ابحث عن أي موضوع يهمك
تعتبر الزلازل واحدة من بين أنواع الكوارث الكونية ويقصد بها اهتزاز وحركة للأرض يترتب عليها ويتبعها حدوث هدم ودمار يتحدد شدته ودرجته وفقًا لشدة الزلزال وقوته، ويقول علماء الجيولوجيا حول السبب العلمي لها أنّها نتيجة لما يحدث من ضغط للمخزون بالأرض نتيجة حركة الصفائح الأرضية.
وفيما يتعلق بارتباطها بعلامات الساعة؛ فهناك بعض الأحاديث النبوية الني دلت على أنّ الزلازل من علامات الساعة، وأنها من العلامات الصغرى التي ظهر بداياتها، وهي بطور الازدياد والتتابع إلى أن تكثر وتستحكم بكلّ بقاع الأرض.
إذ أوضح العلماء أنّ الزلازل حدثت منذ زمن بعيد وهي لا زالت تحدث ولكنّ الزلازل التي تعتبر من علامات الساعة تمتاز بشموليتها بدوامها، حيث سوف تكون الزلازل، كثيرة وكذلك قريبة من بعضها بالزمان، وسوف تعم جميع بقاع الأرض، بل إن هناك أعوام سيُطلق عليها اسم سنوات الزلازل، والأدلّة على كلّ ذلك كثيرة، ومنها ما يلي:
إنّ الحكمة الإلهية من حدوث أي أمر هي شيء غيبي قد يتمكن الإنسان أن يدركه حين التفكير والبحث شيئًا من تلك الحكمة أو أنه لا يدرك، وفيما يتعلق بالزلازل فإنها من السنن الكونية لله، التي قد تحدث بأي بقعة الأرض، ومن دواعي حدوثها أن يُذكر الله عز وجل عباده بمدى قدرته المطلقة لكي يخشونه ويخافوه فيتوجّهوا إليه، ومن ثم يستيقظوا من غفلتهم، وقد يكون السبب في حدوث الزلازل أنه إنذار من الله جل وعلا للعصاة لكي يرجعوا عن معاصيهم، كما أنّها قد تكون عقوبة على الذنوب والمعاصي وانتشار المنكرات والفواحش.
وقد قام بعض العلماء بتفسير العذاب الوارد ذكره في قوله تعالى في سورة الأنعام الآية 65 (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ)، وذلك بالحجارة والصيحة والرجفة والخسف والريح، حيث إن الزلازل من آيات الله التي يقوم بإرسالها تخويفًا وإنذارًا للخلق وتحذيرًا لهم من الشرك ومن مخالفة أمره.
ومن الآيات الدالة على ذلك المعنى، قول الله جل وعلا في سورة الإسراء الآية 59 (وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا)، كما أنّ المعاصي والآثام، وسكوت الناس عن الأمر بالمعروف، وعدم إنكار المنكر أحد أسباب حدوث الزلازل، بل والمصائب بمختلف أنواعها.
الزلزال كلمة تُدهش لها الآذان، كما وتضطرب القلوب القلوب، حيث إنه من الأشياء المخيفة التي إن حدثت تبادر للأذهان تساؤلات كثيرة، من بينها هل الزلزال انتقام وغضب من الله عز وجل من عباده، أم أنه إرشاد وتوجيه، أو هو مجرد أحد الظواهر الكونية الطبيعة، أم أنه ابتلاء وابتلاء من الله لعباده، وفي ذلك قال العلماء إن الزلزال قد يكون تعذيبًا من الله للكافرين، وقد يكون تخويف للمسلمين بالدنيا ورحمةً في الآخرة بهم، وقد يكون فيه إشارة إلى يوم القيامة، اليوم الذي تُبدًل الأرض به غير الأرض، والسموات، وبرزوا إلى الله القهار جل جلاله، وجميعها آراء بنيت على أُسس معيّنة ومحددة، ولكلٍ وجهة هو مولّيها، ولكن من المعروف حقيقةً أن الزلزال هو آية من آيات الله بذلك الكون، الشاهد على قدرته ووحدانيته.
إنّ التمسك بشرع الله هو سبيل النجاة في الحياة الدنيا والآخرة، حيث يجب على المسلم أن يعتبر من التغيرات والحوادث التي تحصل بحياته، كما ويعتبر بالأحداث التي تقع من حوله، حيث إن كثرة حدوث الزلازل من الأمور الخطيرة التي لا بد من الانتباه لها والتدبر بشأنها، إذ ينبغي على كل إنسان القيام بعدّة أعمال حين حدوث الزلازل وانتشارها فهي أحد علامات الساعة، وفيما يأتي ذكر لبعض التصرفات والأفعال التي يجب على المسلم فعلها في زمن حدوث الزلازل:
يجب على الإنسان إن تمكن من الهرب واللجوء لمكان آمن حين حدوث الزلزال أن يفعل ذلك، ولكن إن لم يتمكن وقدّر الله تعالى الموت له في ذلك الزلزال؛ فإنّ الأحاديث النبوية الشريفة دلّت على أنّه من الشهداء بأمر الله تعالى، ومن بين تلك الأحاديث: قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (الشُّهداءُ خمسةٌ : المطعونُ والمبطونُ والغرِقُ وصاحبُ الهدمِ والشَّهيدُ في سبيلِ اللهِ).