تعرف على حكم الاحتفال باليوم الوطني في الدول المختلفة وذلك بعدما أصبح اليوم الوطني للبلاد أو العيد الوطني للدولة هو مناسبة سامية يفرح فيها الجميع ويحتفلون ويبتهجون مع إعطاء هذا اليوم كإجازة رسمية للعاملين والموظفين في البلاد، إلا أن الكثيرين قد يتساءلون عن حُكم الدين لٌسلمي الحنيف في هذا الأمر وما قاله علماء المسلمين بشأنه وذلك تفصيلاً ما سنعرضه إليكم في المقال الآتي من موقع مخزن المعلومات، فتابعونا.
حكم الاحتفال باليوم الوطني
إن الدين الإسلامي الحنيف قد ترك لنا المعايير التي يُمكن من خلالها قياس الحلال والحرام، وذلك في القرآن الكريم وسُنة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي قاله في حديثه الشريف: “إن الحلال بيّن وإن الحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه. ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله. وإذا فسدت فسد الجسد كله: ألا وهي القلب”.
ويتضح لنا من هذا الأمر أن ديننا الإسلامي الحنيف قد أمرنا بالاحتفال بعيد الفطر المبارك وعيد الأضحى المبارك وذلك ما أورده ابن القيم في قوله عن الأعياد: ” ما يعتاد مجيئه وقصده مِن مكان وزمان، فأما الزمان فكقوله صلى الله عليه وسلم: ” يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام”
وقد أوضح لنا الإمام ابن الباز ـ رحمه الله ـ أن الأعياد الوطنية من الأمور حديثة العهد المُحدثة في الدول العربية والتي يتم تقليدها تشبهاً بالغرب، لذا لا يجوز أن يقوم المرء المسلم بمخالفة شرع الله في أمر الأعياد واتباع أهل النفاق والكفر من الغرب.
فقد نهانا النبي الكريم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن تلك الأمور المحدثة في قوله “لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه” وهو الأمر الذي حدث بالفعل، فالكثير من المسلمين قد يقومون بتقليد أفكار اليهود والنصارى في المعاملات والأخلاقيات وهو أمر غير حميد على الإطلاق.
ومن هذا المنطلق نجد أنه لا يجوز أن يتم الاحتفال بالعيد الوطني ا الابتعاد عن كافة الأمور التي تُشبهنا باليهود والنصارى، فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم :” من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”.
حكم اليوم الوطني هيئة كبار العلماء
وفي سؤال أورده أحد الأشخاص على هيئة كبار العلماء حول حكم الاحتفال باليوم الوطني، فقد جاءت الإجابة أن هذا الأمر يُعد من البِدع ويكون فيه المسلم متشبهاً بالكفار لأنه يقلدهم فيما يفعلونه.
مع توضيح أن الاحتفال بهذه الأيام مثل يوم رأس السنة، يوم عيد ميلاد المسيح من البدع التي يجب أن يحمي كل مسلم ومسلمه نفسه من الوقوع بها حفاظاً على دينهم وعدم التشبه بالكفار.
حكم الاحتفال باليوم الوطني إسلام ويب
جاء تعبير حكم الاحتفال باليوم الوطني عبر موقع إسلام ويب على أنه أمر غير جائز شرعاً، لأن هذا الأمر دليلاً على إزالة حكم الظلمة والطغاة، وعلى الرغم من أن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ قام بفتح العديد من البلاد والغزوات ضد الطغاة، إلا أنه لم يتخذ يوماً محدداً للاحتفال بهذا الأمر.
ونحن القوم المسلمون أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ النبي الصادق الأمين نسير على نهجه ولا نخالفه في أمره ونهيه، وهذا ما فعله أصحاب النبي والسلف والتابعين وأتباع التابعين.
فقد شرع الله ـ عز وجل ـ لنا عيدين فقط للاحتفال بهم ونصل فيهم الأرحام ونقوم بالاحتفال وتهنئة بعضنا البعض هم العيد الأضحى وعيد الفطر المبارك، فقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم “قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذا اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر”
حكم الاحتفال باليوم الوطني إسلام سؤال وجواب
جاء الرد بشأن حكم الاحتفال باليوم الوطني من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة الشيخ ابن الباز على النحو التالي:
أولا : العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد إما بعود السنة أو الشهر أو الأسبوع أو نحو ذلك فالعيد يجمع أمورا منها : يوم عائد كيوم عيد الفطر ويوم الجمعة ، ومنها : الاجتماع في ذلك اليوم ، ومنها : الأعمال التي يقام بها في ذلك اليوم من عبادات وعادات .
