إن عملية التنبؤ بحدوث الزلازل تعد من أصعب العمليات التي واجهها الجيولوجيين، وعلى الرغم من ذلك فإنهم أشاروا إلى أن التنبؤ بالزلازل أمرًا ممكنًا بواسطة المختصين، فلقد قاموا بالعديد من الدراسات حول البنية التحتية وتوصلوا إلى العديد من الطرق والتي يمكن من خلالها توقع حدوث الزلازل قبل فترة زمنية مناسبة لتجنب تعرض حياة الناس للخطر، فمن هذه الطرق ما يلي:
التغير الملحوظ في مستويات المياه الجوفية، فلقد قال المختصين أن منسوب المياه الجوفية يندفع عند حدوث الهزات الأرضية باتجاه الآبار.
مراقبة الاهتزازات التحذيرية والتي تحدث قبل الزلزال، فهي من الظواهر الكونية الشائعة عن الزلازل.
التغير في المجال المغناطيسي، ويحدث ذلك الأمر قبل حدوث الزلزال بنحو يومين أو ثلاثة.
الانتقال نسبيًا في الإجهاد الميكانيكي.
ما هو الكائن الذي يستطيع التنبؤ بالزلازل
هناك العديد من الحيوانات الأليفة التي من الممكن أن تستشعر الزلازل قبل حدوثها مثل:
الكلاب.
القطط.
الأبقار.
الدجاج.
الأرانب.
بعض الحشرات والطيور.
حيث إنهم قادرين على استشعار الموجات التي تنبعث من باطن الأرض حينها لا سيما الموجات الكهرومغناطيسية إلى جانب استشعار الغازات المتصاعدة.
ففي الصين في فترة الستينات كان هناك حادثة زلزال أدت إلى هجرة الطيور من أماكنها بالإضافة إلى انزعاج بعض الحيوانات كالكلاب والقطط إلى جانب خروج الثعابين والأفاعي من الجحور.
النظرة العلمية لتوقع حدوث الزلازل
لقد ادعى بعض الأشخاص غير المختصين أنهم قادرين على توقع حدوث الزلازل على الرغم من أن عملية تنبؤ الزلازل تعتمد على 3 عناصر أساسية وهم المكان والتوقيت بالإضافة إلى قوة الزلال، فلم يتم إثبات صحة أقوالهم لأن النظرة العلمية تنص على الآتي:
الزلزال هو عبارة عن حدث علمي، حيث يتطلب توفر التفسيرات العلمية له من أجل إثبات كل ما يخصه.
وهو لا علاقة له مطلقًا بالعلامات التي يقوم مجموعة من المتنبئون بالاعتماد عليها مثل تغير سلوك الحيوانات والإحساس بالآلام الجسدية وحركة الغيوم فضلًا عن زيادة مستويات عنصر الرادون في المياه.
ومن الجدير بالذكر أن تحديد أحد العناصر الثلاث الأساسية دون تحديد العناصر الأخرى غير كافٍ فعلى سبيل المثال لا يمكن التنبؤ بحدوث زلزال في الخمس سنوات التالية في قارة أفريقيا دون تحديد مكان المنطقة والوقت.
فإن فكرة التنبؤ بالزلازل تواجه صعوبة بالغة في إصدار التوقعات الموثوقة والدقيقة باستمرار.
ولكنه لا يمكن الغنى عنها، لأن هناك العديد من الأشخاص الذين يعتمدون بشكل أساسي على التنبؤات كالتنبؤات المتعلقة بدرجة الحرارة والتنبؤات الجوية.
لذا ومن هذا المنطلق فإن العلماء يحرصون على التوجه نحو التنبؤ بحدوث الزلزال وذلك من خلال قول احتمالية حدوثه بنسبة مئوية معينة.
لماذا لا يمكن للبشر التنبؤ بالزلازل
لا يستطيع البشر التنبؤ بشكل دقيقة باحتمالية حدوث الزلازل لأنهم لا يدركون طبيعتها والتي سوف نوضحها لكم في النقاط الآتية:
عند حدوث الزلزال فإنه يتم انطلاق طاقة على هيئة موجات واهتزازات زلزالية في طبقات الأرض.
فنظرًا لعدم توفر أداة قياس خاصة لتحديد قدر الطاقة الناتجة عن حركة طبقات الأرض باستمرار فإنه لا يمكن توقع حدوث الزلزال قبل وقوعه بالفعل بمدة كافية.
وعلى الرغم من ذلك فلقد تم توفير أنظمة في الفترة الأخيرة تعمل على رصد الهزات الدالة على النشاط الزلزالي فمن أبرزها النظام الذي يتم استعماله منذ سنة 2014 في سواحل التشيلي.
التحذير المبكر من الزلازل
لقد تم ابتكار مجموعة من الأنظمة بواسطة علم الزلازل ووسائل المراقبة الحساسة للتحذير المبكر من الزلازل، وبالتالي اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للحماية من أضرار الزلازل، فإن نظام التحذير المبكر يشير إلى الأمور الآتية:
الموجات الزلزالية تنقسم إلى قسمين وهم:
القسم الأول: يشمل الموجات الأولية والتي تتسم بسرعة انتشارها بشكل كبير ويرمز لها برمز (P).
القسم الثاني: يضم الموجات الرئيسية والتي تأخذ رمز (S) وتتميز بقلة سرعة انتشارها، ولكنها المسؤولة عن المخاطر المرافقة للزلزال.
