تكاثرت الأقاويل حول الآثار الخاصة بحبوب الحديد على السيدات الحوامل، وامتدت تلك الأقاويل لتصل حول الآثار الخاصة بحبوب الحديد على الجنين هل هي قد تتسبب له في أي من الأعراض الضارة التي تؤدي إلى تشوه الجنين أم لا، ولذلك سوف نقوم بعرض وجهة النظر الطبية الخاصة بالإجابة عن هذا السؤال في التالي:
صرح العديد من أطباء النساء والتوليد بأنه في حال إن تناولت الحامل حبوب الحديد كمكمل غذائي بجرعات مناسبة بناءً على توصية مسبقة من الطبيب المختص وقامت بالفعل بتنفيذ تلك التوصية والحفاظ على الجرعات المحددة دون تناول أي جرعة زائدة عن الحد المطلوب بالطبع هذا لن يؤدي إلى حدوث أي أضرار على الجنين نهائياً.
علماً بأنه هناك العديد من البحوث والدراسات التي أكدت أنه من الممكن أن تتسبب مكملات الحديد الغذائية في إلحاق بعض التشوهات على الجنين، وذلك في حال إن تم تناولها من قبل الحامل في الأشهر الأولى من الحمل بشكل عشوائي بجرعات زائدة دون توصية مسبقة من الطبيب المختص.
والجدير بالذكر أن في العادي غالباً يصف الطبيب الحديد للأم بدايةً من الشهر الرابع، وذلك من أجل تجنب حدوث أي نوع من أنواع الأضرار على الجنين، وهذا يكون فقط إجراء احتراسياً ليس أكثر.
لذلك في الآونة الأخيرة أصبح العديد من الأطباء ينصحون الأمهات بضرورة الابتعاد عن تناول مكملات الحديد في الأشهر الثلاث الأولى من الحمل إذا كان ليس هناك أمر ضروري يلزم لتناولها، وهذا بالطبع ما ننصحكِ بالقيام به حتى تتجنبي أي مخاطر على صحة جنينكٍ.
الفوائد العامة لحبوب الحديد للحامل
عادة يوجد العديد من النساء اللواتي يحتجن إلى كميات كبيرة من الحديد خلال أشهر حملهن، وذلك لأن الجنين حينها ينمو ويتغدى بواسطة الفيتامينات والمعادن الموجودة في جسم الأم؛ مما يؤدي إلى خفض نسبة الحديد الموجودة في دم المرأة الحامل، والتي قد تتسبب في زيادة احتمالية الولادة المبكرة للسيدات الحوامل، أو زيادة احتمالية إنجاب أجنة ذوي وزن قليل حيث أنه من الممكن أن يقل وزن الأجنة حتى يصل إلى أقل من 2.5 كيلوغرام.
وحسب مجموعة كبيرة من الإحصاءات التي ورد فيها أن أكثر الأسباب التي تؤدي لوفاة الأطفال حديثي الولادة تكمن في الولادة المبكرة أو ولادة هؤلاء الأطفال بأوزان قليلة للغاية، بالإضافة إلى أن ولادة الأطفال بوزن أقل من الطبيعي تجعلهم أكثر عرضة من غيرهم بالإصابة بمجموعة من الأمراض المسببة لعدة مشكلات صحية شديد الْخَطَر.
لذلك يصف العديد من الأطباء للسيدات الحوامل مجموعة من المكملات الغذائية المملوءة بالحديد، ولكن ذلك يكون بعد إجراء فحص دم ليحدد ما هي النسبة الخاصة بفقر الدم لدى كل سيدة، حتى يستطع الطبيب أن يحدد هل هناك حاجة لتلك السيدة لتتناول حبوب الحديد أم لا.
أسباب احتياج الحامل لحبوب الحديد
قد يصف الطبيب المختص حبوب الحديد للسيدات الحوامل؛ نظراً لتجنب إصابتهم بفقر الدم، لذلك يبدأ الطبيب المختص في أن يصف لهن جرعة تناسب كل سيدة حسب حالتها، وغالباً ما تتراوح تلك الجرعة من حبوب الحديد من بين 20 مليغرام حتى 30 مليغرام كحد أقصى في اليوم الواحد.
مع الأخذ في الاعتبار بأن الإصابة بأي مشكلة تتعلق بفقر الدم وخصوصاً لدى السيدات الحوامل قد تؤثر سلباً على صحة هؤلاء الحوامل حتى أنه من الممكن أن تؤدي لمجموعة من المخاطر على صحتهن وصحة أجنتهن، وفي بعض الأحيان قد تؤدي إلى عدم استمرار الحمل؛ نظراً لانخفاض مستوى الحديد في الجسم.
