مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

هل تقبل صلاة المرأة الناشز ابن باز

بواسطة: نشر في: 28 يناير، 2024
مخزن

لفهم موقف الشريعة الإسلامية من قضية المرأة الناشز، ينبغي أولاً التأكيد على أن النشوز يعد من السلوكيات السلبية وغير المحببة في الإسلام ففي الدين الإسلامي فإن طاعة الزوج واجبة، ولا يسمح للمرأة أن تخرج عن طاعة زوجها في الأمور التي أحلها الله وكانت حق من حقوقه عليها، طالما أنه بالمثل يوافيها حقوقها، لكن يتساءل البعض هل إن كانت المرأة ناشز عن زوجها هل تبطل صلاتها؟ سوف نعرف ذلك في هذا المقال عبر موقع مخزن.

هل تقبل صلاة المرأة الناشز ابن باز

لم يصدر العلامة الشيخ ابن باز – رحمه الله – أي فتوى محددة بخصوص حكم صلاة المرأة الناشز، إلا أن العديد من علماء الدين قد قاموا بتفسير حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – الذي يقول: “ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا، وعد منهم امرأة باتت وزوجها عليها ساخط” وفي هذا السياق، يفسر أن عصيان المرأة لزوجها في أمور ليست لها وجه حق يعتبر من الخطايا الكبيرة التي قد تجعل الله تبارك وتعالى يغضب عليها، حيث إن تجاوز المرأة على أوامر زوجها بدون سبب شرعي صحيح يعتبر انتهاكًا لما أمر الله به في القرآن الكريم وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه، يجب على المرأة المسلمة أن تتجنب مثل هذه التصرفات وأن تلتزم بطاعة زوجها، إلا في الحالات التي تتعارض فيها الأوامر مع مبادئ الدين الإسلامي، لكن بالنسبة لقبول الصلاة فإن هذا الحديث قد ضعفه الكثير من العلماء والمفسرين، ولا ينبغي التوقف عن الصلاة مهما كان الأثم الذي ارتكبه الشخص سواء من ذكر أو أنثى، حيث قال تعالى في كتابه الكريم “إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر” وربما لتنهاها صلاتها ذات يوم عن الأثم الذي ترتكبه.

تعريف المرأة الناشر

المرأة الناشز هي التي تظهر عليها صفة العصيان لزوجها، ويمكن أن يظهر النشوز بأشكال مختلفة، بما في ذلك النشوز القولي والنشوز الفعلي أو تجمع بين الطريقتين غفي النشوز القولي ترفض المرأة الرد بطريقة حسنة ومقبولة على طلبات الزوج ونداءاته أما في النشوز الفعلي، فترد على طلبات الزوج بشكل يظهر فيه عدم الرغبة أو الامتناع عن الطلب، وقد يكون هذا الرد مبنيًا على اعتبار الأمر مفروضًا عليها أو غير محبب بالنسبة لها أو من دافع الكيد والعند مع زوجها ومن الممكن أن يشمل النشوز كلا الجوانب معًا القولي والفعلي، و الكره والابتعاد قد يتجلى في رفض المرأة للدخول في علاقة زوجية حميمة وقد استند العلماء إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يذكر أن الملائكة تلعن المرأة التي ترفض دعوة زوجها للفراش، مما يعكس أن هذا السلوك يعتبر نوعًا من النشوز أيضًا، والله تعالى أعلى وأعلم.

عقوبة المرأة الناشر في الشريعة الإسلامية

لقد كرم الإسلام المرأة واعتبرها شريكة في الحياة للرجل فهي جزء لا يتجزأ من أي علاقة، سواء كانت بالأمومة، الأخوة، أو الزواج، فمنذ ظهور الإسلام، تم رفع مكانة المرأة وأهميتها، حيث تخلصت المرأة مما كانت تعانيه في الجاهلية مثل الإهانة والاستغلال الجسدي وعبودية ورق ولقد شهدت أوروبا لفترة طويلة استغلالًا جسديًا للمرأة، وظلمًا تجاهها حتى في العصور الحديثة كانت المرأة تعاني من التمييز العنصري في أمريكا وغيرها وبالنسبة إلى نشوز المرأة من بعد نيل حقوقها فييقول الشيخ ابن باز إنها لا تستحق نفقة من زوجها إلا بعد العودة لطاعته، ما دام نشوزها غير مبرر.يُترك تقدير مدة حرمانها من النفقة للاجتهاد، ويمكن أن يحكم عليها بحظر النفقة طوال فترة نشوزها أما حكم القاضي بمنع النفقة عن المرأة الناشزة، فلا أساس له في الشريعة الإسلامية، ويعد ذلك من أنواع الظلم للمرأة لا سيما إذا كان نشوزها ناتجًا عن سلوك سيء من جانب زوجها.

