بدأت أحداث قصة سورة البقرة عندما قام رجل من بني إسرائيل بقتل عمه بسبب أن هذا الرجل كان يحمل صفة الطمع والجشع، وكان عمه عقيماً ليس له أي أولاد يرثونه، مما جعل ذلك الرجل الطماع يقوم بقتل عمه ويلقي جثته أمام بيت رجل آخر في ساعة من ساعات الليل المتأخرة.
وفي الصباح عندما اكتشف الناس هذه الجثة أمام بيت ذلك الرجل قاموا بإخبار الرجل الطماع بأن عمه قد قُتل وقد تم إيجاد جثته أمام أحد البيوت، وذهب هذا الرجل الطماع إلى مكان الجثة وقام باتهام الرجل البريء بأنه هو من قتل عمه.
مما جعل أهل الرجل البريء يدافعون عنه حتى أصبح هناك حالة من الجدل بين بني إسرائيل حتى إنهم كادوا أن يقتلوا بعضهم البعض، حتى دلهم رجل حكيم بأن يذهبوا إلى سيدنا موسى عليه السلام حتى يكشف لهم من هو القاتل.
أوحى الله عز وجل إلى سيدنا موسى عليه السلام بإن يجعل قومه يذبحون بقرة وأن يقوم سيدنا موسى بضرب المقتول بلحم تلك البقرة وهذا ما ورد في قوله تعالى :”وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ” (البقرة:67) .
مما جعل بني إسرائيل يتعجبون من أمر الله عز وجل واعتقدوا أن سيدنا موسى عليه السلام يستهزأ بهم ولكنهم سألوا سيدنا موسى عن أوصاف تلك البقرة حيث قام بوصفها لهم بأنها ليست كبيرة ولدت كثيراً وكذلك فهي ليست صغيرة بحيث أنها لم تلد قط، بل هي متوسطة في العمر، فأمرهم بذبح تلك البقرة، ولكنهم لم يقوموا بتنفيذ الأمر مثلما ورد في الآيات البيانات حيث قال الله تعالى:”قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ” (البقرة:68)
بل عاد بني إسرائيل مرة أخرى إلى سيدنا موسى حتى سيألونه عن لون هذه البقرة فأجابهم بإن الله سبحانه وتعالى يقول أن هذه ذات لون أصفر نقي تماماً مشع للغاية يجعل جميع الأشخاص الذين ينظرون إليها يكونوا مسرورين، ولكنهم أيضا لم ينفذوا الأمر وعادوا له مرة أخرى يقولون له بإن البقر تشابه عليهم وطلبوا منه أن يطلب من الله تبارك وتعالى أن يعطيهم صفات أوضح تميز تلك البقرة.
واستجاب الله عز وجل لهم وأوضح لهم بإن تلك البقرة لا تستخدم في حرث الأرض ولا في السقاية ولونها صافي تماماً لا يوجد فيه خلط لأي لون آخر.
وعندما وجدوا تلك البقرة طلب منهم صاحبها أن يدفعوا وزنها ذهباً ففعلوا ذلك وقاموا بذبحها وضربوا المقتول بقطعة من لحمها مثلما أمرهم الله عز وجل، وقام المقتول بأمر من الله سبحانه وتعالى وأشار إلى القاتل ومات مرة أخرى، لذلك تعتبر هذه واحدة من أهم المعجزات التي تبرز قدرة الله عز وجل.
ما هي القصص التي تحتوي عليها سورة البقرة
سورة البقرة من السور القرآنية التي تحتوي على العديد من المواقف والقصص المليئة بالعبر التي يستمد منها المسلم تعاليم كثيرة تفيده في دينه ودنياه، وتتمثل تلك القصص فيما يلي:
قصة ذبح بقرة بني إسرائيل
قصة أصحاب السبت
قصة نبي الله آدم عليه السلام
قصة هاروت وماروت
قصة طالوت وجالوت
قصة النمرود
قصة تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة
قصة نبي الله صالح
ما هي القصة التي وردت في نهاية سورة البقرة
القصة التي وردت في نهاية سورة البقرة هي قصة طالوت وجالوت، حيث بدأت تلك القصة عندما طلب بني إسرائيل من الله سبحانه وتعالى أن يبعث لهم ملكاً بعد أن عاشوا لعدة سنوات بلا أنبياء بعد أن انقطع نسل النبوة لديهم وأصبح يحكمهم ملوك يتسمون بالظلم والقهر حيث أن هؤلاء الملوك كانوا يقومون بسجن الرجال ويقومون بسب النساء بجانب سرقة الأموال والديار التي انتشرت في ذلك الوقت بجانب أن هؤلاء الملوك كانوا يفرضون جزية باهظة للغاية.
