ابحث عن أي موضوع يهمك
قصص عن الصبر على الزوج يتم منها أخذ العظة والعبرة من تجارب الآخرين، فالزواج في أساسه رحمةً ومودة بين شريكين جمعهما الله وأمر كل منهم أن يعامل الآخر بما يرضيه جل وعلا من لين ومعاملة طيبة حسنة، ولكن كثيرًا ما يحدث أن يظلم أحدهما الآخر ظلمًا شديدًا وحينها تتحول الحياة إلى جحيم، وفي مخزن سوف نعرض بعض من القصص عن ظلم الزوج لزوجته.
هذه القصة بغاية الأسى، فكان يوجد زوج توفيت زوجته وتركت اثنين من الأبناء له، فقرر أن يتزوج من امرأة أخرى لكي تعينه وتساعده على تربية ابنائه، وفعلًا تزوج امرأة تطلقت من زوجها سابقًا نتيجة ظلمه لها عقب إنجابها ابنة منه.
اتفقا بالبداية على تربية جميع الأبناء معًا، فلدى الزوج ابنين ولدى الزوجة ابنة واحدة، ولكنه في أول مشكلة قد قابلتهما أمرها أن تُفرط بابنتها وإلا سوف يطلقها، فماذا تفعل هذه المسكينة؟!
أعطت ابنتها إلى أمها لكي تربيها لها وأكملت مع زوجها مسيرتها، كما أمرها باتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لكي لا تنجب أطفال منه، وقد نفذت ما أراد؛ لكن لم يكتفي ذلك الزوج الظالم بجميع هذه الأمور ولكنه كان دومًا ما يضربها ويخبرها بأنه أشفق عليها وتزوجها، وما كان منها سوى أن صبرت على أذاه ودعت الله أن يجعل جزائها على ذلك من جنس عملها.
وذات يوم مرضت الزوجة كثيرًا، ولم تتمكن من إخبار زوجها بشأن تعبها، فكان دومًا ما يوبخها ويشعرها بأنها لا قيمة عنده لها وأنها كالجارية أحضرها لكي تربي أطفاله، وفعلًا أحسنت صنيعًا وربت ابنيه له تربية يتمناها أي شخص لأولاده، وقد جزاها الله في المقابل بأن ربت والدتها ابنتها لها إلى أن حصلت على أفضل الشهادات العلمية.
وفي يوم كانت الزوجة بزيارة إلى منزل والديها، وفور أن وصلت ابنتها وقعت الأم على الأرض طريحة، وسرعان ما أخذتها ابنتها لأقرب مستشفى وكانت المفاجأة أن الأم مريضة للغاية بمرض خطير، وبمرحلة متأخرة وأن أيامها في الدنيا معدودة.
فقط وقتها أحس الزوج بمدى بطشه وظلمه الذي فعله مع زوجته التي راعت به الله وبأبنائه ولم تلق مقابل حسن فعلها معه سوى الإهانة والإساءة والحرمان من ابنتها وأدنى وأبسط حقوقها.
توفيت الزوجة عقب أيام قليلة، وشعر الزوج حينها بمدى حبه لزوجته لأنه لن يتمكن أن يعوضها مهما فعل، وشعر تجاهها بالذنب بجبروته إلى أن جعل المرض يقضي عليها، وهي تعاني الألم وتكتم في نفسها خوفًا منه.
عاشت تعاني كل حياتها ظلم الزوج سواء زوجها الأول أو الثاني، ومن شدة ما قد تعرضت من ظلم له أوجع فؤادها، وبالرغم من ذلك لم تتجه سوى لخالقها، حيث جعلت سرها مع ربها حتى يكافئها عن صبرها على معاملته السيئة ويحتسبها تعالى من عباده الصابرين الذين بشرهم بالجنة.
أقرأ أيضًا: قصص عن عوض الله
تدور هذه القصة عن فتاة تقدم شاب لخطبتها، وقد وجد أهلها بزواجها منه الصلاح بعد تحريهم عنه هو وأهله ووجدوهم على خلق وهو ما جعلهم يوافقون على زواجها منه وباركوا لهما.
وكان الزواج ببيت العائلة، مما جعل مطلوب من الفتاة أن تخدم أم زوجها ببيت العائلة، ولأن الفتاة كانت تعرف خالقها ونشأت على أخلاق الشريعة الإسلامية، وكانت حاملة لكتاب الله العظيم، راعت ربها بزوجها وأهله.
ببداية زواجهما كانت تعامل من أم زوجها معاملة قاسية، وكانت تلتمس الأعذار لها وتراعي دومًا أنها في يوم من الأيام سوف تكون بمكانها، تحاول بكل جهدها ألا تعكر مزاجها أو تضايقها ولو بكلمة.
