ابحث عن أي موضوع يهمك
قصه عن النبي نوح ودعوته لقومه بالهداية، إلا أنهم كفروا بما جاء به فكان مصيرهم الغرق والهلاك، فمن رحمة الله ـ عز وجل ـ بعباده انه يُرسل إليهم الرُسل والأنبياء لهدايتهم إلى الخير وإبعادهم عن السوء في الحياة، فينجو من يؤمن ويُصدق بهم، وينال سوء الجزاء من يُعلن كفره وإشراكه، ويعرّض موقع مخزن المعلومات ذلك تفصيلاً في السطور القادمة.
قبل سرّد قصة سيدنا نوح يجب الإشارة إلى بعض المعلومات عنه وأولها نسبه، فهو نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ بن يرد بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم ـ عليه السلام ـ، ويُشار إليه في بعض المصادر بـ آدم الثاني؛ ذلك لأنه قد جمع الباقيّن من ذريته على الأرض لينجو بهم وذلك في قول الله تعالى “وَجَعلْناَ ذُرّيتَهُ هُمُ الْباقيينَ”، ويُعد نوّح أول الرُسل من أولي العزم وذلك لأن قومه كانوا أول قوم مشركين يظهرون في الأرض، فجاء إرساله من الله تعالى ليدعوهم إلى عبادته ويُحذرهم من الشرك والكفر.
اقرأ أيضاً: قصة عن في الاتحاد قوة
أرسل الله تعالى نوح إلى قومه “بنو راسب وفقاً لبعض المصادر” بعدما ظهر فيهم الضلال والجحود بالله، فجاء أول رسول إلى الناس في الأرض، وقد ظهر جحود قومه الأول حينما رأوا بعض النُصب التي بناها السابقين لهم لرجال صالحين منهم، تخليداً لذكراهم بعض وفاتهم، وبقيّت هذه النصب لفترة طويلة حتى اتخذها هؤلاء القوم أصناماً لعبادتها من دون الله.
اقرأ أيضاً: قصة عن فضل العلم
بدأت بعثة نوح عليه السلام حينما دعا قومه إلى التوحيد والإيمان بالله تعالى وحده، وأوضح لهم فوائد إتباع أوامر الدين وطاعة الله تعالى في مغفرة ما بّدر منهم من ذنوب، ليترفع الله عن معاقبتهم ويمهلهم نبيهم فترة للإيمان بالله ورسوله، وقد استخدم نوح العديد من الأساليب حتى يُمكنه دعوة قومه إلى الإيمان، وذلك في قول الله تعالى “قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا* فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا*وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا”، حيثُ تصف الآية الكريمة وضع قوم نوح حينما كان يدعوهم إلى الإيمان، فما كان منهم إلا أنهم ينفرون من دعوته ويضعون أصابعهم في آذانهم حتى لا يستمعوا إليه، ويدخلون رؤوسهم في ثيابهم للإصرار على الرفض والاستنكار.
جاءت دعوة نوح سراً وعلانية، وأمرهم بالتوبة واستغفار الله تعالى، وذكرهم بمصير المهتدين التائبين إلى الله تعالى، الذين يرزقهم الله رزقاً وفيراً من السماء بالأموال والذرية وتتحول أراضيهم الجافة إلى جنات خضراء، كما أشار إليهم إلى عظمة رب العالمية التي تظهر جليّة في خلق الإنسان أطواراً، فيكون نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم يخلق الله له عظاماً ويكسوها باللحم، إلا أنهم قد قابلوا دعوته بالعصيان والمخالفة والإصرار على الضلالة والجحود، ومكروا لنوح مكراً عظيماً.
اقرأ أيضاً: قصة عن فضل الوالدين
بدأ اليأس يحيط بسيدنا نوح عليه السلام من دعوة قومه إلى الهداية، فما كان منه إلا أن يدعو عليهم وذلك في قول الله تعالى على لسان نتيه نوح “وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا”، ويُقصد بذلك أن يطبع الله الضلالة على قلوبهم فلا يُمكنهم الهدية للحق، ثم قال تعالى “وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا”، أي يا ربنا لا تمنح هؤلاء الكافرين فرصة للبقاء على الأرض، لأنهم إن تركوا عليها سيضلوا الناس عن الحق والهداية ولا يتناسلون إلا بكفار أيضاً لا يؤمنون بالدين ولا يهتدون للحق ويجحدون بنعمة الله.
