نقدم لكم خلال هذا المقال قصص لتقوية شخصية الطفل ، تفيد القصص الهادفة ذات المغزي في تعليم الأطفال وبناء شخصيتهم، حيث أن الأطفال يتعلمون بسرعة ويفهمون المغزى من القصص البسيطة وتؤثر تأثيراً كبيراً في عقولهم، وما يتعلمه الطفل من مبادئ في فترة الطفولة قد يكبر معه ويستمر إلى فترة المراهقة والشباب، فمرحلة الطفولة هي المرحلة الأهم في بناء شخصية الإنسان، خلال السطور التالية نقدم لكم بعض القصص لتقوية شخصية الطفل كما نقدم لكم قصص ذات حكمة وعبرة كما نقدم لكم قصة قصيرة وبسيطة عن الصدق، نقدم لكم هذا المقال عبر مخزن المعلومات.
فيما يلي نقدم لحضراتكم بعض القصص القصيرة لتقوية شخصية الطفل وتعليمه بعض الدروس التي تساعد على بناء شخصيته بصورة سليمة، ومع كل قصة نذكر الهدف منها:
قصة الطاووس
يحكى أن طاووس جميل بألوان زاهية كان يشعر بالحزن الدائم بسببه صوته غير الجميل، فقد كان يحسد العندليب على صوته الجميل ويتمنى أن يملك صوتاً جميلاً مثله، وفي يوم الأيام أتى طاووس حكيم فوجده يبكي.
سأله الطاووس الحكيم: لماذا تبكي؟ فأجاب: لأن صوتي قبيح ولا أمتلك صوتاً عذباً كالعندليب، فقال الطاووس الحكيم: ولكنك تمتلك شكلاً جميلاً وألواناً زاهية ولكل مخلوق ما يميزه عن غيره فأرض بما كتبه الله لك وأعلم أن القناعة كنز لا يفنى.
الهدف من القصة: أن يتعلم الطفل أن يرضى بقدراته ويثق في نفسه وألا ينظر لما ينقصه بدلاً من النظر إلى ما يملكه، وألا يحسد غيره على ما وهبه الله.
قصة الأب والابن والحمار
يحكى أن أحد الأشخاص كان ذاهباً للسوق في بلدة مجاورة لقريته مع ابنه والحمار الخاص بهما، كان الأب والابن يركبان على ظهر الحمار وكان الحمار متعباً من ثقل الحمولة على ظهره، فسمع الأب وابنه الناس يتهامسون فيما بينهم ويقولون: “انظروا إلى هذا الأب الظالم وابنه لم يرحموا الحيوان الضعيف الذي يكاد يموت من شدة التعب” فشعر الأب بأنه يُثقل فعلاً على الحمار فنزل عنه وترك أبنه على ظهره.
سمع الابن الناس يقولون: “انظروا إلى هذا الابن غير المهذب يترك أباه يسير على قدمه ويركب هو على ظهر الحمار” فسمع الابن حديثهم فشعر بالحرج من أن يترك أباه يسير على قدمه فنزل عن ظهر الحمار وطلب من أباه أن يركب مكانه.
سمع الأب الناس يقولون: “انظروا إلى هذا الأب القاسي، يركب على ظهر الحمار ويترك ابنه الضعيف المسكين يسير على قدمه ويكاد يقع من شدة التعب”، فنزل الرجل عن ظهر الحمار وسار هو وابنه بجانب الحمار على أقدامهما.
سمع الأب والابن الناس يقولون:” انظروا إلى هذا المجنون وابنه يملكان حماراً ويسيران بجانبه على أقدامهما” فضاق الأب بحديث الناس وقرر هو وأبنه أن يحملا الحمار ويسيران به حتى يبلغا وجهتهما، فضحك الناس عليهم وقالوا: “أنظروا إلى هذا الأب المجنون وابنه يحملان الحمار بدلاً من أن يركباه” تعلم الأب والابن درساً بأنهما في جميع الأحوال لن ينجحا في إرضاء الناس.
الهدف من القصة: توعية الطفل بأهمية عدم الاكتراث لآراء الناس فيه أو فيما يفعل طالما أنه لا يفعل شيئاً خاطئاً، فالناس في جميع الأحوال لا يتفقون جميعهم على رأي ولا يستطيع شخص أن ينال رضا جميع الناس، لذلك يجب أن يفعل ما يراه صحيحاً ولا يلتفت لرأي الناس فيما يفعل.
قصص قصيرة وحكمة عظيمة
نقدم لحضراتكم خلال هذه الفقرة قصص قصيرة للحكمة والعظة للأطفال وأحياناً للكبار أيضاً، حيث نقدم لكم أهم القصص للعبرة والعظة والحكمة:
قصة الفيل والعميان الثلاثة
يحكى أن أحد الملوك وكان قام بجلب فيل ضخم وأراد أن يعلم الناس حكمة عظيمة فطلب أن يأتيه الحراس بثلاثة من العميان من المدينة، أتى الحراس بثلاثة عميان كما طلب الملك فطلب الملك من العميان الثلاثة أن يتحسسوا الفيل ويصفوه للناس من حولهم.
بدأ العميان في تحسس الفيل وقال الأول:”الفيل هو ثعبان ضخم” فقال الثاني:”لا ،أنت على خطأ فالفيل هو أربعة أعمدة ضخمة على الأرض” فقال الثالث:”أنتما غبيان وأحمقان فالفيل هو كائن يشبه المكنسة”.
بدأ العميان الثلاثة في سب بعضهم ووصف كل منهم الآخرين إما بالجهل أو الكذب والتدليس، وبدأ الناس يضحكون على أوصافهم التي لا تعبر عن الفيل فضحك الملك وقال:”ثلاثتكم على شيء من الصواب” فتعجب الناس وتعجب العميان وسكتت جميع الأصوات.