شاهد أيضًا: قصص عن التوكل على الله
كلما قامت هذه الفتاة المسكينة بشيء لا ترضى أم زوجها عنه، لا نظافة المنزل ولا الأكل بالرغم من أن الفتاة كانت متقنة لجميع أعمال المنزل، فلديها خبرة كبيرة بالطبخ وإدارة جميع شئون المنزل.
كان على عاتقها مسئولية قاسية، وبالرغم من ذلك كانت على قدرها وبالمقابل لا تحصل سوى على المعاملة الموجعة السيئة من والدة ووالد زوجها ومن إخوته الفتيان، دومًا ما كانت تستعين بخالقها وتصلي، فكانت تعتقد أن الله أراد كل ما هي به ابتلاء وخير لها، لذا بكل موقف ومعاملة سيئة منهم لا تذرف الدموع ولا تتضرع سوى بين يدي الله.
وأغرب ما بالموضوع كان موقف زوجها، الذي كان يعرف كل مرة الحقيقة ومدى ظلم زوجته من أهله ولكنه كان تارة يظلمها معهم بالضرب وأخرى بالإهانة وجميع هذا أمام أهله، وهو ما جعلهم يسبونها بل ويتطاولون بالضرب عليها.
ضاقت على الفتاة الأرض بما رحبت، مما جعلها تفكر أن تنهي حياتها بيدها ولكن الله تعالى وقف بجانبها فلم تُنفذ خطة انتحارها، حيث إن الله سبحانه لم يرضى لها سوى الخير.
وفي يوم من الأيام أصيبت الزوجة بمرضٍ شديد إلى حد أنها قد طاحت من شدة الإعياء على الأرض والإرهاق الذي قد لحق بها من خدمتها لأهله، ولكنها لم تجد من يأخذ بيدها منهم، وبالصدفة بذلك اليوم أتت والدتها لكي تطمئن عليها وتزورها حين طال انتظارها لسؤال ابنتها عليها على عكس عادتها، والتي كانت شديدة الحب لوالدتها ولا تقوى أبدًا على فراقها، وفور أن وطأت قدم أم الفتاة منزلها وجدتها طريحة الأرض، وعلى الفور اتصلت الأم على ابنها الذي أتى لها مباشرة وقد حمل أخته وتوجه بها إلى أقرب طبيب.
تضايقت الأم كثيرًا لحال فتاتها التي كانت مثل الزهور المتفتحة وأصبحت كالعجوز التي تجاوزت من عمرها الخمسين عامًا من شدة ما لاقت بمنزل زوجها ومن أهله من جبروت وظلم عظيمين.
أقرأ أيضًا: قصص عن دعاء الكرب
ولكن المفاجأة كانت عندما علمت كل من الأم وابنها بحمل ابنتها، فكانت تنوي أخذ ابنتها لكي ترحمها مما تعيش به من عذاب مرير، وعندها رفضت الابنة تنفيذ كلام والدتها خوفًا على ابنها الذي بأحشائها أن يقدم للحياة بعيدًا عن والده وأهله ويا ليتها ما فعلت.
رجعت الزوجة لزوجها وأهله على الرغم من جميع ما فعلوه معها، وحين عادت لم تواجه سوى جميع ما هو ألعن من فعلٍ وأضل سبيلا، حيث اعتبروا عودتها وكأنها دليلًا على ضعفها وانكسارها بسبب الطفل الذي في بطنها، فقد عاملوها بشكلٍ أكثر إذلالا، وأدخلوها بدوامة إنجاب الأنثى والذكر، وأوصلوها لمرحلة تمنت بها موتها هي وصغيرها عند الولادة.
ولا زالت تعمل كالخادمة لهم تتقن أي عمل تؤديه، وبالنهاية لا تجد إلا عدم الرضا منهم مع الإساءة كذلك، وقد وضعت الزوجة وأنجبت طفلة صغيرة بمنتهى الجمال وما لقيت من أهلها سوى الكره بل وتمني الموت لها.
ظلت تعاني كثيرًا وبالنهاية حين وصلت لمنتهاها من معاملتهم السيئة أخلصت في الدعاء لخالقها، ووجدت إشارة، إذ سمعت من القرآن الكريم آية تتحدث عن الطلاق، وعندها حملت طفلتها الصغيرة وعادت لبيت أهلها تحكي لهم جميع ما حدث معها منذ دخولها إلى منزل زوجها وأهله، فطلبت منه الطلاق ووفقها إليه الله، وصارت ابنتها هي دنياها بما فيها.
يقول النبي اصلى الله عليه وسلم «مَن صَبَرَت عَلى سوءِ خُلُقِ زَوجِها؛ أعطاها مِثلَ ثَوابِ آسِيَةَ بِنتِ مُزاحِمٍ».