والجدير بالذكر بأن هناك عدة أطباء ينصحون السيدات الحوامل بتناول عدة فيتامينات أخرى بجانب حبوب الحديد، وذلك من أجل أن تزداد نسبة ارتفاع الحديد في الجسم، ومن أبرز تلك الفيتامينات هي التي تحتوي على نسبة كبيرة من فيتامين ج.
كما أن الأطباء ينصحون السيدات الحوامل اللواتي يتناولن حبوب الحديد بضرورة تجنب تناول أي من المكملات التي تحتوي على الكلسيوم بالإضافة إلى أي أدوية مضادة للحموضة، وذلك من أجل ألا يحدث أي تفاعلات مضادة بين حبوب الحديد والمواد الكيميائية الأخرى التي تحتوي عليها تلك الأدوية والمكملات الغنية بالكلسيوم.
الآثار الجانبية لحبوب الحديد على الحوامل
هناك مجموعة من الآثار الجانبية الضارة التي قد تتركها حبوب الحديد على الحامل وتتمثل تلك الآثار في الأتي:
حيث أنه في حال إن قامت إحدى السيدات الحوامل بتناول حبوب الحديد في الأشهر الأولى من حملها وخاصةً من دون إشارة مسبقة من طبيبها المختص، فإنها بالطبع بهذا التصرف قد تتسبب في حدوث أضرار خطيرة وجسيمة على نفسها وعلى جنينها، مثلما أشارنا في بداية المقال بأنه يجب على الحوامل تجنب أخذ حبوب الحديد خاصةً في بداية أشهر الحمل تجنباً لإصابة الجنين بأي تشوهات لا قدر الله.
لهذا يجب أن تتجنب الحامل أخذ أي من حبوب الحديد إلا بعد توصية مسبقة من الطبيب المختص، علماً بأن الطبيب عادةً ما سوف يتجنب وصف حبوب الحديد للحامل إلا بعد مرور أول ثلث من أشهر الحمل تجنباً لأي خطر، والحالة الوحيدة التي قد يضطر الطبيب إلى وصف* تلك الحبوب للحامل هي في حال إن كانت مصابة بفقر شديد في الدم؛ مما يجعله يقوم بتحديد جرعة منخفضة من حبوب الحديد لها، حتى يحد من فقر الدم.
إلى جانب أن في حال إن لم تلتزم المرأة الحامل بالجرعة التي يحددها لها الطبيب من تلك الحبوب، وتبدأ في تناول حبوب الحديد بكمية مفرطة سواء في منتصف أشهر الحمل أو نهايتها، فإنها بذلك الفعل تعرض نفسها لمجموعة من المشكلات الخطيرة وخاصةً المشكلات التي قد تضر بالجهاز الهضمي والأمعاء؛ مما يصعب من عملية الولادة.
أسئلة شائعة
من أي شهر تأخذ الحامل الحديد؟
غالباً ما يصف الطبيب المختص مكملات الحديد إلى السيدات الحوامل بعد نهاية الأسبوع الثاني عشر من الحمل، أي في بداية الثلث الثاني من الحمل، وذلك عندما تبدأ المتطلبات الخاصة بالحديد في الزيادة، يبدأ الطبيب في تحديد الجرعة الخاصة للحامل من الحديد في اليوم الواحد والتي غالباً ما تكون 30 ملجم في اليوم الواحد.
ما هو الأكل الممنوع مع حبوب الحديد؟
هناك مجموعة من المأكولات التي تقلل من قدرة الجسم على امتصاص الحديد من أبرز تلك الأطعمة هي الأطعمة ذات الألياف العديدة مثل الحبوب الكاملة والخضروات النيئة والنخالة، إلى جانب البيض في حال تناوله بمعدل كبير، بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بالكلسيوم والبوليفينول والأوكسالات، وكذلك كافة الأطعمة المليئة بالأملاح وبذور السمسم والجوز.
ما هو الوقت المناسب لتناول حبوب الحديد؟
من المفضل أن يتم تناول حبوب الحديد على معدة فارغة، وتحديداً قبل الأكل بوقت كافِ، أي قبل الأكل بساعة أو ساعتين، كما أنه يجب أن يتم أخذ تلك الحبوب بكمية وفيرة من الماء لا تقل عن كوب كبير من الماء، وهذا ينطبق أيضا على شراب الحديد أي إن هذه التوصيات لا تقتصر فقط على حبوب الحديد.
