مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

قصة مريم العذراء

بواسطة: نشر في: 14 نوفمبر، 2022
مخزن

قصة مريم العذراء

في مكان ما في الجهة الشرقية بقيت مريم العذراء عابدة زاهدة معتزلة جميع من حولها بما فيهم أهلها وكان هذا المكان يمتاز بأنه واقع في منطقة معزولة تماماً عن الناس من خلال حاجز كبير للغاية، وذلك في ضوء قول الله تعالى:”وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا *فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا“( سورة مريم: 16,17).

  • وبينما وهي في تلك الحالة معتزلة أرسل الله تبارك وتعالى لها جبريل عليه السلام، وجعله يتشكل على هيئة رجلاً ثم دخل عليها فخافت للغاية خوفاً شديداً، وتفاجئت وأول الكلمات التي لفظتها ووجهتها له هي أنها قالت له أعوذ بالله منك قبل أي سؤال.
  • وقالت له لا تقترب مني إذا كنت تخشى من الله عز وجل وتتقيه، فحاول جبريل عليه السلام بمحاولة طمأنتها بأنه مبعوث من الله عز وجل ولا يريد بها سوء نهائياً ولكنه أتي حتى يرزقها بغلام بأمر من الله تبارك وتعالى، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم:”قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا *قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا “(مريم:20:,21)
  • ثم نفخ جبريل عليه السلام في جيب درعها وقيل أنه قد نفخ في فمها، ثم وصلت النفخة إلى بطنها فحملت على الفور، ولما حملت اعتزلت قومها وقررت الذهاب إلى مكان بعيد للغاية في أقصى القرية التي كانت تسكنها.
  • حتى جاء موعد الولادة فقامت باللجوء إلى جزع نخلة وفي تلك اللحظة اختلطت مشاعر مريم العذراء عليها السلام من بين حب الله تبارك وتعالى والإيمان به والخوف من قومها من أن يقوموا باتهامها في دينها وطهارتها.
  • وأصبحت تتمني الموت قبل أن تلد ثم بعث الله سبحانه وتعالى لها معجزة تخلد ذكرها إلى يوم القيامة وهذه المعجزة شملت أن عيسى عليه السلام تكلم مع أمه يأن لا تحزن حيث أن الله تبارك وتعالى جعله عظيماً من عظماء الدنيا.
  • وقال لها عيسى عليه السلام بأن تقوم بهز جذع النخلة حتى يُنزل عليها رطباً لتأكل منها، وقال لها أيضاً بأنها لا تتكلم نهائياً إذ قابلت قومها وورد ذلك في آيات القرآن الكريم حيث قال الله تعالى:” فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا * فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا“(سورة مريم: 23,24)

ولادة مريم العذراء

  • أم السيدة مريم العذراء هي حنة ابنة فاقوذ بن قتيل، وكانت حنة ابنة فاقوذ عاقراً وفي يوم من الأيام رأت طيراً يقوم بإطعام دجاجة، فقامت في ذلك الحين بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يهبها ولداً، وقامت بالدعاء حينها عدة مرات بإلحاح شديداً، وبالفعل حملت حنة وبعد حملها توفى عمران وهذا ما جعلها تقوم بنذر ما في بطنها محرراً لله عز وجل أي متفرغاً لعبادة الله سبحانه وتعالى وخدمة الكنيسة، أي أنها نذرت بإن جنينها لن ينتفع من أعمال الدنيا بشيء.
  • وعندما ولدت كانت المولودة أنثى، وتذكرت حينها النذر حيث أنها عندما نذرت كانت تظن بانها سوف تلد ذكراً حيث أن الأعمال التي نذرت بها كانت تختص بالغلمان ولا تصلح أن تقوم بتلك الأعمال أنثى، حيث أن الإناث يصيبهن حيض ونفاس، بجانب أن الإناث أضعف من الرجال.
  • ثم أخذت حنة ابنة قافوذ تدعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ لها ابنتها وذرية ابنتها من الشيطان الرجيم فاستجاب الله عز وجل لها وحفظ لها السيدة مريم وابنها عيسى -عليهم السلام جميعاً -من الشيطان الرجيم كما قال الله تعالى:” إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ*فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ “(آل عمران :35,36)
  • ثم قامت حنة بأخذ السيدة مريم إلى الرهبان من أجل الوفاء بالنذر حتى تكون مريم خادمة للكنيسة، ولكن الرهبان اختلفوا فيما بينهم على أمر رعايتها حيث أنهم قالوا أنها ابنة إمامهم عمران وكان كل منهم يريد أن يراعها لذلك اتفقوا على أن يقوموا بقرعة فيما بينهم.
  • قاموا بإلقاء أقلامهم التي كانوا يكتبون بها التوراة في النهر، فأشارت القرعة إلى زكريا عليه السلام بأمر الله، فنشأت السيدة مريم عليها السلام في محراب زكريا، ويُذكر أن كلما دخل زكريا المحراب كان يجد عندها فاكهة في غير موسمها.