ثانيا : ما كان من ذلك مقصودا به التنسك والتقرب أو التعظيم كسبا للأجر ، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو نحوه ممن طوائف الكفار فهو بدعة محدثة ممنوعة داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم ” من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ” رواه البخاري ومسلم ، مثال ذلك الاحتفال بعيد المولد وعيد الأم والعيد الوطني لما في الأولون إحداث عبادة لم يأذن بها الله ، وكما في ذلك التشبه بالنصارى ونحوهم من الكفرة ، ولما في الثاني والثالث من التشبه بالكفار ، وما كان المقصود منه تنظيم الأعمال مثلا لمصلحة الأمة وضبط أمورها كأسبوع المرور وتنظيم مواعيد الدراسة والاجتماع بالموظفين للعمل ونحو ذلك مما لا يفضي إلى التقرب به والعبادة والتعظيم بالأصالة ، فهو من البدع العادية التي لا يشملها قوله صلى الله عليه وسلم :” من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ” فلا حرج فيه بل يكون مشروعا . وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة الشيخ / ابن باز
حكم الاحتفال باليوم الوطني الشيخ المطلق
أبدى عضو هيئة كبار العلماء السعودية المستشار في الديوان الملكي الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد المطلق، إلى تذكر ما يمثله اليوم الوطني من نعمة كبيرة بدّل الله به أحوال الأمة السعودية من التشتت والتفرقة إلى الوحدة الوطنية والتعاون والاتحاد ورغد العيش والطمأنينة ، وذلك ما عبر عنه في كلمة إذاعية له بمناسبة ذكرى حلول اليوم الوطني ال ٨٩ في برنامجه الأسبوعي “استديو الجمعة” الذي يُعرض على إذاعة نداء الإسلام : “اليوم الوطني هذا يوم جمع الله فيه الكلمة في هذه البلاد، ووحدها الملك عبد العزيز”. مشيرًا إلى أن هذه البلاد كانت متفرقة ومشتتة، وكانت كل قرية كأنها حكومة تقاتل القرية الأخرى، وكان الناس متفرقين، لا يجمعهم دين، ولا يوحدهم كلمة، والعداوات منتشرة، وكان الجهل مخيمًا بأطنابه، والفقر ركز عقيرته في المجتمع، فوحد الله هذه البلاد على يد المؤسس -غفر الله له ورفع درجته- وانتشر العلم والثقافة”.
كما أضاف الشيخ المطلق المطلق: “أصبحت بلادنا في مقدمة الدول العربية تعليمًا واقتصادًا ووحدة وطنية.. فهذه ثمار الجهود المشكورة للملك عبدالعزيز ورجاله، فوحدت هذه السعودية كلها في هذا اليوم. وهذا اليوم يعتبر تذكره نعمة، يجب عندما نتذكره وعندما يمرّ بنا أن نشعر بحالة آبائنا وأجدادنا، ثم نشعر بما منّ الله به علينا بعد أن جمع الكلمة، ووحد الصف، ونذكر هذه النعمة ونبيّنها لأبنائنا وبناتنا حتى يعلموا النقلة العظمية التي نقلها الملك عبدالعزيز لنا، وانتقلنا بها من الحال القديمة المزرية التي كنا فيها عندما كان الناس يتقاتلون، القبيلة الواحدة تتقاتل، والثارات بينهم منتشرة، والجهل عام، وكان بعضنا يغترب للحصول على لقمة العيش، ويطلب الرزق في الهند وبعض دول الخليج ومصر والشام، والآن أصبح الناس يغتربون عندنا، ويطلبون الرزق في بلادنا.. فهذه نعمة”.
وتابع الشيخ المطلق حديثه قائلاً : “فتذكُّر هذا اليوم، وتذكُّر هذه النعم فيه، وزيادة حمد الله وشكره، أمر ينبغي أن نتمسك به، وأن نهتم به، وأن ننقله إلى أبنائنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا.. فإن شكر النعم وسيلة من دوامها وثباتها وزيادتها؛ قال تعالى {لئن شكرتم لأزيدنكم}”.
وفي ختام مقالنا أعزاءنا القراء نكون قد أوضحنا لكم حكم الاحتفال باليوم الوطني في الدول والبلاد المختلفة، وللمزيد من الموضوعات كونوا على متابعة دائمة لنا في الموقع مخزن المعلومات