فلقد تمكن علم الزلازل وبفعل التطور التكنولوجي من معالجة البيانات ومن القدرة على تحديد قوة وموقع بؤرة الزلزال والتي سوف يحدث منها سريعًا بمجرد حدوث عملية الاهتزاز.
وذلك من خلال تحليل الأمواج الزلزالية الأولية (P) بمجرد اقترابها ووجودها عند بؤرة الزلزال، ومن ثم معرفة قوة الزلزال بالإضافة إلى مركزه وهو ما سيساهم في تحديد قوته فيما بعض في أي موقع آخر.
فتحليل الأمواج الزلزالية الأولية يفيد في إرسال أجهزة الإنذار بعضًا من الإشعارات الدالة على استشعارها للموجات الاهتزازية وبالتالي وقاية الأرواح والممتلكات من الخطر.
أسباب حدوث الزلازل
تؤدي الأسباب الآتية إلى زيادة خطر حدوث الزلازل:
تعرض الصخور إلى التشقق.
مواجهة قشرة الأرض ووشاحها واللب للعوامل الداخلية.
كثافة القشرة الأرضية في المكان الذي حدث فيه الزلزال.
اقتراب الشمس بسهولة من الكواكب، حيث تصبح جاذبية الأرض متزايدة ومناسبة لحدوث الزلازل والبراكين.
بناء السدود من قِبل البشر إلى جانب حقن الآبار واستخراج النفط.
زيادة الطاقة الحرارية على الأرض بسبب الحرارة الموجودة في أعماق الشمس.
أنواع الزلازل
تختلف أنواع الزلازل باختلاف مكانها وعمقها والمنشأ كما سنبين لكم في الجدول الآتي:
من حيث مكان الحدوث
زلازل خارج الصفائح التكتونية: تحدث في نهاية الصفائح. زلازل داخل الصفائح التكتونية: نادرة الحدوث ولكنها أقوى في التأثير.
من حيث العمق
الزلازل الضحلة (تسبب عمق في جوف الأرض 70 كم) الزلازل المتوسطة (تسبب عمق من 70 إلى 300 كم) الزلال العميقة (تسبب عمق 700 كم)
من حيث المنشأ
الزلازل التكوينية: يصعب تحديدها ولكنها خطرة ومدمرة الزلازل البركانية: تحدث نتيجة للبراكين، ولكنها غير مدمرة الزلازل الانهدامية: تؤدي إلى حدوث انزلاق واضح في جوف الأرض الزلازل البشرية: تحدث بفعل التدخلات البشرية
إجراءات الوقاية من خطر الزلازل
تتمثل الإجراءات التي ينبغي اتباعها عند التنبؤ بحدوث الزلازل للوقاية من الخطر في الأمور الآتية:
الحرص على حماية محطات تخزين الوقود وكذلك المحطات المسؤولة عن توليد الطاقة من اهتزازات الزلزال العنيفة.
فتح جميع الأماكن التي تم تخصيصها بشكل مسبق لحالات الطوارئ مع الاستجابة بالأولوية للحالات الطارئة.
توقف الأطباء عن أداء الأنشطة الطبية الهامة والحساسة والتي من أبرزها العمليات الجراحية.
غلق المركبات نهائيًا وكذلك العمل على إطفاء وسائل التدفئة لا سيما التكييف والموقد.
اتخاذ الوضعية الملائمة للزلازل ألا وهي الانبطاح، بالإضافة إلى الانتظار في أحد الأماكن الآمنة.
نقل العُمال إلى منطقة آمنة مع إيقاف تشغيل المعدات الكهربائية والآلات وكذلك خطوط الإنتاج.ا
التحقق من فتح جميع أبواب المصاعد ومن عدم وجود أي شخص بداخلها وذلك عبر الاستعانة بأنظمة التحكم.
إيقاف حركة القطارات والمرور لا سيما على الأنفاق والجسور.
حوادث غريبة حول الزلازل
سنشير في السطور التالية إلى بعض الحوادث المتعلقة بالزلازل في عدة دول تم الاعتماد فيها عند التنبؤ بالزلازل على سلوكيات الحيوانات:
حادثة اليونان
وقعت هذه الحادثة سنة 373 قبل الميلاد، ذلك في مدينة هيليس إحدى مدن اليونان.
حيث إن الحيوانات هاجرت من المدينة سريعًا وكأن هناك شيئًا فيها يتسبب في خوفها.
فعقب مرور يومين لاحظ الجيولوجيين حدوث زلزال قوي في المدينة وعلموا بأن هجرة الحيوانات كانت بسبب هذا الأمر.
حادثة الصين
خرجت الثعابين بشكل مفاجئ من جحورها وقت الشتاء في مدينة هايتشنغ حيث كان من المفترض أن تكون في مرحلة البيات الشتوي.
ولكن سلوكها هذا كان نتيجة لحدوث زلزال قوي بعد عدة أسابيع سنة 1975 م حيث بلغت قوته 7.3 ريختر.
ولقد ذكر المؤرخون أن سلوك الثعابين كان دافعًا لإخلاء المدينة على الفور قبل حدوث الزلزال بساعات.
اسئلة شائعة حول الزلازل
هل يسبق الزلزلال هزات؟
نعم، لأن الصخور قبل وقوع الزلزال تصدر ضجيجًا نتيجة لاحتكاكها ببعضها بشدة.
متى يكون الزلزال خطر؟
عندما تتراوح قوته من 7 إلى 10 حيث إنه يمكن أن يدمر مدينة بأكملها، والزلزال من 4 إلى 4 قد يسبب ضرر للمنازل لأنه متوسط الأضرار.