استجاب الله تبارك وتعالى لطلبهم وبعث لهم طالوت ملكاً عليهم، ولكنهم لم يقبلوا به ملكاً عليهم بحجة أنه لا يملك أي صفة من صفات الملوك، فهو ليس غنياً حيث أن طالوت كان يعمل راعياً للأغنام لهذا السبب قاموا بالاعتراض عليه والتمرد على تقبله ملكاً عليهم لأنه لا ينتمي إلى سلالة الملوك.
مما جعل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يقوم بالإجابة عليهم بأن الله سبحانه وتعالى أعطاه زيادة في العلم والجسم وجعله من أعلم الناس وأكثرهم قوة.
وبدأ بني إسرائيل من نبيهم أن يرسل لهم دليل على أقوال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فكان دليل الله سبحانه وتعالى بانه أرسل لهم تابوتاً فيه بقايا من ملابس سيدنا موسى وسيدنا هارون عليهم السلام جميعاً، وهذا التابوت كانت تحمله الملائكة، وعندما رأى بني إسرائيل هذا التابوت والملائكة يحملونه تدافعوا إلى رغبتهم في الجهاد في سبيل الله.
ولكن طالوت قام باختيار منهم حوالي سبعون ألفاً فقط، وخرج بهم في يوم من الأيام التي كانت تتسم بانها شديدة الحرارة، وعندما كانوا يمرون بأحد الطرق وجدوا نهر فقال لهم طالوت أن هذا النهر يعتبر ابتلاء من الله عز وجل ومن يشرب من ذاك النهر لن يكون من الجيش إلا من شرب ملء كفه فقط.
ولكن غالبية الأشخاص شربوا من النهر إلا قليلاً منهم حتى أصبح عدد الجيش تقريباً ثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً فقط، ثم مضى بهم طالوت حتى وصل بهم إلى ساحة القتال أو ساحة المعركة، وعندما وصل طالوت وجنوده قاموا بدعاء الله عز وجل بإن يصبرهم ويثبت أقدامهم وان ينصرهم على القوم الكافرين، وبالفعل استجاب لهم الله سبحانه وتعالى ونصرهم بقدرته على الرغم من قلة عددهم، حيث أن داوود استطاع أن يقتل جالوت علماً بإن داوود هو واحد من أفراد جيش طالوت.
أسئلة شائعة
من هو صاحب البقرة في سورة البقرة؟
صاحب البقرة هو رجل صالح من بني إسرائيل في زمن سيدنا موسى عليه السلام، كان هذا الرجل لديه ولداً صغيراً وفي يوم من الأيام قام الرجل بجر تلك البقرة إلى المرعى الخاص بها وقال: ” اللهم إني استودعتك هذه العجلة لابني حتى يكبر” فاستجاب الله عز وجل لدعاء هذا الرجل، وحافظ الله سبحانه وتعالى على تلك البقرة في المرعى الخاص بها دون أن يمسها أي شخص، حتى مات هذا الرجل الصالح ونضج ابنه وكبر وأصبح يهتم هو بتلك البقرة.
ما العبرة من سورة البقرة؟
سورة البقرة تحتوي على معجزة من معجزات الله عز وجل، حيث أن الله -تبارك وتعالى- جعل معجزة البقرة إلى بني إسرائيل أمام أعينهم من أجل أن يقوموا بتصديق قدرته على كل شيء، بالإضافة إلى أن الله -تبارك وتعالى- أراد أن ينهي حالة الجدل التي أثيرت بين بني إسرائيل عندما أرسل الله -سبحانه وتعالى- لهم نبياً يقوم بدعوتهم إلى عبادة الله وقاموا بتكذيبه، مما جعل الله -سبحانه وتعالى- يقوم بإرسال لهم معجزة تحمل دليلاً قاطعاً على قدرته، وهذه المعجزة يجب أن نتخذها عبرةً ونتخذ منها الحكمة والعظة.
لماذا لون البقرة صفراء؟
هناك العديد من المسلمين الذين يتساءلون حول لماذا تعنت بني إسرائيل بطلب بقرة صفراء اللون، ولكن هناك مجموعة من الفقهاء الذين فسروا المراد من قول بقرة صفراء بأن المقصود بهذا القول بأن تكون البقرة ناصعة أي لا يكون فيها أي لون غير لون واحد فقط، وهذا طبقاً لتفسير الطبري.
