مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

أين يقع بئر سيدنا يوسف عليه السلام

بواسطة: نشر في: 5 نوفمبر، 2022
مخزن

أين يقع بئر سيدنا يوسف عليه السلام

تتضارب أقوال المؤرخين حول تحديد مكان البئر الذي ألقي فيه سيدنا يوسف عليه السلام، حيث وردت قصة البئر في القرآن الكريم في قول الله تعالى «قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ في غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ ٱلسَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَٰعِلِينَ»، «وغيابة الجب» تعني كلمة غيابة ما غاب وأظلم من البئر، بينما تعني كلمة الجب بضم حرف الجيم إلى البئر المطوية.

أين يقع مكان بئر يوسف

  • تضاربت روايات العلماء حول موقع البئر الذي تم إلقاء سيدنا يوسف -عليه السلام- فيه تحديداً.
  • فيقول البعض منهم إنه يوجد بين أرض مصر وأرض مدين، كما يقول البعض الآخر في روايتهم إنه البئر الموجود في بيت المقدس، ويعتقد بعض منهم إنه في طبريا، ويقال أيضاً إنه يقع بأرض الأردن.
  • يعتقد بعض العلماء أن البئر الذي ألقي فيه سيدنا يوسف -عليه السلام- يبعد عن بيت أبيه سيدنا يعقوب -عليه السلام- بمقدار ثلاثة فراسخ، وهذا البيت يوجد في أرض كنعان في نواحي من الأردن.
  • وهناك مجموعة أخرى من العلماء يعتقدون أن موقع البئر الذي ألقى فيه سيدنا يوسف في صفد، وتقع صفد تحديداً في دولة فلسطين، والتي تعرف باسم بئر سيدنا يوسف عليه السلام.
  • وقصة إلقاء سيدنا يوسف هي عندما أراد إخوته التخلص منه كي يحبهم أبوهم كما يحب يوسف، فاقترح أحد إخوته ألا يقتلوه، ولكن يلقونه في بئر عميق حتى يختفي ولا يراه أحد، وأرادوا وضعه في الجب حتى لا يتضرر بشدة.
  • وذكرت الآية الكريمة كلمة السيارة بمعنى الجماعة السائرين الذين يعرفون مواقع المياه والطرق المختلفة في الصحراء، على عكس السائر العادي الذي لا يعرف أي شيء عن الصحراء.
  • ومعنى فأرسلوا واردهم، فالوارد هو الذي يذهب ويرجع بالماء إلى القافلة، ويقع البئر في نابلس بفلسطين.

قصة إلقاء يوسف عليه السلام في البئر

ولد سيدنا يوسف وأخوه بنيامين من زوجة سيدنا يعقوب عليه السلام والتي كان اسمها راحيل، والتي تزوجها بعد موت أختها وأنجب يعقوب -عليه السلام- من راحيل الكثير من الأولاد، فكان يوسف وأخوه يتمتعان بمكانة خاصة عند أبيهم يعقوب عليه السلام، فتمكنت الغيرة من قلب باقي الأبناء، وشعروا بحب والدهم الزائد ليوسف وأخيه وتفضيلهما عنهم، في قوله تعالى: «إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ»، فاتفق إخوته على التخلص منه، فتشاوروا بينهم كيف يتخلصون منه، فقرر بعضهم قتله ولكن أحد إخوته رأي ألا يقتلوه ولكن يلقونه في قاع بئر حتى يأتي أحد المارة، ويأخذه معه بعيداً فاتفقوا على ذلك.

وبالتالي يبقي حب أبيهم لهم وحدهم دون الانشغال بغيرهم، فطلبوا من سيدنا يعقوب أن يأخذوا يوسف إلى اللعب معهم، ولكن خاف أبوه من أن ينشغلوا عنه، ويأكله الذئب فرفض في بداية الأمر، ولكنهم أعطوا أباهم عهداً بأن يحافظوا عليه، وعندما وصلوا القوة في البئر، ورجعوا إلى أبيهم يبكون حتى لا يكشف كذبهم، وحملوا قميص يوسف معهم بعد أن لطخوه بدم كاذب، حتى يقتنع أبوهم بأنه قد أكله الذئب، ولكن كذّبهم يعقوب -عليه السلام- ولم تقنعه أكاذيبهم، ولكنه لم يكن بيده حيلة عدا الصبر على الابتلاء، وأن يحتسب هذا الصبر عند الله تعالى، وأن يفوض أمره إلى الله -عز وجل- جلاله.

