ابحث عن أي موضوع يهمك
قصص عن عمر بن عبدالعزيز الخليفة المسلم التقيّ الزاهد العادل، حيثُ أشتهر الخليفة عمر بن عبد العزيز بنشّره للعدل والمساواة بين الناس، وردّ المظالم إلى أهلها مما اتخذه سادة القوم زوراً، بالإضافة إلى عزل كافة الولاة الظالمين، ونشر مبادئ الشورى والعلوم الشرعية، كما يعود إليه الأمر بتدوين الأحاديث الشريفة للنبي محمد وحفظها من الضياع، لذا يُرفق موقع مخزن المعلومات أبرز المعلومات والمواقف عنه.
هو أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان ين الحكم الأمويّ القرشيّ، ثامن الخلفاء في العهد الأموي، وُلد عام 61 هجرياً ونشأ في المدينة المنورة مع أخواله من آل الصحابي الفاروق عمر بن الخطاب، فتأثر بشدة بالإسلام وبصحابة الرسول في المدينة المنورة.
عُرف عنه شدة إقباله على العلم والتعلم، وفي عام 87هـ تولي إمارة المدينة المنورة بعد أن أوكلها إليها الخليفة الوليد بن عبد الملك، ثم تولي ولاية الحجاز بأكملها، لينتقل بعدها إلى دمشق ويصبح بعد ذلك وزيراً ومستشاراً للخليفة سليمان بن عبد الملك، ثم أصبح وليّ عهده وتوليّ الخلافة بعد وفاته، لُقب بـ “الأشج” ، وكان يُقال له ألأشج بن مروان، وذلك للقصة الشهيرة التالية:
حينما كان عمر بن عبد العزيز صغير السن دخل إلى إصطبل الخيل الخاص بوال ده، وذلك عندما كان والياً على مصر ليرى الخيل بداخلها، فقام فرس بضربه على وجهه بشدة فشجّه أي أصابة بجرح غائر، فأخذ والده يمسح عنه الدم ويقول له “إن كنت أشج بني أمية إذاً إنك لسعيد”.
وقد كان عمر بن الخطاب قد شاهد الأمر قبلاً في إحدى رؤياه وتكررت عدة مرات حتى أصبح المر شهيراً بين الناس، ودلالة ذلك ما قاله له والده حينما رأى الدم على وجهه، وعندما رأى أخوه الشجّ في وجهه تفاءل كلاهما بأن هذا الشج أو الجرح ربما يكون الأشج الذي سوف يملأ الأرض عدلاً ومساواةً بين الناس.
اقرأ أيضاً: قصص عن المروءة عند العرب
حينما توليّ عمر بن عبد العزيز أمر الخلافة جاء إلى كافة الولاة والحاكمين الظالمين وقام بعزلهم من مناصبهم، ومن بينهم “خالد بن ريان” صاحب الحرس الخاص بسليمان بن عبد الملك الذي كان يضرب أي عُنق يأمره سليمان بضربه، وعيّن بدلاً منه “عمرو بن مهاجر الأنصاري” فقال له عمر بن عبد العزيز “يا خالد، ضع هذا السيف عنك، فاللهم إني قد وضعت لك خالد بن الريان، اللهم لا ترفعه أبداً”.
ثم قال لعمرو بن مهاجر “والله إنك لتعلم يا عمرو أنه ما بيني وبينك قرابةً إلا قرابة الإسلام، ولكنني سمعتك أكثر من مرة تكثر تلاوة القرآن، ورأيتك تصلي في موضع تظن أن لا أحداً يراك، فرأيتك تحسن الصلاة، فخذ هذا السيف فقد وليتك حرسيّ”.
اقرأ أيضاً: قصص عن الشجاعة عند العرب
هو أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان ين الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الأموي القرشيّ المدنيّ المصريّ.
ووالده هو عبد العزيز بن مروان بن حكم والذي كان واحداً من أفضل أمراء بني أميه في عهده، عُرف عنه الشجاعة والكرم، وتوليّ أميراً على مصر لما يزيد عن عشرين عاماً.
والدته عي أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وأبيها هو عاصم بن عمر بن الخطاب والذي كان أحد نبلاء المسلمين وكان صالحاً خيّراً عُرف عنه البلاغة والفصاحة في قول الشعر.
