إن الشيخ العلامة والكبير عبد العزيز بن عبد الله بن باز لم يذكر أي فتوى تدل على ما إذا كانت صلاة المرأة الناشز تُقبل أم لا، ولكن بعض أهل العلم قاموا بالتطرق في هذه الفتوى بعدما أكدوا أن الحديث الشريف المذكور عن النبي – صلى الله عليه وسلم- وهو “ثلاثةٌ لا ترتفِعُ صلاتُهُم فوقَ رؤوسهم شِبرًا : رجلٌ أمَّ قومًا وَهُم لَهُ كارِهونَ ، وامرأةٌ باتَت وزوجُها علَيها ساخطٌ ، وأَخَوانِ مُتصارِمانِ” ضعيفًا من حيث الترغيب ولم يتم إسناده، حيث قالوا بالإجماع ما يلي:
المرأة التي تقوم بعصيان زوجها عندما يأمرها بشيء لا يغضب الله بغير وجه حق فإن الله – سبحانه وتعالى- لا يقبل لها صلاة ولا حتى أي عبادة.
حيث إن ذلك الأمر يعد بمثابة أمر خطير للغاية، إذ ينبغي على الزوجة المسلمة أن تدركه جيدًا وتتجنبه.
فبلا شك معصية الزوج تُصنف كمعصية لأوامر الله – تعالى- والتي أشار إليها في كتابه الحكيم.
فضلًا عن أنها معصية لرسول الله – صلى الله عليه وسلم-.
فلا يجوز أن تعصي المرأة زوجها إلا إذا كان هناك معصية للخالق – عز وجل-، والله أعلم.
ما هو نشوز المرأة
سنشير في النقاط التالية إلى مفهوم نشوز المرأة المتزوجة بالتفصيل:
نشوز المرأة هو استعلاؤها على زوجها بالإضافة إلى خروجها عن طاعته.
أي أنها تتجه إلى عصيانه في الأمور التي يأمرها بها بل وتقوم بفعل ما يغضبه.
إذ إنه تم تصنيفه كوسيلة للاستخفاف والتقليل من حق الزوج والذي ذكره الله – عز وجل- في القرآن الكريم.
ومن أبرز أمثلة النشوز هو خروج الزوجة من بيتها دون الحصول على إذن من زوجها، أو إنفاق المال دون إذنه أو الامتناع عن ممارسة العلاقة الحميمة دون عذر وغيرها.
فمن الممكن تلخيص النشوز في جملة أنه الأفعال التي تقوم بها الزوجة دلالة على بغضها.
حكم المرأة الناشز في القرآن
لقد جاء لفظ النشوز في نحو 4 آيات من القرآن الكريم، حيث إن هذا اللفظ أشار إلى الترفع والاستعلاء والعصيان والإعراض، ففيما يلي سوف نوضح لكم الآيات القرآنية التي تحدثت عن المرأة الناشز ووضحت كيفية التعامل معها:
فهذه الآيات تدل على أن النشوز معصية كبيرة وفيها استخفاف بحق الزوج حيث إنه ينبغي على الزوج التصرف مع الزوج الناشز بحكمة.
أي يقوم بتذكيرها بالله – عز وجل- كما يخوفها من ارتكاب ما حرم ألا وهو معصية الزوج.
ففي حالة إن لم تستجيب له فعليه أن يهجرها في المضجع، وإن زادت في نشوزا فهنا ينبغي أن يضربها ولكن بشكل غير مبرح وكما جاء في الضوابط الشرعية لكيلا يصبح المعتدي الظالم.
مظاهر نشوز المرأة
إن نشوز المرأة المتزوجة من الممكن أن يكون قولًا أو فعلًا، حيث إن النشوز الذي يكون بالقول يتجلى في تحولها إلى امرأة سيئة الكلام لا تجيب إلى طلبه، أما النشوز الذي يكون بالفعل يتمثل في إجابة طلب الزوج كرهًا وغصبًا، ومن مظاهر النشوز الشائعة ما يلي:
الامتناع عن زفافها إلى منزل الزوج.
منع الزوج من الدخول إليها على الرغم من أدائه لمهرها بشكل مُعجل.