كيف خرج يوسف عليه السلام من البئر

مكث سيدنا يوسف -عليه السلام- في البئر لعدة أيام، وكان أخوته يذهبون إليه من وقت لآخر، وأثناء مرور مجموعة من السيارة، وكانت وجهتهم إلى مصر بعد أن انطلقوا من أرض مدين، فنفذ منهم الماء في الطريق، فأرسلوا رجلاً منهم ليجلب لهم الماء ليعينهم أثناء سفرهم ويسقون جمالهم، وبينما ألقي دلوه في البئر أمسك فيه يوسف -عليه السلام- وخرج إليهم، ففرح الرجل وأصبح مستبشراً برؤية الغلام، وفي ذلك قال الله تعالى: «وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً».

وكانوا إخوة يوسف يراقبونهم فهرعوا إليهم، وقاموا بمفاوضتهم على شراء يوسف -عليه السلام- واستقروا على بيعه بثمن زهيد، واشتراه الرجل منهم وقام بإخفاء يوسف -عليه السلام- لكي لا يراه رجال القافلة الآخرين، وقاموا باصطحابه معهم إلى مصر معهم إلى مصر، ولما وصلوا باعوه إلى عزيز مصر، فأوصي زوجته أن تهتم به وتكرم مثواه.

العفو في قصة سيدنا يوسف

قصة سيدنا يوسف -عليه السلام- تعد من أجمل قصص القرآن الكريم، وتعلمنا العديد من الصفات المحمودة منها صفات العفو والتسامح، فبرغم الأذى الذي سببه إخوة يوسف -عليه السلام- له إلا أنه سامحهم في نهاية الأمر وعفى عنهم، بل ودعي لهم أن يغفر لهم الله ما فعلوه له وأن يسامحهم، ففي قول الله تعالى: «قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ»، فخصال التسامح والعفو من خصال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن الشواهد على ذلك، عندما دخل مكة وقال لمن فيها «مَا تَرَوْنَ أَنِّي صَانِعٌ بِكُمْ؟» قَالُوا: خَيْرًا، أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ، قَالَ: «اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ الطُّلَقَاءُ» فدخل أفواجاً من الناس في دين الله تعالى.

فقد جمع شمل يوسف -عليه السلام- بأخوته بالتسامح والعفو فلولا أن عفى عنهم يوسف -عليه السلام- لكان تشتت شملهم وتفرقوا، فقد حاسب يوسف -عليه السلام- أخوته حساباً عسيراً ومؤلماً، ولكنه سامحهم في النهاية ودعي لهم أن يغفر لهم الله، ويسامحهم على ما ارتكبوه في حقه، فالإنسان يوجد بداخله الخير والشر ويعيش الإنسان حياته في صراع دائم بين الخير والشر في داخله والسعي دائماً لانتصار الخير على الشر فأساس الحياة الكريمة والرضا هو تطهير النفس من الصفات السيئة والتحلي بالخصال المحمودة والأخلاق الكريمة.

واستطاع يوسف -عليه السلام- أن يعفو عن أخوته ويجمع شملهم بعد أن اطمأن قلبه لله -عز وجل- ونجح في حل الخلاف فيما بينهم، وعبرت لنا هذه القصة عن الكثير من المبادئ السامية والعظيمة، وأثبتت قوة نبي الله يوسف -عليه السلام- وحكمته وذكاؤه السياسي حيث استطاع أن يجعل الشعب يطيع الملك وحاشيته، وعاش الجميع تحت لواء يوسف -عليه السلام- وأصبحوا يقتدون به في حل الخلافات والأزمات والمشاكل حيث نجح في حل خلافاته مع أخوته، فقصة سيدنا يوسف -عليه السلام- تعد مثالاً عظيماً وقدوة للعديد من الناس، فيقتدي الناس بسيدنا يعقوب في الصبر على الابتلاء ويقتدون بيوسف -عليه السلام- في المسامحة والعفو والبعد عن الفواحش والصبر على الابتلاء وغيرها من الصفات الحسنة والأخلاق الحميدة.

أين يقع بئر سيدنا يوسف عليه السلام

جديد المواضيع