مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

قصص عن التوكل على الله وحسن الظن به

بواسطة: نشر في: 19 مايو، 2023
مخزن

قصص عن التوكل على الله وحسن الظن به

قصص عن التوكل على الله وحسن الظن به ، فالتوكل على الله وسعيّ العبّد إلى عمله والكدّ في الدنيا مع ترك الأجر والنتيجة إلى الله ـ عز وجل ـ هو من أفعال الأنبياء والصالحيّن، وهو دليلاً واضحاً على إيمان العبد الصادق في ربّه، لذا يُرفق موقع مخزن المعلومات مجموعة من قصص الأنبياء والصالحين حول التوكّل على الله تعالى والإيمان الصادق في قدرته عز وجل.

جاء أحد الرجال إلى الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ وسأله عن رجل آخر يجلس في بيته دون عمل ويقول: أنا لا أعمل حتى يأتيني رزقي ـ فقال له الإمام أحمد بن حنبل: “إنه لرجل جاهل بالعلم، فقد قال النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ “جعل الله رزقي تحت ظل رمحيّ” “رواه البخاري”

وفي الشأن نفسه فقد لقي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أناساً من اليمن، فسألهم من أنتم؟ ، فقالوا له “نحن المتوكلون”، ليردّ عليهم قائلاً: “بل أنتم المتواكلون، إنما المتوكل هو من يُلقي حبةّ في الأرض ويتوكل على الله”.

جاء أن الشقيق البلخيّ قد ودّع أحد أصدقائه ويُدعى إبراهيم بن أدهم حينما كان مسافراً في تجاه ما، إلا أنه لم تنقضي مدة طويلة حتى وجده عائداً من سفره مرة أخرى بسرعة، فتعجب الرجل وسأله لماذا عُدت بهذه السرعة من رحلتم للتجارة يا رجل، فقّص عليه إبراهيم بن أدهم أنه في طريق سفره قد شاهد طائراً أعمى كسيحاً في عشّه يأتي إليه طائراً آخر حاملاً إليه الطعام والشراب ويمده به حتى يأكل ويشبع، فقال في نفسه أن الله الذي رزق هذا الطائر الأعمى في عشّه قادراً على أن يرزقني في موضعيّ، لذا قرر العودة مرة أخرى.

فقال له شقيق، ولما ترضى لنفسك يا رجل أن تكون أنت الطائر العاجز الأعمى، ولا تكون الطائر النشيط الذي يسعى ويكّد لجني رزقه والعودة بثمار جهده على الأعمى من حوله، ألم تسمع قول النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول “اليد العليا خير من اليد السفلى”.

اقرأ أيضاً: قصص عن عوض الله

معنى التوكل على الله

يُعرف التوكّل في الاصطلاح الشرعي بأنه صدق اعتماد المؤمن على الله ـ عز وجل ـ في جنيّ المنافع الدينية والدنيوية، وقد دعانا كافة الأنبياء والرُسل في رسالاتهم إلى قومهم بضرورة الاعتماد على الله تعالى والتوكل واللجوء إليه، ويُشير التوكل في اللغة العربية إلى الاعتماد إي إظهار الاعتماد على الغير في تدبر شئون المرء وإظهاره للعجز والضعف، وقد وصّف الله ـ عز وجل ـ عباده المؤمنين بالتوكّل في قوله تعالى: “إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ”.

اقرأ أيضاً: قصص عن دعوة المظلوم

خير الخلق محمد بن عبد الله وتوكلّه على الله

عاش نبي الله محمد بن عبد الله خاتم المرسلين حياته كلها متوكلاً على رب العالمين، ومن أبرز المواقف التي تدل على ذلك هو حينما توجّه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى غزوة حمراء الأسد بعد غزوة أحد، فجاء إليه خبر أن أبي سفيان ومن معه من المشركين قد تجمعواا للنبي محمد ومن معه من الصحابة للقضاء عليهم والتنكيل بهم، وحينها لم يقولوا سوى “حسبنا الله ونعم الوكيّل”، لذا قد مّن الله ـ عز وجل ـ عليهم بالقوة والثبات بعد أن أظهروا توكلهم عليه، وبثّ الرعب والخوف في نفوس المشركين وقلوبهم، وذلك في قوله تعالى: “إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل”، فكان النصر والعلا للنبي محمد وصحابته، فلم يتركهم الله بتاتاً بل كان العوّن والسند للمؤمنين ونبيهم.

