقم 87 “ وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ“، هذا الدعاء قد نجى الله سيدنا يونس عليه السلام من ثلاث ظلمات ” البحر والليل وظلمة بطن الحوت”، فكيف إن لجأ العبد لهذا الدعاء لفك أي كربة، فإن فيه من العجب.
لا يمكن القول بأن الحوت الذي ابتلع يونس حي، ويرجع السبب في ذلك إلى ما قاله في سورة الصافات “لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ“، يعد قول غير صحيح، حيث لا يوجد دليل له، حيث يكون “لولا” حرف امتناع لوجود، أي امتناع تحقيق جوابها، لوحود شرطها، حيث يعني إذا وجد الشرط امتنع تحقق الجواب، فلما كان يونس عليه السلام من المسبحين، حيث امتنع أن يلبث في بطن الحوت إلى يوم يبعثون، ولكن يونس عليه السلام كان من المسبحين، ومن ثم نجاه الله سبحانه وتعالى من تلك الظلمات ولم يلبث في بطن الحوت تلك المدة التي كانت مقدرة.
أرسل الله سبحانه وتعالى ذي النون إلى أهل نينوي فكذبوه وتمردوا وأصروا على كفرهم ولم يستجيبوا لدعوته، وظل يدعوهم ثلاثة وثلاثين سنة يدعوهم فلم يؤمن به غير رجلين، ومن ثم يأس ووعدهم بعذاب الله، وخرج من بينهم غاضباً قبل أن يأمره الله بالخروج، ظناً منه أن الله لن يؤاخذه على ذلك، ثم وصل الشاطئ ركب إحدى السفن.
وفي أثناء إبحار السفينة في عرض البحر اضطرب البحر، فعلم أصحاب السفينة أن بينهم شخصاً قد ارتكب ذنباً، ومن ثم قرروا أن من يقع السهم عليه سيلقونه في البحر، جاء السهم على يونس عليه السلام، ومن ثم ألقى بنفسه في البحر، والتقمه الحوت، وكان ذلك يأمر الله عز وجل، فدخل نبي الله يونس -عليه السلام- إلى بطن الحوت، وظل في بطن الحوت ثلاث ظلمات وهم “ظلمة البحر، وظلمة الليل، ظلمة بطن الحوت”.
وعلى الرغم من ذلك، إلا أن الحوت لم يضر يونس، حتى وصل إلى أعماق المياه في البحر، وفي هذه الفترة سمع يونس أصواتاً غريبة، وبدأ يسأل نفسه ما هذا؟ فأوحى الله -سبحانه وتعالى- إلى يونس وهو في بطن الحوت إن هذا تسبيح دواب البحر، ومن ثم بدأ يونس في الدعاء إلى الله حيث ردد “فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ“، وجاءت هذه الآية في القرآن الكريم في سورة الأنبياء في الآية رقم 87، واستجاب الله له فنجاه من الغم والكرب والضيق الذي وقع فيه لأنه كان من المسبحين، ومن ثم أمر الله الحوت أن يلقيه على البر.
توفي نبي الله يونس عليه السلام في القرن السابع قبل الميلاد، وذلك في البلدة التي ولد بها وهي بلدة كفرا بلبنان، ومن الجدير بالذكر أن يوجد له مقام في هذه البلدة حتى الآن، ومُحاط بالآثار والحجارة المنقوشة بالنقوش التاريخية التي تعرضت للتكسير والسرقة.
ن والقلم، والنون تعني الحوت العظيم، سمي يونس ذا النون “ وَذَا النُّونِ“، لأن النون كان قد التقمه، وسمى سيف الحارث ابن ظالم ذا النون.
يتساءل الكثير من الناس عن الخطأ الذي ارتكبه يونس عليه السلام، حيث رفضوا قوه طاعته غضب عليهم، وتركهم دون أن ينتظر أمر الله تعالى أو يستأذنه فيما فعل، وبالطبع فإن عذاب يونس وهو في بطن الحوت لما يقارب أسبوعاً فهي مسألة تثير الشك، وبكنها معجزة منذ أن أوحى الله تعالى للحوت بالتقامه فيما يأكله.
يكون الاسم الثاني لسيدنا يونس هو يونس بن متى أو يونان بن أمتاي، وهو نبي لدى اليهود والنصارى وكذلك المسلمين، حيث ذكر يونان أو يونس في العهد القديم والقرآن، وعاش في مملكة إسرائيل الشمالية في فترة القرن الثامن قبل الميلاد.