هناك أمور كثيرة تخص شخصية ونمو الطفل المصاب بالتوحد، وبداية الكلام في الأعمار المختلفة قد يكون محددًا ما إذا كان الطفل مصاب بالتوحد، حيث أنه:
الطفل الطبيعي الذي لا يعاني من أي متلازمات أو مشكلات كالتوحد مثلًا يبدأ في الكلام في عمر ما بين السنتين حتى السنتين والنصف أي ما بين الشهر 12 وحتى الشهر 18.
يختلف العمر الذي يبدأ عنده الطفل المصاب بطيف التوحد في الكلام حيث أنه يتكلم في معدل ضعف الطفل الطبيعي يصل لحوالي 36 شهرًا تقريبًا.
توجد مجموعة كبيرة من الأطفال المصابين بالتوحد تتراوح بين نسبة 25 وحتى 40% منهم تعاني من نوع خاص من التوحد يسمى بالتوحد اللاشفهي وهم أطفال ليس لديهم القدرة على الحديث أو لديهم قدرات محدودة جدًا على نطق بعض الكلمات فقط.
رغم تأخر الأطفال المصابين بالتوحد في البدء في الكلام إلا أن قرابة 47% منهم تتحسن حالتهم بشكل ملحوظ ويستطيعون الكلام بطلاقة شديدة بعد سن 4 سنوات.
لا يتوقف التحسن في عملية النطق والكلام عند القدرة على الحديث بطلاقة، فحوالي 70% من مصابي التوحد يمكنهم على الأقل تركيب الجمل بشكل صحيح بعد بلوغهم عمر 4 أعوام.
كيف تعرف طفل التوحد
هناك عدة إشارات قد تنبه لوجود حالة توحد يجب التعامل معها بحذر وكما يجب، ويمكن ملاحظتها بسهولة إذا ما أعرنا الطفل القدر الطبيعي من الاهتمام، وأهم هذه العلامات هي:
الحزن المستمر: يعاني الطفل المصاب بطيف التوحد من حالة من الحزن الدائم والملازم له بشكل لا يتناسب مع طبيعته كطفل، ويميل بشكل غير طبيعي للعزلة والانزواء والشعور بالاكتئاب بشكل مستمر.
الاضطراب الحركي: من أشهر العلامات التي تعبر عن وجود حالة توحد هي وجود مشكلات في الحركة لدى الطفل كإن يبذل مجهودًا كبيرًا مقارنة بمن هم في مثل عمره في القيام بأبسط الأشياء كالمشي أو الجري أو الجلوس، أو وجود عدم تنسيق عصبي حركي فلا يجيد إمساك الأشياء أو التحكم فيها بسهولة.
عدم القدرة على التعبير: الطفل المصاب بالتوحد قد يتأخر في الكلام أو لا يكون لديه الطلاقة الكافية للتعبير عن رغباته، لذا نجد أنه كثيرًا ما يستخدم طريقة الإشارة في التعبير عما يريد أو يرفض أو يُلح بالإشارة في اتجاه ما يطلبه دون أن ينطق به.
تعبيرات غير طبيعية: يمكن ملاحظة التوحد في شخصية الطفل حينما يقوم بتعبيرات لا تتوافق مع طبيعة الموقف، كأن يضحك في مواقف تتطلب التعاطف أو التأثر، أو عدم قدرته على النظر في عيون المتكلم أو حتى عدم قدرته على تقدير المواقف والابتسام والضحك في الموقف التي تدعو لذلك.
الأشياء التي يحبها أطفال التوحد
من الأمور التي يجب على جميع الناس إدراكها أن طفل التوحد ليس كأي طفل أو شخص آخر، فقد لا يحب ما يحبه غالبية الناس وقد يكره ما يحبه الآخرون فمثلًأ:
غالبية حالات التوحد لا تتقبل فكرة التلامس الجسدي، ولا تحب أن يلمسها أحد مهما كانوا يحبونه، وهذا النوع لا يحب الأحضان والعناقات، بل يعرفون الحب بالاهتمام والمرافقة طوال الوقت، رغم أن هذا غير سار على كافة أنواع التوحد.
أغلب الأطفال المصابين بالتوحد يحبون الأماكن الفسيحة وغير المزدحمة، كالحدائق والمنتزهات التي يمكنهم فيها إخراج طاقتهم، ولا يشتتهم وجود أعداد كبيرة من الناس، بل أن البعض منهم لا يحب أبدًا فكرة الأماكن المغلقة، ويصاب بنوبات الهلع إذا ما تواجد فيها.
لا يحب طفل التوحد التواصل البصري مع من حوله، لا يجب أن يتم الضغط عليه في هذا الأمر أو أن يشعر بأعين من حوله تحملق فيه، بل يجب أن يكون على طبيعته، ولا تهدده نظرات من حوله.