وقد أشارت قصة نوح عليه السلام إلا أن روابط القرابة والنسب والزوجية لا يُمكنها أن تكون شفيعاً لصاحبها حال استمر على الكفر والبعد عن سبيل الله، وقد ضرب الله تعالى في القرآن الكريم مثلاً للذين كفروا بزوجة نوح عليه السلام، وذلك في قوله تعالى”ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ”
فقد كانت زوجة نوح ومثلها زوجها نبي الله لّوط متزوجين من نبيين صالحين من أنبياء الله وعباده، إلا أن زوجة نوح كانت تُعين الكفار على زوجها وتتهمه بالجنون، فلم تؤمن بما جاء به، وذلك يماثل الخيانة، لذا فقد استحقت مصير العذاب من الله تعالى مع الكافرين، ولم تشفع لها رابطة الزواج مع نبي الله ذو المكانة الساميّة في رفع العذاب عنها، فكل إنسان مسئول عن عمله أمام الله ـ عز وجل.
اقرأ أيضاً: أجمل قصة قصيرة للاطفال
جاءت السفينة معجزة نوح ـ عليه السلام ـ والتي أوحي له الله أن يصنعها بأمره، فيفور التنور المصنوع من الحجارة، وقد كان فوران المياه من باطن الأرض علامة على مجيء أمر الله، وقد أمر الله تعالى نوح أن يحمل على ظهر السفينة من كل شيء حيّ زوجيّن، ولم يثبت في القرآن الكريم أو السُنة النبوية عدد الأشخاص الذين صعدوا على متن السفينة، وأبحرت بهم في المياه المرتفعة التي تدفعها الرياح الشديدة.
وصنعت سفينة نوح من الأخشاب، حيثُ بدأ نوح في صناعتها بأمر من الله تعالى بعدما جلب الأخشاب وصنع منها الألواح، ثم رصّها بجوار بعضها البعض وثبتها بالمسامير، وقد سخر منه قومه بشدة حينما رأوه يقوم بصناعة سفينة على اليابسة “وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ”.
وقد كانت زوجة نوح وابنه من الذيم تخلفوا عن ركوب السفينة نظراً لكفرانهم بدعوته وعصيانهم لله تعالى، فقد دعا نوح ابنه إلى ركوب السفينة قبل إبحارها في المياه، وذلك لأن ابنه لم يكن من الجاحدين وظن أنه قد يعود عن عصيانه، فقد كان يأمل أن يراجع الابن نفسه ويلتحق بالمؤمنين، إلا أنه رفض الاستجابة له وحاول الالتجاء إلى أحد المعازل أو الجبال المرتفعة ظناً منه أنه سينجو، إلا أنه لم يتمكن من النجاة وغرق مع الكافرين من قوم نوح، والذين جاء الطوفان ليغرقهم جزاءً لكفرهم وجحودهم بنعمة الله.
اقرأ أيضاً: قصة الحجر الأسود للأطفال
جاء الغرق بالطوفان عقوبة لقوم نوح عليه السلام جزاءً لكفرهم وضلالهم وجحودهم بنعم الله عليهم، ثم ينالوا عذاب النار في الآخرة، وذلك لقول الله تعالي”مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا”، وذلك بعدما نجى الله تعالى نوح وقومه من المهتدين على ظهر السفينة والتي ا{ست على جبل الجودي الذي رويّ أنه يوجد بالموصل في العراق.
اقرأ أيضاً: قصة الأميرات السبعة
جاء أمر الله تعالى بنبيه نوح بصنع السفينة حتى يحمل عليها من كل شيء حيّ زوجين أثنين، ويحتموا بها من الطوفان العظيم الذي أرسله الله تعالى لهلاك الكافرين ممن كذبوا بدعوة نوح ولم يؤمنوا بالله تعالى.
يُعد سيدنا نوح أحد أنبياء الله ورُسله لهداية الناس إلى الحق والإيمان، وهو نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ بن يرد بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم ـ عليه السلام ـ وقد سُمي بهذا الاسم نظراً لكثرة بكاءه ونوحه خشية من الله تعالى..