تزوّج الخليفة عمر بن عبد العزيز من السيدة فاطمة بنت عبد الملك، السيدة لميس بنت الحارث، السيدة أم عثمان بنت شعيب بن زبان.
اقرأ أيضاً: قصص عن جبر الخواطر
عمد الخليفة سليمان بن عبد الملك إلى اختيار عمر بن عبد العزيز خليفة له في الحكم نظراً لما رآه فيه من صلاح وتقوى وميّل للعدل والمساواة بين الناس، وقد قبلها على مضض، حيث يُحكى أنه بعدما فرغ عمر بن عبد العزيز من دفّن سليمان بن عبد الملك صعد إلى منبر المسجد قائلاً للناس: يا أيها الناس، أنيّ قد أتُليّت بهذا المر من غير رأي منيّ فيه، ولا طلباً له، ولا مشورة من المسلمين، وإني قد خلعّت ما في أعناقكم من بيعتيّ، فاختاروا لأنفسكم.
فقال الناس فيه صياحاً ” لقد اخترناك يا أمير المؤمنين ورضينا بك، فتوّل لأمرنا باليُمن والبركة، وحينما رأى أن الأصوات قد هدأت قليلاً، ورضى به الناس كافةً حمد الله تعالى وأثنى عليه وصلى على النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال :”أوصيكم بتقوى الله، فإن تقوى الله خلف كل شيء، وليس من تقوى الله خلف، وأعملوا لآخرتكمـ فإنه من يعمل لآخرته يكفيه الله تبارك وتعالى أمر دنياه، ثم رفع صوته للناس قائلاً: يا أيها الناس، من أطاع الله وجبت عليكم طاعته، ومن عصى الله فلا طاعةً له، أطيعوني ما أطعت الله، فإذا عصيّت الله فلا طاعة لي عليكم”.
اقرأ أيضاً: قصص عن الصبر على الزوج
حينما توليّ الخليفة عمر بن عبد العزيز أمر الخلافة كان أول قرار يتخذه هو إلغاء موكب الخليفة، حيثُ قال عنه “ما لي وهذه المراكب، أصرفوها عني، وهاتوا إلي بغلتيّ”، ثم أمر ببيّع جميع أثاث الخلافة الغاليّ والذهاب بأمواله لوضعها في بيت المال للإنفاق على المسلمين.
كما أمر بأن يتم إرسال كافة الأموال والهدايا والعطايا المُخصصة للخليفة إلى بيت المال، ولم يبقى لديّ÷ سوى ما كان يملكه قبل أن يتولى منصبة كخليفة على المسلمين، وتوجه بعدها إلى أمراء بني أميّة، فذكرهم بتقوى الله تعالى وحذرهم مما سيواجهونه منه من غضب إن لم يقوموا برد جميع ما حصلوا عليه من أموال دون وجه حق، إلا أن طلبه قُبل بالرفض، فطالبهم مرةً أخرى بالليّن، فلم يستجيبوا أيضاً فاستخدم معهم الشدّة.
وحينما عجّز أمراء بني أميّة عن جعل عمر بن عبد العزيز يخشاهم أو يليّن عن قوله إليهم لجأوا إلى عمته السيدة فاطمة بنت مروان، ولما جاءت إليه قام بتعظيمها وإكرامها كما اعتاد دوماً، وألقى إليها بوسادة لتجلس أعلاها.
قالت له عمته أن أن أقاربه يشتكونه إليها ويذكرونك أنك أخذت منهم ما حصلوا عليه من غيرك، فرّد عليهم أنه لم يقّم بمنعهم من شيء كان حقاً لهم، ولم يأخذ منهم حقاً أو شيئاً تعود إليهم، فردّت عليه أنها تخشى عليه من عصيانه يوماً ، فرّد عليها قائلاً أن كل يوم أخافة غير يوم القيامة فلا يقيني الله شرّه.
اقرأ أيضاً: قصص عن دهاء العرب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ عن الخليفة عمر بن عبد العزيز: «لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس يحدثون، فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر».
حينما اشتد المرض على عمر بن عبد العزيز قال لهم: أجلسوني، فأجلسوه، ثم قال “أنا الذي أمرتني فقصرت ونهيتني فعصيت، ولكن لا إله إلا الله”، ثم رفع رأسه وأطال النظر فقالوا له: إنك لتنظر نظرًا شديدًا، فقال “إني لأرى حضرة ليست بإنس ولا جن” ثم قُبضت روحه”.