كيفية التعامل مع المرأة الناشر

لا بد من التحقق والتعرف على سبب النشوز، والعمل على مصالحة الطرفين، مع الالتزام بالأساليب الشرعية المعتمدة والتحكيم بواسطة حكمين، كما أوجب الله سبحانه وتعالى عباده في القرآن الكريم، كما ورد في الآية “وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا” (النساء: 35).

ويكون دور هذين الحكمين هو العمل على تحقيق مصلحة الزوجين، حيث يسعى كلاهما إلى تحقيق الصلح بينهما والسعي نحو ذلك. وإذا رأوا أن الصلح هو الخيار الأفضل، فسيسعون للتوفيق بينهما والمضي في هذا الطريق، وإذا رأوا أن الافتراق هو الخيار الأنسب، فسينفذون هذا القرار. وإذا رأوا أن تأجيل الحكم هو الأنسب للمصلحة العامة، فسيؤجلون القرار وفقًا لذلك.

وقد روى الإمام البخاري في صحيحه قول النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة من قبيلة ثابت بن قيس: “أتردين عليه حديقته؟” فأجابت بنعم، فأمر النبي ﷺ زوجها ثابت بن قيس بتسليم الحديقة لها وطلاقها تطليقة” ومن هذا الحديث نستشف على أن رأي الحكماء ليس مجرد استشارة أو توكيل بل هو حكم يجب الالتزام به، ويظهر من الحديث أن النبي عليه الصلاة والسلام قضى في النزاع دون أن يكون وكيلاً عن أحد من الزوجين.

وسبب الاعتراض على قرار القاضي بمنع المرأة من النفقة مع حبسها تحت سلطة زوجها، هو أن هذه الطريقة تمنع المرأة من العيش بحرية، ببساطة لأنها لا تستطيع التكيف مع حياة الزوجية وفي هذا الصدد يعد هذا القرار ظلمًا للزوجة وللزوج على السواء، فلو كان للزوج حق على زوجته، فإنه لا ينبغي له أن يصل بهذا القدر من القسوة حتى يحرمها من الحياة الطبيعية.

طلاق الزوجة الناشر

قبل الخوض في موضوع الطلاق للزوجة الناشز، يجب أولاً أن نؤكد أن مصطلح النشور بدقة هو عدم طاعة الزوجة لزوجها واستخدامها لسلطتها متجاوزةً حقوقه المشروع و يأتي مصطلح “النشوز” من الفعل “نشز” الذي يعني الارتفاع أو الاستعلاء، مما يدل على التمرد أو الانحراف عن الطاعة الواجبة للزوج مع العناد، وبذلك فإن هذا المصطلخ لا يطلق على أي امرأة فينبغي أن يكون هذا المصطلح منطبقًا عليها بالتحديد حتى يتم اعتبارها ناشز

ومن الأمثلة على تصرفات النشوز قد يكون رفض الزوجة دخول بيته أو القيام بما يرضيه، أو الخروج من البيت دون إذن منه، وتتنوع حالات النشوز بمختلف الأشكال، لكن يمكن تلخيصها جميعًا تحت فكرة العصيان والتمرد على زوجها فيما يتعلق بأمور غير مشروعة شرعًا، مثل إهمال أداء الصلوات الفرضية أو عدم اتباع العلاج الموصوف لمرضها.

وفي تلك الحالات يمكن أن يكون الطلاق هو الحل الأنسب لكلا الطرفين إذا لم تفلح يسلسلة الحلول المتاحة للتعامل مع الوضع الذي قد يسبقه مع التأكيد على أن الطلاق ليس الخيار الأول في الشريعة الإسلامية والتي تحرص على استمرارية الأسرة واستقرارها، وخاصةً إذا كان هناك أطفال يتأثرون بالقرار ويجب أن يدرك كلا الطرفان أن الطلاق ليس الحل الفوري لكن إن طفح الكيل مع الزوجة الناشرة فيكون هو الحل الأمثل الأخير للزوجة الناشزة.

حقوق الزوج على الزوجة

حقوق الزوج تشمل العديد من الالتزامات التي يجب على الزوجة الالتزام بها دون تقصير، ومن هذه الحقوق:

  • الطاعة: ينبغي على المرأة أن تطيع زوجها وتقدم له الاحترام والطاعة.
  • الاستمتاع: يجب على المرأة أن تسعى لإسعاد زوجها وتمكينه من الاستمتاع بحياتهما الزوجية.
  • الخروج: ينبغي على المرأة ألا تخرج من المنزل دون إذن زوجها.
  • اختيار الضيوف: يجب على المرأة عدم دخول المنزل بالضيوف الذين يكرههم زوجها.
  • خدمة الزوج: ينبغي على المرأة أن تخدم زوجها وتساعده في مختلف الأمور.
  • الرضاية: يتوجب على المرأة أن تقبل النكاح بإرادتها الحرة إذا تم عقده بشكل صحيح ووفقًا للشريعة الإسلامية.
هل تقبل صلاة المرأة الناشز ابن باز

جديد المواضيع