ابحث عن أي موضوع يهمك
على مدّار التاريخ الإسلامي، ظهرت الكثير من الشخصيات العظيمة التي غيرت بمجراه، وعلى سبيل المثال فإن الله تعالى حمى الدين الإسلامي من أن يندثر، إذ جعل أبا بكر رضي الله عنه من أهم أسباب نصر الإسلام على المرتدين، ومن هددوا الإسلام، وهو ما حدث عقب ظهور بعض الرجال يدّعون النبوة، وقد زاد الأمر سوءًا بعد استشهاد الكثير من الصحابة الأجلاء من حفظة القرآن، وهو ما جعل أبو بكر رضي الله عنه يستعين بكتبة الوحي، والذين قاموا بجمع القرآن الكريم في مصحف واحد، لحمايته من الخلل أو النسيان، وكل ذلك بتقدير من الله تعالى.
يعنبره أهل السنة خامسَ الخلفاء الراشدين وذلك لشدة زهده وتقواه وعدله، وهو سابع الخلفاء الأمويين، وقد تميزت خلافته بالعديد من المميزات، منها: المساواة والعدلُ، وردُّ المظالم التي كان قد ارتكبها أسلافه من خلفاء بني أمية، وعزلُ وعقاب كافة الولاة الظالمين، كما أعاد العمل بالشورى، وهو ما جعل كثير من العلماء يعتبرونه خامس الخلفاء الراشدين، كذلك فإنه اهتمّ بالعلوم الشرعية، وأصدر أمر بتدوين الحديث النبوي الشريف، وقد ذكر في حسن سيرته ومناقبه، أنه في تاريخ ربيع الأول عام 87 هجرية ولّى الخليفة الوليد بن عبد الملك عمرَ بن عبد العزيز إمارة المدينة المنورة، ومن ثم ضم له ولاية الطائف عام 91 هجرية، وهو ما جعله يصبح واليًا على الحجاز بأكملها، وقد اشترط عمر لتوليه الإمارة شروط ثلاثة وهي:
وقد وافق الوليد على تلك لشروط، وبدء عمر بن عبد العزيز في مباشرة عمله بالمدينة، وقد فرح الناس به أشد الفرح، وقد شكل بإمارته مجلس فقهاء المدينة، كما أمر بتوسعة الحرم النبوي من خلال توجيه من الوليد بن عبد الملك.
هو واحد من عظماء الأمة الإسلامية، الذي طأطأ الروم رؤوسهم إليه، كما وأحنوا هاماتهم رهبة منه، وهو الخليفة المجاهد هارون الرشيد، واسمه الكامل أبو جعفر بن المهدي محمد بن المنصور عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس، والذي ولد في عام 763 ميلادية، وهو الخليفة العباسي الخامس، ويعتبر أشهر الخلفاء العباسيين، وقد امتدت فترة حكمه ما بين عام 786 و 809 ميلادية، وقد قال عنه ابن خلكان بكتابه وفيات الأعيان: “كان هارون الرشيد من أنبل الخلفاء، وأحشم الملوك، ذا حج وجهاد وغزو وشجاعة ورأي”، كما وذكر الخطيب البغدادي بتاريخ بغداد متحدثًا عن عبادته قائلًا: “وحكى بعض أصحابه أنه كان يصلي في كل يوم مئة ركعة إلى أن فارق الدنيا، إلا أن يعرض له علة، وكان يتصدق في كل يوم من صلب ماله بألف درهم، وكان إذا حج أحج معه مئة من الفقهاء وأبنائهم، وإذا لم يحج أحج في كل سنة ثلاثمائة رجل بالنفقة السابغة والكسوة الظاهرة”.
وكان هارون الرشيد كثير الغزو، بالرغم من أن العصر العباسي الأول لم يمتاز بكثرة الفتوحات بسبب انشغال خلفائه بالإصلاحات وإخماد الثورات، لكنه كان شديد الحرص على الجهاد والغزو، وأما حين وفاته فعندما سار يرغب خراسان مَرّ بـ “طوس” وقد أصابه المرض فيها، فقال لخادمه: ائتني بشيء من تربة هذه الأرض، فجاءه بتربة حمراء في يده، فلما رآها قال: “والله هذه الكف التي رأيت، والتربة التي كانت فيها!” فأمر أن يتم حفر قبره بحياته، وأن تُقرأ به ختمة تامة للقرآن، وحُمِل إلى أن نظر لقبره فقال: إلى هنا تصير يا ابن آدم! وبكى، ثم قبض بعد ثلاث ليال.
هو واحد من أعظم الشخصيات الإسلامية، والذي كان هو السبب الأول عقب مشيئة الله في قيام الدولة العثمانية، التي استمر ظلها حتى ست قرون، ولم يذكر بالتاريخ بصورة كافية حتى عرف عنه كثيرًا، ولكنه مسيرته بقبيلته، والمعروفة باسم “قبيلة الكايي”، وكان قائدًا فذًا ومساندًا لدولة سلاجقة الروم، إلى أنه أنقذ الدولة العثمانية من السقوط ببعض المعارك، وهو ما جعل السلطان علاء الدين كيكوباد يعطيه مدينة “سوغوت” المتاخمة لحدود الدولة البيزنطية مكافأة له، وتعتبر هدية السلطان علاء الدين كيكوباد إلى القائد العظيم أرطغرل بمثابة تأمين لحدود دولته من مختلف أخطار البيزنطيين، وكان السبب وراء ذلك مدى ثقته بقوة أرطغرل ومقدرته الكبيرة على حماية دولته.
وليس ذلك فقط، بل إن الأمير علاء الدين كيكوباد كافأه على مساعدته إليه عن طريق إقطاعه بعض أقاليم ومدن، وأصبح لا يعتمد بحروبه مع مجاوريه على أحد غير قائده الأول أرطغرل ورجاله، وكان بعد كل انتصار يمنحه أموالًا جزيلة ويقطعه أراض جديدة، ثم لقَّبَ قبيلته باسم “مقدمة السلطان” نتيجة لوجودها في مقدمة الجيوش دوما وتمام النصر على يديه، وحين توفّي أرطغرل عام 687 هجرية / 1288ميلادية، قام الأميرُ علاء الدين بتعيين أكبرَ أولاده مكانه وهو عثمان بن أرطغرل مؤسس الدولة العلية العثمانية.