ابحث عن أي موضوع يهمك
لم يُذكر في أي من الآيات القرآنية الكريمة أو السُنة النبوية الشريفة مقدار الفارق الزمنيّ بين ظهور علامات الساعة الكبرى والصغرى، إلا أن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم قد حدثّنا في حديثه الشريف بقوله :” لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو”، وكلاً من العلامات الكبرى والصغرى للساعة هي العلامات السابقة لوقوع يوم القيامة وقرّب حدوثه، والتي تم تقسيمها إلى علامات الساعة الكبرى والصغرى، حيثُ تشير علامات الساعة الصغرى إلى حدوث القيامة بعد وقت طويل، ولكن الكبرى تُؤذِن بقرب الأمر، ومنها ما قد وقّع فعلياً ومنها ما يتتابع ومنها ما لم يقع حتى يومنا هذا.
تُعد علامات الساعة الكبرى من الدلالات المشيرة إلى اقتراب قيام الساعة في وقت قريب، والتي تحدث بنحو مفاجئ وغير متوقع، فيكون حدوثها في زمن قريب من وقوع يوم القيامة، ومن بينها:
يُعد ظهور المهديّ من الأمور التي اختلف عليها العلماء من حيثُ كونها علامة صغرى أم كبرى، وذلك لاختلاف الرواية التي تتضمن أحداث الساعة لم تتضمن بدقّة تصنيفها، حيثُ يقوم المهديّ بنشّر العدل بين الناس، إقامة شعائر الله وسُننه في الأرض، الحُكم بشرائع الدين الإسلامي، وإبطال كل البدع التي ظهرت في الدين، ويُعد ظهور المهدي من الأمور الثابتة شرعياً لدى أهل السنة والجماعة وذلك وفقاً لحديث النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ “لا تنقضي الأيامُ ولا يذهبُ الدهرُ حتى يملكَ العربَ رجلٌ من أهلِ بيتي اسمُهُ يُواطئُ اسمي”.
يُعد المسيح الرجال أحد الرجال من بني آدم، بحيث يجعل الحق باطل والباطل حق، ويتسم بالإضلال والكذب، ومن صفاته الشكلية بأنه ممسوح أحد العينين، وذلك كما جاء في حديث النبي :”الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ العَيْنِ مَكْتُوبٌ بيْنَ عَيْنَيْهِ كافِرٌ، ثُمَّ تَهَجَّاها ك ف ر يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُسْلِمِ”، ويمكثّ المسيح الدجال في الأرض أربعين يوماً ويعمل على فتنة الناس حيثُ يأمر السماء أن تنزل بالمطر وذلك وفقما جاء في حديث النبي حينما سأله الصحابة عنه: “أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ قُلْنَا: يا رَسُولَ اللهِ، فَذلكَ اليَوْمُ الذي كَسَنَةٍ، أَتَكْفِينَا فيه صَلَاةُ يَومٍ؟ قالَ: لَا، اقْدُرُوا له قَدْرَهُ، قُلْنَا: يا رَسُولَ اللهِ، وَما إِسْرَاعُهُ في الأرْضِ؟ قالَ: كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ، فَيَأْتي علَى القَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ، فيُؤْمِنُونَ به وَيَسْتَجِيبُونَ له، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالأرْضَ فَتُنْبِتُ”
يُعد نزول نبي الله عيسى ـ عليه السلام ـ من العلامات الكبرى ليوم القيامة، وذلك وفقاً لما ثبّت في العديد من النصوص القرآنية والسنة النبوية وإجماع علماء المسلمين، وذلك في قول النبي: “وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ المَالُ حتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا، ثُمَّ يقولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {وَإنْ مِن أَهْلِ الكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ به قَبْلَ مَوْتِهِ، وَيَومَ القِيَامَةِ يَكونُ عليهم شَهِيدًا”.
يكون خروج يأجوج ومأجوج إلى الأرض بعد نزول نبي الله عيسى وقتّله للمسيح الدجال، حيثُ يأذن لهم الله بخرقّ السد الفاصل بيننا وبينهم فيخرجون بين الناس وينتشرون في أرجاء الأرض، وذلك وفقاً لقول النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم “تُفتَحُ يأجوجُ ومأجوجُ، فيَخرجونَ كما قالَ اللَّهُ تعالى: (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ)، فيعُمُّونَ الأرضَ، وينحازُ منهمُ المسلمونَ حتَّى تصيرَ بقيَّةُ المسلِمينَ في مدائنِهِم وحصونِهِم، ويضمُّونَ إليهم مواشيَهُم حتَّى أنَّهم ليَمرُّونَ بالنَّهرِ فيَشربونَهُ حتَّى ما يذَرونَ فيهِ شيئًا، فيمرُّ آخرُهُم علَى أثرِهِم، فيقولُ قائلُهُم: لقد كانَ بِهَذا المَكانِ مرَّةً ماءٌ، ويَظهرونَ علَى الأرضِ فيقولُ قائلُهُم: هؤلاءِ أهْلُ الأرضِ قد فرَغنا منهُم ولنُنازِلَنَّ أهْلَ السَّماءِ حتَّى إنَّ أحدَهُم ليَهُزُّ حربتَهُ إلى السَّماءِ فترجِعُ مخضَّبةً بالدَّمِ، فيقولونَ قد قتَلنا أهْلَ السَّماءِ، فبينَما هم كذلِكَ إذ بعَثَ اللَّهُ دوابَّ كنغَفِ الجرادِ فتأخُذُ بأعناقِهِم فيَموتونَ موتَ الجرادِ”.
تُعد علامات الساعة الصغرى هي ما تشير على قدوم يوم القيامة ولكنها تسبقه بوقت طويل، لتُصبح من الأمور التي يعتاد الناس حدوثها، فلا يُدركها سوى المؤمن، ومن بينها:
عودة جزيرة العرب جنات وأنهار، انتفاخ الأهلّة، تكليّم السباع والجماد للإنسان، انحسار نهر الفرات عن جبل من ذهب، خروج كنوز الأرض المخبأة، محاصرة المسلمين في المدينة.