مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

سبب مشروعية صيام يوم عاشوراء

بواسطة: نشر في: 6 أغسطس، 2022
مخزن

سبب مشروعية صيام يوم عاشوراء

يتصدر هذا السؤال محركات عناوين البحث في الفترة الأخيرة من قبل الكثير من أبناء المملكة العربية السعودية وذلك بالتزامن مع قدوم يوم عاشوراء من شهر محرم، ومن ثم تكمن الإجابة في أن السبب في مشروعية صيام يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجى الله عز وجل موسى عليه السلام وقومه، وأغرق فرعون وقومه، ومن ثم صام موسى كليم الله هذا اليوم كتعبير منه لتقديم الشكر لله، ثم صامه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والدليل على ذلك ما رواه معاوية ن=بن أبي سفيان، “سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ، لِهذا اليَومِ، هذا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَلَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ علَيْكُم صِيَامَهُ، وَأَنَا صَائِمٌ، فمَن أَحَبَّ مِنكُم أَنْ يَصُومَ فَلْيَصُمْ، وَمَن أَحَبَّ أَنْ يُفْطِرَ فَلْيُفْطِرْ”.

ومن الجدير بالذكر أن مراتب صيام عاشوراء ثلاثة وهم أن يصوم قبله بيوم وبعده بيوم، كما يتم صيام ليوم التاسع واليوم العاشر، ويكون فضل صيام هذا اليوم تكفيراً لذنوب السنه الماضية عليه، والدليل على ذلك ما رواه أبو قتادة الحارث بن ربعي رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَاشُورَاءَ، فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ”.

حكم صيام يوم عاشوراء

يعد صيام يوم عاشوراء هو أحد السنن الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثم يصومه الكثير من المسلمين اقتداءً برسول الله، ويعد هذا اليوم بمثابة شكر لله عز وجل على نصرة موسى وقومه من الغرق، ومن ثم كان الرسول يحث على صيام هذا اليوم، ونستند في ذلك إلى الحديث النبوي الشريف الذي رواه معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه “سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ، لِهذا اليَومِ، هذا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَلَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ علَيْكُم صِيَامَهُ، وَأَنَا صَائِمٌ، فمَن أَحَبَّ مِنكُم أَنْ يَصُومَ فَلْيَصُمْ، وَمَن أَحَبَّ أَنْ يُفْطِرَ فَلْيُفْطِرْ”.

ويجب أن ننوه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بصيام اليوم الذي يليه واليوم السابق عليه، وذلك لما فيه من فضل وثواب عند الله سبحانه وتعالى.

فضل صيام يوم عاشوراء

يكون لصيام يوم عاشوراء فضل كبير للفرد المسلم، والدليل على ذلك ما رواه أبو قتادة رضى الله عنه، حيث قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم “سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَاشُورَاءَ، فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ”، ويكون هذا الأجر للمسلم حتى ولو صام اليوم العاشر مفرداً دون صيام اليوم الذي يسبقه أو الذي يليه.

وعلى الرغم من ذلك إلا أن أهل العلم يرون صيام اليوم التاسع من شهر محرم له أجر كبير، حيث روى عبد الله بن عباس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “0 – لئِنْ بَقِيتُ إلى قابِلٍ، لأَصومَنَّ اليومَ التاسِعَ”.

ويجب أن ننوه أن الأحاديث الواردة في فضل صيام اليوم السابق لليوم التاسع من شهر محرم واليوم الذي يلي اليوم العاشر من نفس الشهر، لم تُنسب إلى الرسول قط، ولكن تكون مجرد أحاديث توفيقية.

حالات صيام يوم عاشوراء

يوجد أربع حالات لصيام يوم عاشوراء، نذكر تلك الحالات في السطور التالية:

الحالة الأولى

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه بمكة ولكن كان لا يؤمر أحد بصيامه، والدليل على ذلك ما روته عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها، “كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصُومُ عَاشُورَاءَ في الجَاهِلِيَّةِ، وَكانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُهُ، فَلَمَّا هَاجَرَ إلى المَدِينَةِ، صَامَهُ وَأَمَرَ بصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ شَهْرُ رَمَضَانَ قالَ: مَن شَاءَ صَامَهُ وَمَن شَاءَ تَرَكَهُ”.

الحالة الثانية

عند قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم إل المدينة المنورة وجد أن أهلها يصومون هذا اليوم ويعظمونه، ومن ثم أمر الناس بصيامه، ومن ثم بدأ الناس حتى الأطفال بصيام يوم عاشوراء.

الحالة الثالثة

ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرية للصحابة في صيام يوم عاشوراء، حيث روى عبد الله بن عمر رضى الله عنه، “0 – أن أهلَ الجاهليةِ كانوا يصومون يومَ عاشوراءَ ، وأن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ صامَه والمسلمون قبلَ أن يُفترضَ رمضانُ ، فلما افتُرِض رمضانُ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ : إن عاشوراءَ يومٌ من أيامِ اللهِ تعالَى فمَن شاء صامه ومن شاء تركَه”.

الحالة الرابعة

قرر رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر عهده أن لا يصوم هذا اليوم منفرد، بل يضم يوم التاسوعاء، حيث روى عبد الله بن عباس رضى الله عنه، “حين صام النبي صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمرنا بصيامه قالوا يا رسول اللهِ إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم فإذا كان العام المقبل صمنا يوم التاسع فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم”.

الصيام في شهر محرم

يكون شهر محرم من الشهور التي يكون فيها الإكثار من الصيام من الأمور المستحبة، حيث روى أبو هريرة رضى الله عنه، “سُئِلَ [أي النبي صلى الله عليه وسلم]: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقالَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ.

ويكون هذا الشهر من الشهور المحرمة، وان الصيام في هذا الشهر فرصة عظيمة، حيث كان القتال فيه محرماً، ومن يستطيع أن يصوم الشهر كله فيكون أفضل له، وقال الحافظ ابن رجب:  أفضل التطوُّعِ؛ فقد أخرج مسلمٌ من حديث أبي هريرةَ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (أفضلُ الصِّيامِ بعد شَهرِ رمضانَ شهرُ اللهِ الذي تَدْعونَه المُحَرَّمَ، وأفضَلُ الصَّلاةِ بعد الفَريضةِ قيامُ الليلِ).

فضل شهر المحرم

يعد شهر محرم واحداً من الأشهر الحُرم التي يكون لها مكانة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى، ويحرم فيها القتال، وذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة التوبة في الآية رقم 36 “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ“.

وسمى الله هذا الشهر بالمحرم وأضافه إلى نفسه تشريفا للشهر، وأوضح الله أنه حرمه بنفسه، ولا يمكن لأحد من الخلق تحليله، ومن الجدير بالذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوضح تحريم الله عز وجل لهذه الأشهر، ونستند في ذلك إلى ما رواه أبو بكرة نفيع بن الحارث “0 – أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَطَب في حجَّتِه، فقال: إنَّ الزَّمانَ قد استدار كهيئتِه يومَ خَلَق اللهُ السَّمواتِ والأرضَ، السَّنةُ اثنا عَشَرَ شَهرًا، منها أربعةٌ حُرُمٌ، ثلاثٌ متوالياتٌ: ذو القَعْدةِ، وذو الحِجَّةِ، والمحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بين جُمادى وشَعبانَ”.

ومن الجدير بالذكر أن يوجد العديد من أهل العلم والفقهاء الذين يرجحون أن شهر محرم هو أفضل الأشهر الحرم.

سبب مشروعية صيام يوم عاشوراء

الوسوم

جديد المواضيع