عدم تمكين الزوج مطلقًا من نفسها، حيث في هذا الأمر مخالفة للحق الشرعي الذي يجب أن يحصل عليه الزوج بموجب عقد الزواج والذي ينص على استمتاعه بزوجته بحرية إن لم يكن هناك عذر شرعي.
الاعتراض بغير حق وفي حالة إن كان الزوج يؤمن عليها وقد أدى المهر الذي عليه.
الامتناع عن التوجه إلى مسكن شرعي مع الزوج دون أي حق.
إن حُبست لعدم سدادها لدين كان عليها على الرغم من امتلاكها القدرة على سداده.
كيفية التعامل مع المرأة الناشز
إن الشريعة الإسلامية ساهمت في الحفاظ على سعادة الزوجين، وذلك من خلال حملها لمجموعة من التوجيهات هدفت إلى صيانة حقوق وواجبات كل منهما وحرصت على جعل حياتهما مستمرة على مبدأة المودة والرحمة، حيث وضعت مجموعة من الحلول للتعامل مع المرأة الناشز ألا وهي كالآتي:
الموعظة الحسنة
يجب على الزوج المبتلى بنشوز زوجته أن يرشدها بالمحبة والألفة.
وأن يذكرها بالعواقب التي سوف تحدث نتيجة لعدم استجابتها لأوامره.
كما يخبرها بالحقوق الواجبة عليها تجاه، وهذه أول خطوة في التعامل معها.
الهجر المتنوع
في حالة إن استنفد الزوج جميع طرق الإرشاد والوعظ والتذكير بمخاطر النشوز فهنا عليه أن يتجه إلى الهجر.
حيث إن للهجر أشكال عديدة وهي كالآتي:
الهجر في المضاجعة في الفراش.
الهجر في عدم التعامل معها والتحدث إليها لمدة 3 أيام.
فالغاية من الهجر تكمن في تأديب الزوجة الناشز وتوضيح لها مدى خطورة تصرفها.
فهو ليس بمثابة وسيلة لإذلالها أو حتى التعالي عليها.
ومن الجدير بالذكر أن الهجر في الفراش لا بد وألا يتجاوز 4 أشهر.
الضرب للناشز
إن تعذر على الزوج إصلاح حالة الزوجة الناشز بالطريقتين السابقتين ففي هذه الحالة لا يكون هناك حرجًا من القيام بضربها.
حيث إن القصد من الضرب هنا ليس تقليل شأنها أو الانتقام منها أو الإهانة أو التحقير، بل لجعلها تتراجع عما بدر منها وتعلم أن معصية الزوج من معصية الله – عز وجل-.
ويُشترط في ضرب الناشز ألا يكون عنيفًا أو يؤدي إلى إتلاف أحد أعضائها أو يتسبب في إصابتها بالكسر أو التشويه.
كما يُشترط ألا يكون في أماكن جمال المرأة كالوجه.
ما هي عقوبة الناشز
إن عقوبة الناشز تتمثل وكما أسلفنا ذكرًا في النصح أولًا فإن لم تستجيب للأمر فإنه يتم هجرها في فراشها إلى أن تعود عن رأيها، فإذا لم تتراجع عن نشوزها فينبغي على الزوج ضربها حسب الضوابط الشرعية، وإن لم يجدى الأمر نفعًا فتكون العقوبة كالآتي:
قطع النفقة عنها ومن ثم تركها.
ففي حالة إن لم تتأدب فهنا يجوز للزوج طلاقها حيث في هذا الأمر الخير لها وله.
فلقد أشار الفقهاء إلى أن عدم طلاق الزوجة الناشز سيكون فيه ظلم للزوج ولها.
إذ إن الهجر لمدة طويلة فيه مفسدة عظيمة للغاية لكل من الرجل والمرأة، والله أعلم.
حقوق الزوج
من الحقوق التي ينبغي على الزوجة أن تؤديها تجاه زوجها دون تقصير أبدًا وذلك للحصول على مرضاة الله – عز وجل- عنها ما يلي:
خدمة الزوج بحب وبذل الجهود من أجل توفير الراحة له.
تسليم نفسها لها في حالة إن تم عقد النكاح بشكل صحيح.
عدم دخول منزل من يكره.
السماح له بالاستمتاع بها طالما منحها مهرها.
طاعته فيما يأمر وفيما لا يخالف أوامر الله – سبحانه وتعالى-.