ابحث عن أي موضوع يهمك
خلق الله ـ جل شأنه ـ الأنبياء والمُرسلين في الدنيا ليكونوا نوراً في حياة البشر ويرشدونهم إلى طريق الهداية، فقد أرسلهم الله تعالى للبشرية أجمعين من أجل تبليغ العقيدة الدينية الصحيحة ونشر الدين الإسلامي، فقد جاء في كل قوم نبي ليدعوهم إلى صحيح الدين.
وعندما يتتبع الإنسان حياة الأنبياء والمرسلين سيجد أنهم قد نقلوا دعوات الله بأمانة وإخلاص، وقد جاء كل نبي من أنبياء الله بمعجزة إلهية للتصديق على وجوده، ومن ذلك أيات القرآن الكريم التي جاءت لتكون معجزة خاتم المرسلين محمد صلى الله عليهم وسلم، وقد يتساءل البعض حول من هو أول نبي من أنبياء الله جاء إلى الأرض لنشر الهداية والصلاح، وذلك ما سنتعرف عليه في السطور التالية من مخزن المعلومات.
إن سيدنا آدم ـ عليه السلام ـ هو أول الأنبياء الذين أرسلهم الله عز وجل إلى الأرض لهداية البشر ، وذلك كما جاء في الحديث النبوي الشريف الذي أخرجه (ابن حبان) بأن النبي صلى الله عليه وسلم : سُئِلَ عن آدم أنبي هو ؟ قال : ( نعم نَبِِيٌ مُكَلَّمْ ).
كما جاء بإجماع علماء المسلمين أن أول أنبياء الله هو آدم عليه السلام ، وقد ميزه الله عز وجل بأربعة أمور هم:
وقد جاءت مراحل خلق أول أنبياء الله آدم ـ عليه السلام ـ على النحو التالي:
إن أول نبي جاء بعد سيدنا آدم ـ عليه السلام ـ لهداية البشر هو سيدنا نوح ـ عليه السلام ـ ، وهو نبي الله نوح بن لامك الذي يعود نسبه إلى شيت بن أبو البشر آدم، وقد ذكر المؤرخ أبن جرير حول تاريخ ولادة نبي الله نوح بأنها حدثت بعد وفاة سيدنا آدم بمقدار مائة وستة وعشرين سنة، حيثُ أرسله الله عز وجل إلى أمته التي لم تكن موحدة بالله، ليأتي ليهم نوح ـ عليه السلام ـ ويرشدهم إلى الهداية وترك عبادة الأصنام والشرك بالله.
وقد كان نبي الله نوح ـ عليه السلام ـ رجلاً صالحاً في قومه رفض مُنذ صغره عبادة الأصنام والشرك بالله والوثنية، واختره الله تعالى ليكون نبي ورسول إلى قومه يدعوهم إلى عبادة الله وحدة والإيمان بوجوده وترك عبادة الأصنام.
إلا أن قومه أستمروا في كفرهم رافضين دعوته وحاولوا إلحاق الأذى به ورده عن طريق الحق كما لم يسلم من شرهم الضعفاء والمحتاجين إلا قلة قليلة، لذا فقد ألهم الله ـ عز وجل ت نبيه نوح بأن يقوم ببناء فُلك عظيم ليكون أداة لنجاة المؤمنين وخلاصهم من الشر الذي سيتذوقه الكفار جزاءً لجحودهم.
وقد حدث الأمر بأن فاضت المياه من كل صوب فجاءت من السماء ومن تحت الأرض ليحدث فيضان عظيم غرق فيه غير المؤمنين، وقد نجا الله جل شأنه بقدرته المؤمنين ممن كانوا على ظهر سفينة نوح، لترسو السفينة في النهاية على جبل جودي ليتبقى المؤمنين بعد هلاك المشركين
(لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ * قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمًا عَمِينَ )
أرسل الله جل شأنه ألنبياء والرُسل لهداية الناس إلى طريق الحق والصواب فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز : ” كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ”
وقد ذُكر في القرآن الكريم أن الأنبياء والرُسل لم يقتصر عددهم فقط على من ذكرهم الله في كتابه، إلا أن هناك بعض الأنبياء لا يعلمهم سوى الله فقط، وذلك لقوله تعالى: “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ”
كما روى أبو ذر -رضي الله عنه- في حديث أنه قال: ” (قلت: يا رسولَ اللهِ كمِ الأنبياءُ؟ قال: مائةُ ألفٍ وأربعةٌ وعشرونَ ألفًا قال: قلت: كم الرسلُ من ذلك؟ قال ثلاثمائةٌ وثلاثةَ عشرَ جمٌّ غفير” .
وقد بلغ عدد الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم خمسةً وعشرين نبي من عند الله، جاء ترتيب نزول الأنبياء والرُسل إلى الناس على النحو التالي:
وفي ختام مقالنا أعزاءنا القراء نكون قد عرضنا لكم من هو أول نبي من أنبياء الله ، وللمزيد من الموضوعات تابعونا في موقع مخزن المعلومات.