ابحث عن أي موضوع يهمك
وصف النبي صلى الله عليه وسلم الكمأة بأنها من المن، كما وصفها صلى الله عليه وسلم وصف آخر بأن مياهها تلتئم للعين، إذ استجاب كثير من المسلمين لذلك الحديث، وقاموا بغلي ماء الكمأة، وتبريده ثم استخدامه كقطرات للعين، كما وجد الدكتور معتز المرزوقي حقائق هامة على ضوء العلم، إذ اكتشف أن ماء الكمأ يقلل ويمنع نسبة حدوث التليف عند الإصابة بمرض التراخوما؛ إذ توقف تكوين الأنسجة الليفية بالمنطقة المصابة.
وتم إجراء تجارب على مياه الكمأ بعلاج التراخوما التي ينتج عنها انخفاض شديد بتكوين الخلايا اللمفاوية بفعل ذلك الالتهاب، وهو ما يؤدي لعتامة القرنية، كما عُرفت التراخوما بأنها التهاب معدي ومزمن يعاني منه أغلب سكان أنحاء العالم ، ويعتبر ذلك المرض خطير على صحة العين جدًا، إذ أنّ ما ينتج عنه من المضاعات تسبب العمى التام، وفيما يتعلق بفوائد الكمأة للعين فإنها كثيرة؛ إذ يعمل معادلة التأثير الكيميائي لمرض التراخوما على تثبيط نمو خلايا الملتحمة غير الطبيعي، إذ أنّ أغلب مضاعفات مرض التراخوما يحدث نتيجة تليف القرنية الذي يتم علاجه بواسطة مياة الكمأة.
الكمأة نوع من الفطريات التي تصلخ للأكل، وتنمو على عمق يتراوح ما بين 2.5 حتى 10 سم، وتتميز بشكلها الثابت والمستدير وقشرتها القاسية، وهناك نوعان رئيسيان منها موطنهما يرجع لأوروبا وتحديدًا إيطاليا وفرنسا وهما: الكماة السوداء؛ وهي فطر عادةً ما يتواجد أسفل أشجار البلوط وينمو بالطّقس البارد وتمتاز برائحتها القويّة وطعمها الترابي، والكمأة البيضاء؛ التي تنمو على جذور أشجار البندق والزان والبلوط خلال فصلي الخريف والشتاء.
ويعتبر فطرًا عطريًّا ينتشر بشمال إيطاليا وفي مناطق ألبا الريفيّة، ويتميز بنكهة شبيهة بالثوم ورائحة مثل المسك، ويُعتمد في حصادها على الخنازير والكلاب المدرّبة، وتعتبر مفيدة للجسم، كما وأنها باهضة الثّمن لمدى صعوبة الحصول عليها.
تمتاز الكمأة بمختلف أنواعها والتي تدخل بتحضير وصفات كثيرة خاصةً الإيطالية والفرنسية، وتُحصد بوقت دقيق لكي يتم الحصول على النكهة المطلوبة، وبسبب نموّها تحت الأرض يُستدل من كلاب مدرّبة على ثمارها الناضجة ومن أنواعها يُذكر:
إن فوائد الكمأة تكمن بمحتواها الغذائي الغني بالبروتين والألياف الغذائيِّة والمعادن الأساسيِّة مثل الكالسيوم والحديد والفوسفور والفيتامنيات الضروريِّة كفيتامين D، كما تتميز بمحتواها المنخفض من الكربوهيدرات، وأنها لا تحتوي على الدِّهون، في حين أنها غير شائعة نتيجة ارتفاع ثمنها، وعلى الرغم من ذلك فإنها تقدِّم الكثير من الفوائد الصحيِّة الهام للجسم، وفيما يلي نذكر أبرز فوائد الكمأة الصحيِّة:
تعتبر مضادات الأكسدة مركباتٍ قويّةٍ تساعد بمحاربة الجذور الحرّة التي ينتج عنها أكسدة الخلايا وتعزز مقاومتها ومنع أضرارها، كذلك فإنها ضروريّة للوقاية من الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة كأمراض القلب ومرض السرّطان، ومرض السِّكري، وتعتبر الكمأة مصدرًا غنيًِّا بحمض الغاليك وفيتامين C، والليكوبين، وحمض الهوموجنتيسك التي تعتبر جميعها من مضادات الأكسدة التي تقلل من الالتهابات في الجسم وتخفض مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، فضلًا عن تعزيز الصحّة العامّة، كما يعتبر مستخلص الكمأة ذو تِّركيز شديد ويساعد استخدامه بالحفاظ على صحّة الجسم.
تمتاز الكمأة باحتوائها على خصائص مضادّة للجراثيم والميكروبات، والتي تساعد على تقليل نمو العديد من سلالات البكتيريا الضًارة، وحسب دراسة تم إجراؤها على مستخلص نبات الكمأة الصحرواي ثبت أنه يمنع نمو المكورات العنقواديِّة Staphylococcus aureus؛ وهي نوع من البكتيريا المُسببة أمراض كثيرة بنسبة تبلغ 66 %، وبدراسة أخرى تم إجراؤها كذلك على مستخلص الكمأة بأنبوب اختبار ثبت دورها بمنع نمو الزائفة الزنجاريّة والمعروفة ب Pseudomonas aeruginosa؛ وهي نوع من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيويّة.
تعتبر الالتهابات جزءًا حيويًّا من بين الوظائف المناعية للجسم والتي تساعد بالدّفاع عن الجسم ضد الكثير من العدوى والأمراض، ويعتبر الحفاظ على معدلات مرتفعة من الالتهابات لوقت طويل بالجسم يساعد على تطوّر الأمراض المزمنة، ويعتبر تناول الكمأة مساعد بمنع نشاط بعض إنزيمات الجسم التي تسبب الالتهابات وتساهم كذلك بتخفيفها، وهو ما يعزز صحّة ومناعة الجسم، ومن جانب آخر فإنها تساهم بمحاربة تكوين الجذور الحرّة التي تسبب الأمراض وتقي من مخاطر الإصابة بالالتهابات وتلف الخلايا المؤثرة على صحّة الجسم.
عقب قطف الكمأة تبدأ بالتعفن في غضون فترة زمنية لا تتعدى عشرة أيام فقط، لذا ليس من المستحسن غليها أو تجميدها بمحاولة جعلها تبقى صالحة للاستهلاك البشري لوقت أطول من الزمن، إذ أن التجميد والحرارة المنخفضة يفسدان إلى حدٍ كبير قوام الكمأة، في حين يعمل الغليان ودرجات الحرارة المرتفعة لسحق وتفتيت نكهة الكمأة المميزة، لذا لابد من معرفة طريقة التحضير الصحيح للكمأة، والتي تأتي على النحو التالي:
يجب أن يتم تناول الكمأة طازجة والحصول عليها من مصادر موثوقة ومعروفة، مع مراعاة بعض المحاذير والاحتياطات بالغة الأهمية للأشخاص البالغين ممن يرغبون في استهلاك الكمأة وبشكلٍ خاص للأغراض العلاجية، حيث ينبغي أخذ محاذير استخدام الكمأة التالية في عين الاعتبار، ومن بينها:
قال إبن الجوزي أن المقصود بمائها شفاء للعين أن ماؤها حقيقة، ولكنه لا يستخدم صرفاً بالعين بل يخلط بالأدوية التي يكتحل بها، أو تؤخذ فتشق و توضع على النار إلى أن يغلي ماؤها مع أخذ الميل بذلك الشق و هو فاتر ثم يكتحل بمائها.