كم سنة سجن النبي يوسف
- ثار التساؤل عن عدد السنوات التي تم من خلالها سجن النبي يوسف، لم يتم تحديد عدد السنوات، ولكن يجب العلم أنه تختلف الروايات على تحديد مدة سجنه فهناك من قال إنها سبع سنوات وهناك رواية أخرى أنه تم سجنه لمدة زمينة تقدر بثماني سنوات وهنالك رواية تقول إنه تم سجنه لمدة اثتني عشرة عام، ولم يتم ذكر رقم معين ولا في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية، ولكن تعد قصة سيدنا يوسف من أهم القصص في القرآن الكريم وسوف نتكلم خلال الفقرات الآتية عن قصة سيدنا يوسف بشكلي تفصيلي.
- وهي ترجع بدايتها عندما كان يحكي سيدنا يوسف لأبيه سيدنا يعقوب -عليه السلام- عن رؤيته أنه رأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر كانوا له ساجدين، وعندما سمع سيدنا يعقوب بتلك الرؤية أمر يوسف بعدم قول تلك الرؤية لأي أحد آخر وخاصة إخوته، وذلك بسبب خوف سيدنا يعقوب أن يقوم إخوته بوضع مكيدة لسيدنا يوسف.
- ولكن بسبب مدى حب سيدنا يعقوب ليوسف عن بقية إخوته، فكان يشعرون بالغيرة الشديدة والحقد اتجاه سيدنا يوسف؛ ومن هنا قرروا التخلص منه نهائيا، ولكن أخاً لهم قال إنه يجب أن لا يتم قتل سيدنا يوسف، ولكن يجب أن يتم إلقاؤه في البئر، وعملوا على وضع قميصه في الدماء، ثم ذهبوا لسيدنا يعقوب وقالوا إنه قام الذئب بأكل سيدنا يوسف، فحزن سيدنا يعقوب حزنا شديدا، ولكنه صبر على هذا الابتلاء، وكان يدعو الله كثيرا أن يكون سيدنا يوسف على قيد الحياة.
مراودة امرأة العزيز ليوسف عليه السلام ودخوله السجن
- ولكن وجد بعض الناس سيدنا يوسف في البئر عندما كان يريدون الحصول على الماء، وقاموا بأخذه وقاموا ببيعه مقابل دراهم قليلة، ولكن قام بشرائه عزيز مصر، وقام بأمر زوجته أن ترعاه، ولكن كان سيدنا يوسف شديد الجمال، فحاولت أن تقوم بإغرائه، ولكنه رفض وقال معاذ الله، وقام بالهروب، ولكنها قامت بمسك قميصه من الخلف، وتقطع وفي نفس تلك اللحظة حضر عزيز مصر، فقامت امراءته باتهام سيدنا يوسف أنه كان يحاول الاعتداء عليها، ولكن انكشفت الحقيقة بسبب أن قميصه كان قد تم قطعه من الخلف، وهذا يدل على أنها هي من قامت بمسكه، وانتشرت تلك القصة بكثرة بين النساء أنها قد حاولت أن تقوم بإغرائه لذلك عملت مكيدة، وقامت بدعوة جميع النساء ووضعت أمام كل واحدة منهن طبقا وسكينا حادة، وأمرت سيدنا يوسف أن يدخل عليهم وبسبب جماله الشديد فقدن صوابهم، وقاموا بجرح أيديهم وهم لا يشعرون، وبعد ذلك قالت امرأة العزيز أنه يجب أن يقوم بتلبية رغبتها إلا وسوف تقوم بوضعه في السجن، فقال سيدنا يوسف في سورة يوسف حيث قال الله تعالى
(رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) [يوسف: آية 33]
- كان السجن سبيلاً لحماية سيدنا يوسف من الوقوع في فعل الفاحشة، ولكن كان يجلس معه في السجن فتيان واحد منهم كان رئيس سقاه الخمر للملك والآخر كان رئيس الخبازين، وكان سيدنا يوسف يتمتع بالقدرة على تفسير الأحلام والرؤى، فقام بتفسير أحلامهم فرئيس سقاة الملك رأى أنه يقوم بعصر الخمر، فقال لو سيدنا يوسف أنه عندما يخرج من السجن سوف يصبح ساقي الخمر للملك و والاخر قد رأى أنه فوق رأسه طبقا والطيور تقوم بالأكل من ذلك الطبق، فقال له سيدنا يوسف أنه سوف يصلب، وتقوم الطيور بالأكل من رأسه، وتحققت تلك الرؤى.
