عادة ما تحتاج الأم إلى مجموعة من القصص التي تحمل عدة أداب عامة ونصائح حتى تقوم بسردها إلى طفلها، سواء بهدف التسلية أو بهدف أن يكتسب مجموعة من الصفات الحسنة لهذا السبب سوف نقوم بسرد مجموعة من القصص التي تحمل سمات حسنة يمكن أن تفيد أطفالنا في التالي:
قصة الدجاجة الذهبية وعنقود العنب
في إحدى الأسواق كان هناك بائع دجاج شهير للغاية يشتري منهم جميع أهالي القرية كان دائما هذا البائع يحمل معه دجاجة ذهبية وكلماً طلب منه أحد شراء هذه الدجاجة كان يرفض بيعيها مهما عُرض عليه من مال، معللاً ذلك بأن تلك الدجاجة تجلبه له الحظ وتقوم بعدة وظائف هامة وهي حماية باقي الدجاج خوفاً من أن يسرقهم أحد المارين.
كان هناك رجل يبيع عدة أنواع من الفواكه دائما ما يقف بجانب بائع الدجاج في السوق، وكان أحياناً يستعين بتلك الدجاجة من أجل أن تحرس له الفواكه عندما يذهب ليصلي، وفي أحد الأيام وهو ذاهب إلى أداء الصلاة طلب من هذه الدجاجة الذهبية أن تقوم بحراسة وحماية الفواكه، وبالفعل وقفت الدجاجة تحرس مجموعة الفواكه الخاص بهذا الرجل ولكنها وجدت مجموعة من القطط يلعبون مع بعضهم لبعض فأخذت تتابعهم جيداً حتى يقوموا بتسليتها.
وفي هذا الوقت بدأ قط يتسرب إلى أحد جوانب فرشة الفواكه حتى استطاع الحصول على عنقود عنب، وأخذ يحاول أن يشد العنقود ولكن سرعان ما اكتشفته الدجاجة وبدأت تحاول في أن تمسك به ولكنها فشلت، وفي هذا الوقت رجع بائع الفواكه من الصلاة وشاورت الدجاجة له على القط السارق واستطاع أن يلحق به ويأخذ منه عنقود العنب.
ومن بعد هذا الموقف أصبحت تلك الدجاجة الذهبية مثالاً يحتذى به من قبل أهالي القرية حيث أنهم دائماً ما يحكون لأطفالهم عن الدجاجة الذهبية وأمانتها وفطنتها من أجل أن يستفيدوا منها ويفعلون مثلما تفعل.
قصة الأميرة هدى والضفدع الأخضر الأمين
في أحد القصور الفخمة كان هناك أميرة جميلة تُسمى هدى كانت هدى تعيش في قصر والدها الملك الذي يقع بجانب إحدى البحيرات الكبيرة، وكانت دائما هدى تلعب بجانب تلك البحيرة، وفي يوم من الأيام أخذت الأميرة هدى تلعب بكرة صغيرة ذهبية حيث أن تلك الكرة كانت قد هدتها لها أمها في عيد ميلادها السابق.
وفي هذا اليوم، بينما كانت الأميرة هدى تلعب وتلهو بتلك الكرة في الحديقة التي تقع بجانب البحيرة سقطت منها الكرة الذهبية في البحيرة، مما جعل الأميرة تحزن كثيراً، وأخذت تبكي بصوت عالٍ للغاية حتى إن بكاها قد وصل إلى أحد الضفادع الموجودين في البحيرة؛ مما جعل هذا الضفدع الأخضر يخرج حتى يرى من أين يصدر هذا الصوت.
كان ذلك الضفدع ذا رائحة غريبة للغاية، ولكنها ليست كريهة، وكان يمتاز بأنه أخضر اللون، خرج الضفدع من البحيرة حتى فوجئت به الأميرة هدى يسألها عن ما هو سبب بكائها الشديد، فبدأ أن يجري حوار بين الأميرة والضفدع حيث إنها أجابته وسردت له سبب بكائها.
قام الضفدع بإخبار الأميرة بأن لا داعي للبكاء، فأمر الكره بسيط وسهل للغاية، وأنه سوف يقوم بإحضار الكره لها فوراً، ولكن الأميرة هدى لم تصدقه وقالت في داخلها بأنه بالتأكيد لو وجد الكرة الذهبية سوف يحتفظ بها لنفسه، ولن يعطيها لها مجدداً.
نزل الضفدع إلى البحيرة مرة أخرى وظل ينزل حتى وصل إلى قاع البحيرة، ووجد الكرة الذهبية بالفعل، وأمسك بها وأخذ في الصعود مرة أخرى وصولاً إلى الأميرة هدى وبالفعل أعطاها الكره الذهبية.
