ابحث عن أي موضوع يهمك
مع بدء العام الهجري الجديد أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليُمن والبركات يبدأ الكثيرين من المسلمين في التساؤل عن صيام عاشوراء متى يكون أي يوم من الشهر الهجري الأول من العام شهر محرم، وذلك ما سنتعرف عليه تفصيلاً في السطور التالية من موقع مخزن المعلومات، فتابعونا.
إن يوم عاشوراء من الأيام الطيبة ذات الفضل العظيم في الدين الإسلامي وذلك لكونه اليوم المبارك الذي نجّى فيه الله ـ عز وجل ـ نبيه موسى ـ عليه السلام ـ ليصوم موسى هذا اليوم حمداً وشكراً لله تعالى، وقد ثبت في السُنة النبوية الشريفة عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ”
يكون يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من الشهر الهجري الأول من العام شهر محرم، وذلك كما جاء عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ” أمرَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بِصَومِ عاشوراءُ، يومُ العاشِرِ” حيثُ يُستحب أن يصوم المسلم يوم عاشوراء وذلك لما جاء في صحيح السُنة النبوية بقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ “وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ، صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ” ، ويُسمى شهر محرم بشهر عاشوراء ويُسن فيه صوم المسلم حيثُ يقوم المسلم بالتقرب من ربه في هذا الشهر بالعديد من الأعمال الصالحة وذلك نظراً لأن شهر محرم من الأشهر الحرم التي يُستحب فيها العمل الطيب، ومن أدلة استحباب صيام يوم عاشوراء قول النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ “هذا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَلَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ علَيْكُم صِيَامَهُ، وَأَنَا صَائِمٌ، فمَن أَحَبَّ مِنكُم أَنْ يَصُومَ فَلْيَصُمْ، وَمَن أَحَبَّ أَنْ يُفْطِرَ فَلْيُفْطِرْ”.
جاءت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة والأقوال التي تُشير إلى فضل صيام يوم عاشوراء ومنها ما جاء في صحيح الإمام مسلم عن أبي قتادة بن ربعي ـرضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال عن أجر صيام يوم عاشوراء (يُكفر السنة الماضية)، وقد قال الإمام البيهقي تعليقاً على هذا الحديث النبوي الشريف “وهذا فيمَن صادف صومه وله سيئاتٍ يحتاج إلى ما يكفِّرها؛ فإن صادف صومه وقد كُفِّرت سيئاته بغيره انقلبت زيادةً في درجاته، وبالله التوفيق”
فصيام عدد من الساعات في يوم عاشوراء يترتب عليه فضل عظيم للغاية عند رب العالمين، كما انه من فضل صيام يوم عاشوراء أنه سُنة نبوية عن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان يصومه ويأمر المسلمين بصيامه وذلك مثلما ثبت في صحيح الإمام البخاري عن ابن عباس أ رضي الله عنهما ـ قال : “ما رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ، يَومَ عَاشُورَاءَ، وهذا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ”، ويجدر بنا الإشارة إلى أن تكفير الذنوب المترتب على صيام يوم عاشوراء وفقاً لما جاء في الحديث النبوي الشريف يقصد منه تكفير صغائر الذنوب أما كبائر الذنوب فلا تُكفر بصيام يوم عاشوراء وإنما تُكفر بالتوبة النصوحة لله تعالى.
وقد أوضح شيخ الإسلام بن تيميه ـ رحمه الله ـ المراد من تكفير الذنوب بصيام يوم عاشوراء قائلاً:”صحّ عنه -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: صيام يوم عرفة يُكفّر سنَتين، وصيام يوم عاشوراء يُكفّر سنةً، لكنّ إطلاق القول بأنّه يكفِّر، لا يُوجب أن يُكفّر الكبائر بلا توبةٍ؛ فإنّه -صلّى الله عليه وسلّم- قال في الجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان: كفارةٌ لِما بينهنّ إذا اجتنبت الكبائر؛ ومعلومٌ أنّ الصلاة هي أفضل من الصيام، وصيام رمضان أعظم من صيام يوم عرفةٍ، ولا يُكفّر السيئات إلّا باجتناب الكبائر، كما قيّده النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فكيف يُظنّ أنّ صوم يومٍ أو يومين تطوّعاً يُكفّر الزِّنا، والسرقة، وشرب الخمر، والميسر، والسِّحر، ونحوه؟ فهذا لا يكون”
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ)
وفي ختام مقالنا أعزاءنا القراء نكون قد تعرفنا معكم على إجابة سؤال صيام عاشوراء متى يكون أي يوم من الشهر الهجري الأول ، وللمزيد من التساؤلات تابعونا في موقع مخزن المعلومات.