تُشير التغيرات الملحوظة في لون وقوام الإفرازات المهبلية إلى تعرض جسم المرأة للعديد من التغيرات الهرمونية والتي قد تحدث خلال عملية التبويض أو الحمل، فقد أشارت العديد من النساء إلى ملاحظتهن لوجود مخاط في عنق الرحم بعد فترة التبويض ليكتشفوا حدوث الحمل بالفعل، ويُمكن تفسير ذلك على النحو الآتي:
عادةً ما تتحول الإفرازات المهبلية في فترة التبويض إلى إفرازات أكثر رقة وأكثر جفافاً وذلك بسبب انخفاض هرمون الإستروجين في الدم حال عدم اكتمال حدوث الحمل لعدم حدوث التلقيح بين البويضة والحيوان المنوي، لكن إن نجحت عملية التلقيح وتخصيب البويضة فسوف يتم ملاحظة تحول الإفرازات المهبلية إلى قوام أكثر سماكة ذات لون أبيض واضحة بشكل كبير وتستمر لعدة أيام.
ويحدث هذا الأمر نتيجة لاستمرار ارتفاع مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون في الدم بعد التبويض، وقد يستمر ملاحظة هذه الإفرازات لمدة ثمانية أسابيع متواصلة، ولا يوجد أي داعي للقل ما دامت هذه الإفرازات غير مصحوبة برائحة كريهة أو شعور بالحكة أو الحرقة.
وهنا يجب العلم أن التغيرات الحادثة في الإفرازات المهبلية أو مخاط عنق الرحم ليست الطريقة الوحيدة الأكيدة للتيقّن من حدوث التخصيب والحمل أم لا، إلا أنه يتم تأكيد الأمر عبر إجراء اختبار الحمل المنزلي أو المعملي.
مع ضرورة التوجه للحصول على المساعدة الطبية حال ظهور أية مؤشرات لاحمرار المهبل أو حرقان أو الحكة المصاحبة للإفرازات المهبلية لمعالجة العدوى المُسببة لها.
تغيّرات الإفرازات المهبلية خلال الدورة الشهرية
يُمكن ملاحظة حدوث العديد من التغيّرات الملموسة في الإفرازات المهبلية خلال فترة الدورة الشهرية، وذلك على النحو الآتي:
قبل حدوث التبويض
عادةً ما تكون الإفرازات المهبلية قبل حدوث التبويض ذات قوام لزج للغاية، سميكة القوام، ذات لون أبيض واضح أو مائل للصفار قليلاً، ثم تتحول بمرور الأيام إلى اللون الأبيض الشفاف المُشابه للمياه.
أثناء عملية التبويض بالجسم
تتحول الإفرازات المهبلية خلال عملية التبويض إلى اللون الشفاف النقي فيما يُشبه بياض البيض، كما أنها تكون كثيرة ومستمرة لعدة أيام باستمرار فترة التبويض.
بعد انتهاء التبويض
يتم ملاحظة انخفاض معدل نزول الإفرازات المهبلية بعد انتهاء عملية التبويض تدريجياً، وتتميز خلال هذه الفترة بكونها لزجة للغاية وذات قوام سميك.
قبل موعد نزول الدورة الشهرية
عادةً ما تكون الأيام السابقة لموعد نزول دماء الدورة الشهرية هي الفترة الأكثر جفافاً وانخفاضاً في مستويات الإفرازات المهبلية، حيثُ يكون المهبل شبه جاف ولا يوجد به سوى كمية قليلة من الإفرازات البيضاء ذات القوام اللزج.
ما هي فوائد الإفرازات المهبلية المصاحبة للتبويض
يُمكن تعريف الإفرازات المهبلية على أنها الإفرازات الناتجة عن الغُدد المحيطة بمنطقة عنق الرحم داخل جسم المرأة، والتي يتم إفرازها خلال فترة الدورة الشهرية، حيثُ تختلف هذه الإفرازات في الشكل والكمية واللون والرائحة للعديد من الأسباب من بينها حدوث الحمل، وتتغير الإفرازات المهبلية وفقاً للتغيرات الهرمونية الحادثة في الجسم خلال الدورة الشهرية، وتتمثل أهم فوائدها لجسم المرأة في:
المحافظة على درجة رطوبة المهبل والرحم الداخلية، وحمايته من التعرض للجفاف.
توفير بيئة صحية آمنة خالية من عدوى الفطريات أو البكتيريا الضارة.
المحافظة على درجة حموضة المهبل في النطاق الطبيعي، مما يساعد في منع نمو وانتشار البكتيريا والفطريات بالجسم، لذا فهي عامل مهم للغاية في الوقاية من الأمراض والمشكلات الصحية المُصيبة للمهبل.
