ابحث عن أي موضوع يهمك
قد ميز الله سبحانه وتعالى أنبياه الأشراف وخصهم برسالته ومعجزاته، وكل نبي من الأنبياء لديه ما يميزه من قصة وحكاية، والبعض منهم اصطفاه الله بشيء فريد، ومن ضمن أولئك الأنبياء نبي قد اختار الله له اسمه قبل أن يولد من وأمر بتسميته هذا الاسم، فمن هو؟ هذا ما سنعرفع معًا في هذا المقال عبر موقع مخزن.
هو نبي من أنبياء الله المرسلين إلى بني إسرائيل لتوجيههم إلى عبادة الله وحده. الله آتاه النبوة في عهد الصبا، حيث كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر والمسيحيون تعلموا منه طريقة التعميد وسموه بيوحنا المعمدان.على الرغم من أنه كان صبياً، إلا أنه كان يظهر حكمة واضحة، فكان يرفض دعوات اللعب بين الصبيان معتبرًا أن الإنسان خلق لغايات أعظم وقصة هذا النبي ذكرت في سورة مريم، حيث دعا الله والده ليباركه بولد، على الرغم من عقم زوجته، وقد من الله عليهما بالطفل الذي سميه ألا وهو “يحيى ابن زكريا عليهما السلام”.
قصة يحيى عليه السلام مرتبطة بشكل وثيق بقصة زكريا عليه السلام، حيث يذكر في القرآن بتفصيلات عديدة عن يحيى في سياق حديثه عن أبيه زكريا، وفيما يلي نبسط لكم حكايته:
أول الصفات التي حظى بها نبي الله يحيى هي فهم الكتاب والعمل به، وهو في سن الصبا. يقول الحديث النبوي إن يحيى عليه السلام أُعطي الفهم والعبادة وهو في سن السبع سنوات، وكان يحيى يدعو الصبيان للصلاة بدلاً من اللعب، مما يظهر تفانيه في العبادة والطاعة لله.
تروي بعض التفاسير حادثة مقتل النبي يحيى عليه السلام وينقل الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن عيسى بن مريم أرسل يحيى بن زكريا مع اثني عشر من الحواريين لتعليم الناس ومن بين التحذيرات التي كانوا ينبهون إليها كانت منع النكاح بنت الأخ، وكان لدى ملك في المدينة ابنة أخ ترغب في الزواج منه، وكانت تأتيه كل يوم بحاجة يكونوا يقضونها لها. عندما علمت والدتها برغبتها في الزواج من يحيى، أوصتها بأن تطلب من الملك تقديم يحيى للذبح عندما يأتيها، وعندما فعلت ذلك، رفض الملك وطلب منها أن تطلب شيئًا آخر، لكنها أصرت على ذلك. فدعا الملك يحيى وأمر بجلب دلو وذبحه، ونزف الدم على الأرض، ولم تتوقف هذه القطرة من الدم عن الغليان حتى أرسل الله جيشًا يسمى “بختنصر”، فأخبرته عجوز من بني إسرائيل عن مكان هذا الدم، فقرر الله أن ينزل عقابه على قومهم حتى يهدأ الدم، فقتل سبعين ألفًا منهم ويذكر الشوكاني أن قصة قتل يحيى موجودة في الإنجيل وأن اسمه هناك هو يوحنا، وقد قتله ملك من ملوكهم بسبب امرأة حملته على قتله والله تعالى أعلى وأعلم.
قبر النبي يحيى -عليه السلام يقع في فلسطين، حيث يدفن جسده، أما موضع رأسه -عليه السلام- فتنوعت الآراء حوله وهناك اعتقادات متعددة تتضمن:
معجزة النبي يحيى عليه السلام تتجلى في ولادته، حيث ولد من والدين كبيرين في السن وكانت أمه عاقراً، وبالإضافة إلى ذلك، تميز يحيى بعدم وجود شخص مشابه له، كما أمره الله بالتمسك بكتابه، التوراة، وأخذها بقوة، وقد منحه الله الحكمة وهو في سن الصبا.
رد الكثير من المشايخ وأهل العلم عن هذا الموضوع حيث قالوا أن اعتقاد أن يحيى عليه السلام توفي بقتل مؤلم لا يتعارض مع قول الله تعالى في القرآن عنه: “وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا” فوعد الله له بالسلامة والأمان عند وفاته يعني السلامة الروحية والدينية، وهذا لا يتعارض مع واقع تعرضه للقتل، بل كان السلام عليه في القتل هو جزء من تلك السلامة، وكان ذلك سببًا للوصول إلى درجة الشهادة التي تضمن له السلامة من بلاءات الدنيا والفتن في الآخرة.