المدح المستمر والإيحاء بأنه ينجز كثير من المهام، وأنه متفوق كمن حوله تعزز ثقته بنفسه، وتقلل شعوره بالغربة بين من حوله، وتشعره أنه لا يقل ولا يختلف عنهم.
مستقبل طفل طيف التوحد
فيما يخص مستقبل الطفل الذي يعاني من التوحد فإن هذا الأمر يعتمد على درجة التوحد لديه ومدى درجة الذكاء لديه، بالإضافة لتطور عملية النطق.
كما أنه لا يمكننا القول بأن التوحد يمكن الشفاء منه بشكل تام بل يمكن أن تقل حدته ليصل لمعدلات أقرب للمعدلات الطبيعية، وذلك بمتابعة العلاج والتدريب والاندماج بشكل صحيح مع المجتمع المحيط بالطفل وعدم اتخاذ إجراءات أو تصرفات سلبية تؤخر من تحسن الطفل.
كيف يخرج الطفل من التوحد
قد لا نتمكن من التغلب على التوحد بشكل كامل، ولكن على الأقل يمكننا الأخذ بيد أطفالنا وإدخالهم عالمنا وجعلهم يقتربون منه ليشعروا ببعض الأمان فيه، لذلك يمكننا إخراج الطفل من حالة التوحد بقدر المستطاع عن طريق اتباع الخطوات الآتية:
يمكن تعويده على روتين حياة معين عن طريق تسجيل لحظات قيامه بأغلب النشاطات وعرضها عليه، وذلك لأنه لديه قدرة بصرية عالية، فيميل لمحاكاة ما يراه بنفس النمط والكيفية.
التعرف على الموهبة التي لديه، فكما أن الأطفال الطبيعين لديهم مواهب كذلك طفل التوحد قد يكون لديه موهبة أكثر تطورًا من أقرانه، لذلك لا بأس أبدًا بمعرفة ما هي موهبته ومساعدته على القيام بها ليجد الأمان والراحة من جديد.
استخدام كلمات سهلة وبسيطة لا يصعب عليه فهمها، فهو لا يفهم حين تطيل الكلام، أو تختار ألفاظ تحمل أكثر من معنى، قل ما تريد بشكل بسيط ومنسق ليتمكن من استيعابه.
كن على قدر من المراعاة لحالته، فقد يزعجه ما لا يزعجك، فقد لا يحب الازدحام وتسليط الأضواء والتواجد في أماكن صاخبة أو ذات أصوات مرتفعة لذا احرص على بقائه بعيدًا عن هذه المشتتات.
في غالب الأمر يكون لدى طفل طيف التوحد كمية هائلة من الطاقة يرغب في تفريغها، قم بمساعدته على ذلك من خلال ممارسة الرياضة ومعاونته على احتراف لعبة أو رياضة معينة.
الحب هو ما يمكنه إخراج إنسان من ظلمات الوحدة لنور الونس، اجعله يشعر بحبك واهتمامك به، وسيرغب في مرافقتك طوال الوقت، ساعده على إيجاد من يشعرون بوجوده ولا يتجاهلونه ومهما عجز عن التعبير سيصلك مشاعر السعادة والتقدير لما قمت به تجاهه.
أعراض التوحد المؤقت
قد يعاني الطفل؛ مما يعرف بالتوحد المؤقت وهو في حقيقة الأمر لا يمكن وصفه بهذا الوصف، ولكنه توحد في أطواره الأولى ما إذا تم التعامل معه بشكل صحيح كان علاجه أسرع وحدته أقل، وأهم هذه الأعراض:
عدم استجابته لمن حوله وخاصة والديه وحتى عدم الابتسام قبل عمر سنة واحدة وهو من الأمور غير الطبيعية في هذا العمر.
من الأمور التي تعتبر من الأعراض المبكرة للتوحد عدم الكلام، حتى يبلغ سنة واحدة وعدم الحركة بشكل صحيح بعد تجاوز عمر السنة بالإضافة لوجود مشكلات فلا يلعب مع أقرانه، ولا يتمكن من التخيل كما يفعل باقي الأطفال من حوله
أحد أعراض التوحد التي يمكن أن تظهر مبكرًا هي افتقاد الطفل لمهارات اللغة فلا يستطيع تكوين جمل سليمة أو ترتيبها وتحديد الضمائر لذلك يجب التنبه للأعراض بشكل مبكر حتى يمكن علاجها.
أسئلة شائعة
لماذا لا يتكلم طفل التوحد وما الحل؟
غالبًا لا يتكلم لأنه يرفض التواصل ويعتبره عائق أمامه، والحل هو التدريب واللجوء لمختصين لعلاجه.
ما هو أصعب أنواع التوحد؟
ما يعرف بمتلازمة هيلر والتي يفقد فيها الطفل قدراته تدريجيًا بعد اكتسابها.