نحن بحاجة إلى التفكير الإبداعي حتى يُمكننا الاعتماد على أنفسنا دون الحاجة لمساعدة الآخرين، وذلك لأن التفكير الإبداعي يمثل تفكيراً مميزاً خارج الإطار المعتاد والمحدد، ويوجد للتفكير الابداعي أربعة مكونات رئيسية والتي تتمثل في الآتي:
الموقف الإبداعي.
العمل الإبداعي.
العملية الإبداعية.
الفرد المبدع.
من أنواع التفكير الإبداعي
ينقسم التفكير الابداعي إلى نوعين رئيسيين وهما:
التفكير الإبداعي الجماعي
يُعد التفكير الإبداعي الجماعي أحد الأساليب التي يتم اللجوء إليها من المؤسسات لإيجاد الحلول الملائمة للعديد من المشكلات، أو للتوصل إلى أفكار جديدة بهدف زيادة الإنتاجية، لذا يسهم هذا النوع من التفكير الإبداعي في رفع كفاءة المؤسسات.
وليس بالضرورة أن يتطلب هذا النوع من التفكير الإبداعي توافر جميع صفات الإنسان المبدع في الأشخاص، بل يتم التشارك في بناءه عبر التفكير المتبادل من أعضاء الجماعة.
يسهم هذا النوع من التفكير في تشجيع الانسدال الحر لجميع الأفكار بالإضافة إلى عدد ضخم ومتنوع منها، كما يُشجع التفكير الإبداعي الجماعي وجود المناقشة والحوار بين الجماعة، إلا أنه يجب الانتباه إلى ضرورة خلو هذه المناقشات من النقد السلبي والتجريح حتى لا يفقد قيمته الإبداعية.
التفكير الإبداعي الفردي
يُمثل التفكير الإبداعي الفردي تفكيراً خاصاً بفرد واحد فقط، لذا يتوجب فيه تمتع الشخص بصفات الإنسان المبدع انطلاقاً من طلاقته الفكرية، بحيثُ يكون هذا الشخص قادر على استحضار عدد ضخم من الأفكار المتناسبة مع فترة زمنية محددة لإيجاد حل لمشكلة بعينها.
ويتصف التفكير الإبداعي الفردي بالطلاقة اللغوية وذلك حتى يكون الفرد قادر على إنتاج عدد لا متناهي من الكلمات الدالة على أفكاره الإبداعية خلال فترة محددة، كما أنه يتمتع بالأصالة مما يُشير إلى جدية وندرة وأفضلية هذه الأفكار للفرد المبدع.
ويتميز التفكير الإبداعي الفردي بامتلاكه حساسية تجاه المشكلات، لذا فهو قادر على تحديد نقاط القوة والضعف في المواقف المختلفة.
بالإضافة إلى قدرة التفكير الإبداعي الفردي على فتح آفاق فكرية واسعة من الحلول لهذه المشكلات، مع ضرورة الإشارة إلى حاجة التفكير الإبداعي الفردي إلى توافر الذكاء.
من مهارات التفكير الإبداعي
يتمتع التفكير الإبداعي بعدد من المهارات التي التي يُمكن تفصيلها في النقاط الآتية:
مهارة التحليل:
حيثُ يتطلب فهم المواقف والمشكلات المختلفة وجود القدرة على التحليل لمجموعة العوامل الأولية، بالإضافة إلى تفهم الأسباب الظاهرة والكامنة وراء حدوث المشكلة أو موقف ما، وذلك حتى يُمكن للفرد من إنتاج التفكير الإبداعي لإيجاد حلول مناسبة وذكية وصحيحة للمشكلة والأسباب التي أدت إلى حدوثها، لذا فإن الخطوة الأولى تتمثل في القدرة على استيعاب المعلومات والبيانات بشكل مختلف.
مهارة التنظيم:
فلا ينتج عن التفكير العشوائي غير المنظم سوى تشتت الأفكار، كما أنه يُسبب فقدان قدرة الفرد على ربط الأمور معاً باتزان ومنطقية، كما يُمكن استخدام أسلوب التدوين لتسجيل المعلومات والملاحظات للرجوع إليها في وقت لاحق بعدما تم حل القضايا الشائكة، حيثُ يتم تسجيل تحليل الفرد على هيئة مجموعة من النقاط المُرتبة والمنظمة.
مهارة التعاطف والإدراك:
تساعد مهارة التعاطف والإدراك على التفكير بطريقة منطقية عملية، فحتى يتمكن الفرد من التفكير بطريقة منطقية فلابد له من التمتع بمهارة الإدراك، حتى يكون قادراً على قراءة تغيرات الأحداث من حوله بطريقة منظمة ومنطقية.
كما أن تعاطف الإنسان مع الأشخاص والمواقف الأخرى من يساعده على الحفاظ على إنسانيته تجاه اتخاذ القرارات.