محراب السيدة مريم العذراء

  • المحراب هو المكان الذي كانت تعتكف فيه السيدة مريم، والمحراب كان يقع في مقدمة بين العبادة، فكانت السيدة مريم منذ بلوغها تجلس في ذلك المحراب حتى تعبد الله تعالى وتقترب منه أكثر وأكثر.
  • وكلما دخل عليها زكريا عليه السلام وهو كافلها كان يتعجب بسبب وجود لديها رزقاً واسعاً لا يوجد في تلك الفترة عند أي أحد سواها، وكان يقوم بسؤالها عن هذا الرزق وكانت تقوم بإجابته مؤكدة أن هذا الرزق من عند الله تعالى، وأن الله تبارك وتعالى يرزق عباده من غير قدر ولا حد.

العبر المستفادة من قصة السيدة مريم العذراء

  • من أبرز العبر المستفادة من قصة السدة مريم هي أنها توضح أن الله سبحانه وتعالى إذا أراد أمراً فإنه يقوم بتهيئة جميع الأسباب لهذا الأمر، فعندما وهب الله تبارك وتعالى للسيدة مريم الحمل من دون أن تتزوج أحاطها بالرعاية الإلهية.
  • كما أن تلك القصة تؤكد بإن الله عز وجل قد كتب لكل إنسان في هذه الدنيا رزقاً خاص به لذلك على الإنسان أن يسعى ليصل إلى هذا الرزق، حيث أن الله سبحانه وتعالى يسر للسيدة مريم جذع الشجرة ولكنه أمرها أن تقوم بهزه.
  • وهذه القصة تعتبر خير دليل على أن الله سبحانه وتعالى لا يرضى لأحد من عباده بالحزن نهائياً حيث أن الله عز وجل كان دائماً ما يقوم بمطمئنة السيدة مريم في أصعب الأوقات التي كانت تمر بها، لذلك أمرها أن تبتعد عن جدال الناس ونقاشتهم والقيل والقال وأمرها أن تهتم بصحتها ومأكلها ومشربها وتبتعد عن الحزن وأقوال القوم التي قد تكدر معيشتها.

أسئلة شائعة

لماذا سميت مريم العذراء بهذا الاسم؟

حسب عقيدة الرسل والآباء عند المسيحيين كلاهم يشير إلى أن السيدة مريم العذراء سميت بهذا الاسم كإشارة إلى حملها بالمسيح عن طريق الروح القدس، وليس من خلال الجماع مع يُوسُف، ولهذا السبب سميت بهذا الاسم، وقد أكد على ذلك الأرثوذوكس والكاثوليك ومجموعة كبيرة من البروتستانت.

كيف نفخ جبريل عليه السلام في مريم؟

نفخ جبريل عليه السلام في مريم العذراء في جيب ذراعها فنزلت النفخة إلى فرجها فحملت على الفور، مثلما تحمل المرأة بعد الجماع، ومن يقول أنه نفخ في فمها أو أنه كان يخاطبها ومن خلال ذلك قام وولج فيها من فمها فهذا القول يعتبر خلاف ما يتم فهمه من سيقات قصة مريم العذراء في القرآن الكريم.

هل أنجبت السيدة مريم غير المسيح؟

يؤكد القديس جيروم أن السيدة مريم العذراء لم تتزوج أبدا بعد أن ولدت أبنها، وقال انه يرجح هذا لإن في حال إن تزوجت كان بالطبع سوف يتضمن الإنجيل ذلك.

قصة مريم العذراء

جديد المواضيع