ابحث عن أي موضوع يهمك
الخليفة (عثمان بن عفان) رضي الله عنه كان هو الأكبر سنًا بين الخلفاء الراشدين حين لقاء ربه، حيث كان يبلغ من العمر حينها اثني وثمانين عامًا، وقد توفي شهيدًا على يد جماعة مارقة عام خمسة وثلاثين هجرية، ودفن بالبقيع، وقد ولد الصحابي عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد مناف قبل عام الفيل بستة أعوام، وهو واحد من العشرة المبشرين بالجنة، وثالث الخلفاء الراشدين، حيث تسلم الخلافة بعد وفاة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولقب بذي النورين، لزواجه من ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم، وهما رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما.
يقصد بالخلفاء الراشدين أوائل الخلفاء المسلمين ممن استلموا الحكم عقب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وهم أربعة، نذكرهم فيما يلي:
الخلفاء الراشدين هم الصحابة ممن تولوا الحكم عقب وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وعددهم خمسة خلفاء، وهؤلاء الخلفاء هم:
كان أقرب الخلفاء للرسول صلى الله عليه وسلم هو الصحابي علي ابن أبي طالب رضي الله عنه فهو ابن عم النبي وزوج ابنته فاطمة، حيث إنه من آل بيته وواحد من أصحابه وهو رابع الخلفاء الراشدين، وأول من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم من الصبيان، حيث أسلم قبل الهجرة النبوية، وقد كان محل ثقة الرسول، لذا عينه ليصبح واحد من كتاب الوحي وواحد من أهم الوزراء والسفراء، وشارك بجميع غزوات الرسول باستثناء غزوة تبوك، وقد عرف ببراعته وبسالته، ويذكر أنه اشتهر بالفصاحة والحكمة، فقد انتشرت أشعار كثيرة وأقوال مأثورة نسبت إليه والتي يتناقلها الكثير من الناس إلى يومنا هذا.
اسمه بالكامل هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أُميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مُرّة بن كعب بن لؤي بن غالب، بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة، القرشي، الأموي، المكي، ثمّ المدنيّ، وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه قد تزوّج بتسعة نساء، واللاتي أنجبن له ستةَ عشرَ ولداً؛ سبعٌ من الإناث، تسعةٌ من الذكور، وكنيته منذ الجاهلية أبي عمرو، وحين دخل إلى الإسلام وتزوّج ابنة رسول الله رُقية، أنجبت له عبد الله، فأصبحت كنيته أبي عبد الله، كما ولُقّب بذي النورين؛ لزواجه من ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال البعض أنه لقب بذلك لكثرة قراءته للقرآن خلال قيام الليل، حيث إن القرآن نور القيام نور.
خطب الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه ابنة الرسول رقيةَ من أبيها وتزوّجها، فأنجبت عبد الله، وهاجرت إلى الحبشة معه، ثم رجع وإياها لمكة، ثم أخذها بعد ذلك وهاجرا للمدينة المنورة، وبالسنة الثانية من الهجرة أصيبت رقية بالمرض، وحين حضر وقت غزوة بدر أبقاه النبي عند زوجته لكي يقوم برعايتها وتمريضها، وحين رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته من الغزوة كانت قد انتقلت إلى رحمةِ الله، فأصاب رسول الله الحزن الشديد عليها، ثمّ تزوج بالسنة الثالثة من الهجرة أختها أمّ كلثوم التي لم تكن قد تزوجت أحداً قبله، ولم ينجب منها، وتُوفّيت عنده كذلك.
عَرَض النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام على طلحة بن عبيد الله وعثمان بن عفان وقرأ عليهما القرآن، وأوضح لهما الجزاء المترتب من الله تعالى على الإسلام، فآمنا بدعوته وصدّقا برسالته، وأخبر عثمان أنّه حين كان قادماً إلى مكة من الشام وعندما كان نائم، إذ يُنادي عليه رجلٍ ويخبرهم بخروج النبي محمد، وحين قدم لمكة سمع بالنبي الكريم فأتى إليه، وكان الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه من السابقين إلى الإسلام.
وذكر إنّ خالته سُعدى كانت قد أخبرته بشأن محمد، فبقي ما أخبرته به عالقًا في ذهنه يفكّر فيه، وفي حين كان جالس يفكّر وجد أبو بكر الصديق يقبل عليه فسأله عن أمره، والذي أخبره عمّا سمعه من خالته، فأجابه أبو بكر (ويحك يا عثمان، إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل، ما هذه الأوثان التي يعبدها قومنا؟ أليست حجارة صم لا تسمع ولا تبصر، ولا تضرّ ولا تنفع) ؟ فدعاه لأن يسمع من رسول الله، وسريعًا كان رسول الله قد مر برفقة عليّ رضي الله عنه يحمل ثوباً، فتقدّم أبو بكر إليه وقال له شيئاً بأُذُنِه، فأتى رسول الله لعثمان بن عفان ودعاه للإسلام، والذي قبل دعوته ودخل بالإسلام، وهاجر للحبشة كما هاجر إلى المدينة.
وهو أوّل المهاجرين بأهله عقب النبيّ لوط عليه السّلام، حيث إنه حين اشتدّ إيذاء قريش للصحابة الكرام بالسنة الخامسة للبعثة أمرهم النبي بالهجرة للحبشة، فخرج الصحابة إلى أرض الحبشة من مكة؛ حفاظاً على دينهم، وللتخلّص من بطش قريش، وكان ممن هاجروا إلى الحبشة عثمان برفقة زوجته رقية ابنة النبي صلّى الله عليه وسلّم، وبعد أن بلغهم خبر إسلام عمر بن الخطاب هو وأهل مكة رجعوا إلى مكة.
وحين اقتربوا منها علموا أن الأخبار التي وصلتهم كانت كذباً، فمن بينهم من دخل إلى مكة وآخرون رجعوا، كان ممن دخلها عثمان ولازَم النبي بها، وكان يدعو للإسلام، إلى أن أمر النبي أصحابه بالهجرة للمدينة المنورة، فكان من أول المستجيبين لأمرِ نبي الله، فأطلق عليه صاحب الهجرتين؛ وهما الهجرة للحبشة، والهجرة للمدينة.
إن لقب الخلفاء الراشدون يطلق على أبا بكر وعمر وعثمان وعلي، ويضيف إليهم البعض الحسن بن علي وعمر بن عبد العزيز.