- وبعد مرور الكثير من الوقت رأى الملك رؤية غريبة، ولم يستطع تفسيرها وقام بالاستعانة بالكثير من الناس، حتى يستطيع الحصول على تفسير لتلك الرؤيا، ولكنهم عجزوا وأثناء ذلك الوقت تذكر رئيس السقاة الخمر سيدنا يوسف أنه قام بتفسير حلمه، وأصبح حقيقة واستعانوا به لتفسير حلم الملك، فأعجب الملك بسيدنا يوسف بسبب ذكائه وعلمه الكبير.
قصة سيدنا يوسف وخروجه من السجن
- ولكن أصبح سيدنا يوسف فيما بعد عزيزا على خزائن مصر، فتحولت حياة سيدنا يوسف من الشقاء والتعب إلى الرفاهية والرخاء، ولكن بعد مرور فترة زمنية قصيرة انتشرت المجاعات في البلاد ما عدا مصر كانت تحتفظ بالسنابل والغذاء من أيام الرخاء، حتى تستطيع مواجهة أيام الفقر والقحط بسهولة لذلك لجأت الكثير من الدول لمصر للحصول على الطعام.
- فذهب أخوه سيدنا يوسف إلى مصر للحصول على الطعام ما عدا أخيه الصغير بنيامين، وذلك لأن سيدنا يعقوب أصبح يخاف عليه بعد أن خسر سيدنا يوسف فهنا أمر سيدنا يوسف إعطاءهم قدراً بسيطاً من الطعام، وأنه سوف يقوم بإعطائهم المزيد في حالة أنهم قاموا بجلب أخيهم الصغير معهم.
- لاحقا قاموا بالذهاب إليه من جديد ومعهم أخوهم الصغير بعد أن قاموا بوعد أبيهم سيدنا يعقوب أنهم سوف يحمونه، ولكن قام سيدنا يوسف بوضع الإناء الذي يشرب فيه في أمتعة بنيامين، وأمر الحراس أن يقوموا بتفتيش جميع أمتعتهم، فوجدوا الإناء في أمتعة بنيامين، فأخذوه وعندما قاموا بالرجوع مرة أخرى إلى سيدنا يعقوب بدون بنيامين، وحكوا له ما حدث لم يصدقهم، وحزن حزينا شديدا وفقد بصره كنتيجة لذلك.
- فيما بعد قاموا بالذهاب من جديد إلى سيدنا يوسف لطلب رجوع أخيهم وأيضا للحصول على الطعام بسبب الفقر الشديد أثناء ذلك قام سيدنا بالفصح عن هويته، وقال لهم في سورة سيدنا يوسف حيث قال الله تعالى
(أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ) [يوسف: آية 90]
فرد عليهم وقال
(أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا) [يوسف: آية 90]
- بعد ذلك قاموا بطلب المسامحة منهم، فقام بمسامحتهم وأحضر لهم قميصه، وطلب أن يضعوا قميصه على ابيهم، فارتد بصر سيدنا يعقوب مرة اخري، وعاش مع سيدنا يوسف لفترة زمنية تقدر بسبعة عشر عاما، فكان عمر سيدنا يوسف في ذلك الوقت تسعة وثلاثون عاماً ولكن كان عمر سيدنا يعقوب يقدر بحوالي مائة وثلاثين عاماً.
لماذا عاقب الله النبي يوسف
- تمت معاقبة سيدنا يوسف من الله -سبحانه وتعالى- عن طريق القيام بإطالة مدة سجنه، وذلك بسبب لأنه اعتمد على أحد السجناء أن يقوم بتذكيره لدي للملك، ولكن لم يدع الله -سبحانه وتعالى- ويلتجأ إليه للتخلص من السجن؛ ومن هنا تم توضيح سبب معاقبة الله لنبي يوسف.
كم سنة عاش سيدنا يوسف
- تم تحديد عمر سيدنا يوسف -عليه السلام- ب 110 سنين فكان عمر سيدنا يوسف عندما قام برؤية أبيه مرة ثانية كان تسع وثلاثون سنة، ولكن كان يقدر عمر سيدنا يعقوب من العمر مائة وثلاثين عاما؛ ومن هنا تقدر المدة التي عاشها سيدنا يوسف مع سيدنا يعقوب بما يقدر ب17 عاماً.
اين مات سيدنا يوسف
- توفي سيدنا يوسف عندما كان يبلغ من العمر 110 سنين، وكان يحكم مصر في ذلك الوقت وتوفي فيها أيضا، ولكن في عهد سيدنا موسى -عليه السلام- تم العمل على نقل رفاه إلى الشام، وقد دفن في فلسطين خاصة في مدينة نابلس.
- يرجع تاريخ وفاة سيدنا يوسف بعد ميلاد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- بمدة زمنية تقدر 361 سنة وقبل مولد سيدنا موسى بمدة زمنية تقدر 64 سنة.