تؤدي الإفرازات المهبلية دور هام للغاية عملية التخصيب وحدوث الحمل، حيثُ تعمل على تسهيل انتقال الحيوانات المنوية إلى البويضة لإتمام عملية التخصيب، لذا يتم ملاحظة زيادة كمية الإفرازات المهبلية خلال فترة التبويض بصورة ملحوظة.
هل قلة الإفرازات بعد التبويض من علامات الحمل
نعم، تُعد قلة كمية الإفرازات المهبلية بعد حدوث التبويض من علامات الحمل، فمن الطبيعي زيادة الإفرازات المهبلية خلال عملية التبويض ثم تنخفض تدريجياً بسبب انخفاض هرمون الاستروجين في الجسم، وذلك وفقاً للمنحنى الطبيعي لحدوث الغيرات الهرمونية داخل الجسم خلال الدورة الشهرية.
إلا أنه حال حدوث الحمل فإن نسب الهرمونات في الجسم ترتفع بشكل ملحوظ، مما يؤدي لزيادة الإفرازات المهبلية، والتي عادةً ما تكون ذات لون شفافي مائي دون رائحة ملحوظة، كما يُمكن أن تكون الإفرازات مصحوبة ببعض قطرات الدماء البسيطة، ويجب استشارة الطبيب عند الشعور بحرقان في المهبل مصاحباً للإفرازات المهبلية بعد عملية التبويض.
أسباب إفرازات ما بعد التبويض
يعود ظهور الإفرازات المهبلية بعد فترة التبويض إلى قيام هرمون البروجيستيرون بتهيئة بطانة الرحم الداخلية لاستقبال البويضة المخصبة داخله خلال النصف الثاني من الدورة الشهرية، وحال لم تُخصب البويضة لا يتم زراعتها بل تتحلل، مما يؤدي لانخفاض مستويات هرمون البروجيستيرون، وبعد مرور 12 ـ 16 يوم فإن البويضة تخرج من الجسم مع الأنسجة من بطانة الرحم خارج الجسم، وذلك ما يُعرف بعملية الحيض التي تستمر لمدة ثلاثة إلى سبعة أيام، وقد يكون الحمل سبباً كبيراً بالفعل لظهور الإفرازات، كما تتضمن أسباب ظهورها:
استخدام المزلقات الجنسية أو الغسول المهبلي، فكلا الأمرين قادراً على تغيير قوام الإفرازات المهبلية وجعلها اكثر صعوبة وألما عن السابق، لذا لا يُنصح باستخدامهما.
الرضاعة الطبيعية للطفل من أهم العوامل المؤثرة على نزول الإفرازات المهبلية ومخاط عنق الرحم.
تؤدي الإصابة بالالتهابات المهبلية الناتجة عن الإصابة بإحدى العدوى الجنسية المنقولة والتهابات المهبل بالتأثير على الإفرازات المهبلية.
زيادة الوزن من العوامل شديدة التأثير في كمية ومظهر وقوام الإفرازات المهبلية بعد انتهاء فترة التبويض.
الخضوع للعمليات الجراحية في عنق الرحم من شأنها الإضرار بسلامة الغدد المسئولة عن إنتاج مخاط عنق الرحم.
قد يؤثر تناول بعض العلامات الخاصة بالخصوبة والحقن الهرمونية إلى حدوث تغييرات ملحوظة في إفرازات ما بعد التبويض، حيثُ يؤدي تناولها أو التوقف عنها فجأة إلى حدوث اختلافات بمخاط عنق الرحم.
إفرازات ما بعد التبويض التي تستدعي المراجعة الطبية
حال متابعة المرأة للدورة الطبيعية للإفرازات المهبلية بعد فترة التبويض لعدة أشهر للتعرف على حدوث الحمل فقد تلاحظ وجود إفرازات غير طبيعية، وحينها يكون الخيار الأول هو استشارة الطبي على الفور، فالإفرازات غير المعتادة قد تكون من أعراض الإصابة بالعدوى، كما يجب استشارة الطبيب في إحدى الحالات الآتية:
عند الشعور بحرقان في المهبل مصاحباً للإفرازات المهبلية بعد عملية التبويض.
حال ملاحظة وجود إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة.
حال ملاحظة إفرازات مهبلية ذات لون أصفر أو أخضر.
حال الشعور بألم خلال عملية التبول أو الشعور بالحكة.
أسئلة شائعة
ما علامات حدوث الحمل بعد الإباضة؟
ارتفاع درجة حرارة الجسم في الصباح، الشعور بثقل في أسفل البطن، زيادة الإفرازات المهبلية السميكة ذات اللون الأبيض دون رائحة أو حكة.
هل آلام الثدي من أعراض الحمل بعد الإباضة؟
نعم، يُمكن أن تكون آلام الثدي من الأعراض المبكرة للحمل، حيثُ تبدأ تهيئة لثدي لعملية الرضاعة الطبيعية بعد الولادة من خلال تدفق الهرمونات، فيزيد حجم الثدي وتتسع الحلمة وتصبح ذات لون داكن.