قال الملك:”أما الرجل الأول فقد تحسس خرطوم الفيل فقال أنه ثعبان ضخم وبالفعل يشبه خرطوم الفيل الثعبان، أما الثاني فقد تحسس أرجل الفيل فقال أن الفيل أربعة أعمدة ضخمة على الأرض وحقاً تشبه أرجل الفيل الأعمدة الضخمة، وأما الثالث فقد تحسس ذيل الفيل فقال أن الفيل هو كائن يشبه المكنسة وبالفعل فإن ذيل الفيل يشبه المكنسة”.
الهدف من القصة: أن يدرك الأب أو الأم ويعلموا الطفل أن الحقيقة تتطلب تفهم كافة وجهات النظر، فالتشبث بالرأي واعتباره الحقيقة الكاملة دون تفهم المنطق في آراء الآخرين يحجب عن العقل جزءاً من الحقيقة.
قصة الله يراني
يحكى أن أحد الحكماء أراد أن يختبر حكمة طلابه وذكائهم فأتى بأربعة برتقالات وأعطى لكل طالب من طلابه واحدة وطلب منه أن يأكلها في مكان لا يراه فيه أحد، فأخذ كل منهم برتقالة وغاب لبعض الوقت ثم عادوا إليه.
قال لهم الحكيم:” أخبروني ماذا صنعتم وأين أكلتم البرتقال” فقال الأول:” لم يرني أحد آكل البرتقالة فقد خبئتها في ملابسي ودخلت غرفتي وأغلقت الباب جيداً ثم أكلتها دون أن يراني أحد”، فقال الثاني:”وأنا ذهبت إلى الصحراء وتأكدت أن أحداً لا يراني ثم أكلت البرتقالة” وقال الثالث:”أما أنا فأخذت مركباً وأبحرت في البحر إلى جزيرة معزولة واكلت البرتقالة ولم يرني أحد”.
سأل الشيخ رابعهم:” وأنت ماذا صنعت؟” فقال:”لم أجد مكاناً لا يراني فيه أحد، فالله يراني في كل مكان” ومد يده للحكيم بالبرتقالة التي لم يأكلها فقال الحكيم:”أحسنت يا بني بارك الله فيك”.
الهدف من القصة: تعريف الإحسان هو:”أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك”، الهدف من هذه القصة أن يتعلم الطفل الإحسان وأن يدرك أن الله يراه في كل مكان وأنه سبحانه وتعالى مُطلع على كل شيء فيخاف الطفل الله وينشأ على طاعته وتقواه، فإن اختلى بنفسه وظن أن لا أحد يراه تذكر أن الله يراه فيحسن العمل.
قصة قصيرة عن الصدق
خلال هذه الفقرة نقدم لكم قصة قصيرة عن الصدق وأهميته في حياة الإنسان، حيث أن الصدق من الصفات التي يجب تعليمها للأطفال منذ الصغر، فالطفل إذا تعلم الكذب في صغره أصبح من الصعب أن يتعلم الصدق في كبره، وإليكم القصة التالية للأطفال:
قصة الطفل الذي تظاهر بالغرق
يُحكى أن طفلاً أسمه باسم كان يستمتع بالسباحة في البحر وأراد أن يمزح مع الآخرين فصرخ بشكل مفاجئ قائلاً: “أنقذوني أنا أغرق، ساعدوني أنا أغرق” فاقترب الناس منه ليساعدوه فضحك وقال لهم أنه كان يمزح.
أُعجب باسم بالخدعة وفي اليوم التالي قرر أن يكررها فصرخ يطلب النجدة والمساعدة وتظاهر بأنه يغرق وعندما أقترب منه الناس ليساعدوه أخبرهم بأنه كان يمزح، وفي اليوم التالي كرر باسم نفس الخدعة فأتى لنجدته عدد أقل من الناس.
وفي أحد الأيام جرفت المياه باسم إلى العمق وأصبح يغرق فعلاً فصرخ قائلاً:”أنقذوني أنا أغرق” فلم يستجب له أحد، كرر باسم نداءه طالباً المساعدة ولم يستجب أحد، بعد فترة تنبه أحدهم أن باسم يغرق فعلاً فأسرع لإنقاذه وإخراجه من الماء.
خرج باسم من الماء منهكاً مغشياً عليه لا يدري ما يحدث حوله، أخبره الناس أنهم كانوا يظنونه يمزح كالمعتاد فبكى ووعدهم بألا يمزح معهم بالكذب مرة أخرى، لأنهم كانوا يسرعون لمساعدته عندما كان يمزح، ولكنهم تأخروا عن نجدته عندما كان يغرق فعلاً لأنهم ظنوا أنه يمزح حيث اعتادوا أنه يمزح ويكذب.
الهدف من القصة: تهدف القصة إلى توعية الطفل بأهمية الصدق وتحذيره من خطر الكذب، فالصدق منجاة لصاحبه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”عليكم بالصِّدق، فإنَّ الصِّدق يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة، وما يزال الرَّجل يصدق، ويتحرَّى الصِّدق حتى يُكْتَب عند الله صدِّيقًا. وإيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار ، وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا“.
إلى هنا ينتهي مقال قصص لتقوية شخصية الطفل ، عرضنا خلال هذا المقال بعض القصص لتقوية شخصية الطفل منذ الصغر وتعليمه بعض الصفات الحميدة في الحية، حيث أن الطفل في الصغر يتعلم من القصص الحكمة ويمكن زرع بعض الصفات فيه حتى يشب عليها، ويجب على الآباء والأمهات أن يهتموا بذلك، نتمنى أن نكون قد حققنا لحضراتكم أكبر قدر من الإفادة.