حزنت الأميرة هدى كثيراً بسبب ظنها السيئ في الضفدع الأمين واعترفت له بانها كانت تظن فيه ظناً سيئاً وطلبت منه أن يسامحها وبالفعل قال لها انه سامحها واتفقا على أن يلعبان معاً بالكرة الذهبية كل يوم، ومع مرور الأيام أصبح الضفدع الأخضر الأمين هو الصديق المقرب من الأميرة هدى الجميلة.
قصة الثعلب المكار والولد عمار
في إحدى القرى البعيدة كان هناك ثعلب مكار للغاية يخيف جميع أهالي تلك القرية بل إنه في بعض الأحيان كان يقوم بإيذائهم، مما كان يجعل أهالي تلك القرية يخافون كثيراً على أطفالهم من هذا الذئب المفترس.
وفي هذه القرية كان هناك طفل يُسمى عمار يبلغ حوالي أربع سنوات وكان لديه أخ يصغره بثلاث سنوات اسمه عبد الرحمن، وكان هو وأخوه يعيشان مع والدتهم حيث أن والدهم كان يعمل في قرية أخرى.
كان عمار يشتهر في تلك القرية بأنه محباً للحيوانات للغاية ولكنه كان دائماً يظن بأن جميع الحيوانات أيضا يحبونه ولا يستطيعون إيذاءه أبدا فكانت والدة عمار دائماً ما تقوم بتحذيره بضرورة أن يبتعد عن هذا الثعلب حتى لا يفترسه أو يصيبه بمكروه، ولكن عمار كان يقوم بالجدال مع أمه بأنه يعتبر جميع الحيوانات أصدقاءه وبالطبع لا يمكن لأصدقائه أن يقوموا بإيذائه.
وفي إحدى الليالي قرر عمار أن يخرج في الليل ليرى الثعلب المكار حيث أنه كان يعلم أن هذا الثعلب يظهر ليلاُ في الغابة الصحراوية القريبة من القرية التي يسكن فيها عمار، أنتظر عمار حتى تأكد من أن والدته وأخوه الصغير قد ناموا وبدأ في الخروج ببطء متجه إلى باب المنزل، وفي طريقه إلى الباب كان دائما ما يلتفت حوله يميناً ويساراً خوفاً من أن تستيقظ أمه أو أخوه الصغير ويمنعاه من الخروج.
تمكن عمار من الخروج من المنزل ولكنه ترك باب المنزل موارباً بعض الشيء حتى يتمكن من الدخول مرة أخرى، خرج عمار وذهب إلى الغابة المظلمة القريبة من منزله ووقف ينادي بصوت عالٍ على الذئب، وأخذ يقول للذئب أنا أريد أن أكون صديقاً لك أين أنت؟
خرج الذئب من الجحر الخاص به وأخذ يبحث عن المكان الذي يقف فيه الطفل من أجل أن يضع خطة لافتراسه حيث إنه تعجب كثيراً من شجاعة هذا الطفل في حين أن جميع الأطفال لا يستطيعون أن يأتوا إلى تلك الغابة خاصةً في الليل خوفاً من أن يفترسهم.
لذلك قرر الثعلب المكار أن يتخلص من هذا الطفل حتى لا تنهز صورة الثعلب أمام باقي أطفال القرية، فأخذ الثعلب يقترب من الطفل عمار ويصدر أصواتاً خافتة للغاية حتى يجعل عمار يقترب منه، وبالفعل بدأ عمار في الاقتراب من الثعلب.
وعندما رأى الثعلب بإن هذا الطفل أصبح قريباً منه للغاية بدأ أن يقوم بافتراسه ولكنه تفاجأ من أهالي القرية يهجمون عليه مما جعله يفر هارباً منهم، حيث أن والدة عمار استيقظت ووجدت أن عمار غير موجود بالمنزل ووجدت باب المنزل مفتوحاً مما جعلها تشك بأنه قد أصابه مكروهاً، وذهبت لتجمع جيرانها من أجل البحث عن ابنها.
وبعد فرار الثعلب من أهل القرية بدأت الأم في توبيخ عمار عن هذا الفعل السيئ، ولكن عمار حاول أن يعتذر لها وتعهد بأنه من المستحيل أن يخرج من المنزل وحده نهائياً كما أنه لن يقترب من الحيوانات المفترسة مرة أخرى، وقام الطفل عمار بالاعتذار إلى أمه وتقبيلها أمام القرية بأكملها.