اقرأ أيضاً: قصص عن دوران الدنيا

كليّم الله موسى وتوكلّه على الله

جاء كليّم الله موسى ـ عليه السلام ـ خير مثالاً في التوكل الصادق على الله ـ عز وجل ـ وذلك حينما هرب هو ومن آمن معه من قوم بني إسرائيل من بطش وظلم فرعون وجنوده، والذين لحقوا بهم عدواناً وظلماً، وحينما وصل موسى ومن معه من المؤمنين إلى طريق مسدود، ولم يكن أمامهم سوى بحر عظيم هائج الأمواج متلاطم المياه، ولا يُمكنهم النزول به أو السباحة فيه دون مقومات ماديّة من السفن والقوارب لإعانتهم على الإبحار، وقد وصّل خوف موسى ومن معه إلى ذروته في قلوبهم، وشعروا ببعض الخيبة مما سيلاقونه من عذاب عظيم إن أمسك بهم فرعون وجنوده.

ليقول المؤمنين إلى موسى بلغة الاستسلام والخشية “إنا لمُدركون” أي أنه لا مفر لهم من أن يمسك بهم فرعون وجنوده، فرّد عليهم بني الله موسى المتوكل على ربه حق التوكل بلغة العبد المؤمن الصادق الواثق من ربه ونصّره وفرّجه، “كلا”، وذلك في مشهد من أعظم مشاهد التوكل على رب العالمين.

وقد جاء جميع ما سبق استنباطاً من قول الله تعالى في وصفه لهذا الموقف العظيم ” فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ* فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ* قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ* فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ”، فأوجد الله لهم سبيل النجاة من هذه الأزمة، بأن ضرب موسى البحر بعصاه فشق بها طريقاً يعبرون به البحر في أمان، وحينما حاول فرعون وجنودّه السير في الطريق ذاته انطبق عليهم البحر غارقين جزاءً لظلمهم وما فعلوه من كفر وتنكيل بالمؤمنين.

اقرأ أيضاً: قصص قصيرة عن تطوير الذات

نبي الله إبراهيم وتوكلّه على الله

جاء توكل نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ على الله تعالى حق التوّكل، فقد اعتمد عليّه في الهداية إلى الإيمان، وفي الحصول على الطعام والشراب حينما كان مريضاً، كما ظهر توكله على الله في كافة حياته ومماته وعودته يوم القيامة، وذلك في قول الله تعالى: “فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ* الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ* وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ* وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ* وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ* وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ”.

كما توّكل إبراهيم عليه السلام على الله تعالى حينما أراد المشركين التنكيل به وإلقاءه في النار، فجاءت نيرانهم برداً وسلاماً عليه ولم تصبه بسوء قط، فقد نجاه الله مما أرادوا فعله به جزاءً للجوءه إليه وتوكله عليه في كل شيء.

اقرأ أيضاً: قصص عن دخول الجنة برحمة الله

أسئلة شائعة

ما الفرق بين حسن الظن والتوكل على الله؟

التوكل على الله تعالى من لوازم إيمان المرء، ومن لم يتوكل على الله يكون بعيداً عن الإيمان كل البعد، وقد أشار العلماء إلى أنه على قدر حسن ظن المرء بربه ورجاءه إليه يكون توكله، فالتوكل على الله قائماً على حسن الظن به.

ما هي ثمرات حسن الظن بالله؟

حُسن الظن بالله هو سبيل المؤمن إلى الجنة يوم القيامة، وحسن الظن دليل على معرفة المسلم بمدى سعة رحمة الله ومغفرته، ويجعل ذلك المسلم يجتهد في عبادته نيلاً للجزاء الحسن في الدنيا والآخرة.

قصص عن التوكل على الله وحسن الظن به

جديد المواضيع