مهارة التواصل :
تُعد مهارة التواصل مع الآخرين إحدى أهم المهارات التي تساعد فرد على تخطي الأزمات والمواقف العصيبة، فعندما لا تمنح نفسك الفرصة للتواصل مع الآخرين والتعرف على معتقداتهم وأفكارهم فانت ستكون تتحدث وتفكر مع نفسك فقط في اتجاه واحد يُمثل زاويتك أنت ، لذا لن يكون تفكيرك إبداعياً على الإطلاق.
مهارة الانفتاح :
تتلخص مهارة الانفتاح في الابتعاد عن منظور التفكير الواحد، وعدم النظر إلى الأشياء من وجهة نظر واحدة فقط، فعدم الانفتاح لن يفيدك في حالة قررت التفكير بطريقة إبداعية مميزة خارجة عن الإطار المعتاد، بل يجب عليك تقبل الاختلاف والنظر إلى المواقف والأمور من عدة وجهات نظر مختلفة، ليتم تجريد الأمور من الذاتية والنظر للأفكار المختلفة وكأنك شخصاً أخر لعلك تجد الحل الأمثل.
مهارة البعد عن الانحياز:
ليس من التفكير الإبداعي على الإطلاق أن يكون المرء منحازاً لشخص أو اتجاه أو فكرة ما بعينها دون غيرها، وذلك لأن الانحياز لفكرة محددة لن يجعلك قادراً على الخروج من الحلقة المغلقة التي تدول داخل حدود تفكيرها، لذا يتوجب عليك الاتصاف بالمهنية والحيادية والموضوعية عند دراستك لأي مشكلة أو موقف.
أركان التفكير الإبداعي
يعتمد التفكير الإبداعي على مجموعة من الأركان المحددة، والتي تتمثل في:
الإنتاج الإبداعي:
حيثُ يؤدي التفكير الإبداعي إلى إنتاج إبداعات مميزة في مجالات الأدب والفن والثقافة أو في أي من الآلات أو الاختراعات، كما أنه قد يسهم في رفع معدلات الإنتاج.
المحفزات الإبداعية:
تتمثل المحفزات الإبداعية في وجود عدة تقديرات وإطلاعات للوقت بطريقة كافية، مع الحصول على جميع المكافآت المادية والمعنوية، وتنوع جميع مواطن الإبداع.
المبدع الموهوب:
إن قدرة المبدع على توليد العديد من الأفكار الجديدة من أهم خصائصه المميزة، بالإضافة إلى قدرته على تقديم فكار مختلفة متنوعة،والاتصاف بالقبول والمرونة والحساسية تجاه المواقف المختلفة.
البيئة الإبداعية:
دوماً ما يتطلب التفكير الإبداعي وجود بيئة إبداعية إيجابية تساعده على الاستقلالية العقلية ووجود ظروف ملائمة للإنتاج الإبداعي.
خصائص التفكير الإبداعي
يتسم التفكير الإبداعي بعدد من الخصائص المميزة، والتي تتمثل في:
القابلية للتقسيم، حيثُ يتسم التفكير الإبداعي بالقابلية للتقسيم، أي أنه يوجد هناك ما يُمكن تجربته من الفكرة لكن يوجد هناك أيضاً يوجد بعض التفكيرات التي لا يُمكن خضوعها للقسمة.
يتصف التفكير الإبداعي بالميزة النسبية، والتي تُشير في معناها إلى التميز في الفكرة الحديثة عن الأفكار القديمة، مع الإشارة إلى أن الميزة النسبية للفكرة تأتي للتأكد من ظروف جديدة ومختلفة.
يتصف التفكير الإبداعي بالانسجام مع القيم الإيجابية المنتشرة في المجتمع، كما يتصف بالقابلية إلى الانتقال ومعناها أن تتواجد القدرة على الأفكار المبتكرة ممكنة الانتشار.
ما هي الأصالة في التفكير الإبداعي
يُقصد بالأصالة في التفكير الإبداعي أن يكون هناك تميزاً في القدرة على التفكير والندرة في إيجاد الأفكار، وذلك لما هو وراء المباشر والمألوف من الأفكار.
أسئلة شائعة
من مميزات التفكير الإبداعي أنه تفكير متقارب؟
العبارة صحيحة، وذلك لأن التفكير الإبداعي بأنواعه يتم من خلال التدفق العفوي والحر للأفكار، وذلك ما يردي لإنتاج العديد من الحدود الممكنة خلال فترة زمنية محددة، بحيث يتم تنظيم الأفكار والمعلومات الناتجة عن التفكير الإبداعي لإنتاج إجابة واحدة ذات فاعلية مؤكدة.
من مهارات التفكير الإبداعي المرونة ؟
نعم، من مهارات التفكير الإبداعي المرونة، حيثُ تشير المرونة إلى القدرة على إنتاج الأفكار المتنوعة، مع التحول إلى نوع غير محدد من الفكر خلال الاستجابة لموقف واحد، كما تشير المرونة إلى الحالة الذهنية للمفكر خلال الموقف الواحد، حيثُ تمثل المرونة الجانب النوعي الخاص بالإبداع.