يتضمن القرآن الكريم على العديد من العجائب والمعجزات، وفيما يلي سنقوم بذكر جميع تلك العجائب وهي على النحو التالي:
قصة سيدنا يونس
حذر الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد أن يتصف بصفات سيدنا يونس في عدم الصبر على الدعوة والشعور بالغضب والملل والضجر، حيث قام سيدنا يونس بترك قومه والذهاب إلى البحر ثم ركب في مركب وأثناء رحلته واجهته أمواج مرتفعة للغاية، وكانت تواجه المركب صعوبة في الحركة ولهذا السبب كان يجب نزول أحد الركاب في البحر.
فاتفق جميع الركاب على إجراء قرعة ومن يخرج اسمه يجب أن يلقي بنفسه في البحر، في أول مرة خرج اسم سيدنا يونس، ولكن أهل السفينة رفضوا إلقاؤه بسبب عمله الصالح ولكن خرج اسمه في المرة الثانية والثالثة، فاضطر ركاب السفينة إلقاء سيدنا يونس وبالفعل عندما سقط في البحر أمر الله حوت أن يبلع سيدنا يونس دون أن يكسر عظامه أو يفتت لحمه، فظل سيدنا يونس على قيد الحياة داخل الحوت، فأدرك وقتها سيدنا يونس فعله وأنه كان يوجد في ثلاث ظلمات، وهي ظلمة الليل والبحر وبطن الحوت، وبدا في ذكر الله سبحانه وتعالي ، وجاء قوله في القرآن الكريم حيث قال الله سبحانه وتعالي (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (سورة الأنبياء: آية 87).
واستجاب الله له وأمر الحوت أن يلقيه على الشاطئ، وكان سيدنا يونس ضعيف جدا ولهذا السبب أمر الله سبحانه وتعالي (فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ*وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِين)، حيث شجرة اليقطين وفرت لسيدنا يونس الطعام والشراب كما قامت بحمايته من الشمس، واحتمي سيدنا يونس بها حتى استرد عافيته من جديد، ثم ذهب سيدنا يونس إلى قومه مرة أخرى لإكمال دعوته فوجدهم بالفعل آمنوا به.
قصة ذبح سيدنا اسماعيل
عندما هاجر سيدنا إبراهيم وترك بلده، فدعا الله سبحانه وتعالى كثيرا أن يرزقه ذرية صالحة، وكان يبلغ خلال هذا الوقت ستة وثمانين سنة، فرزقه الله بالفعل بسيدنا إسماعيل، وكبر سيدنا إسماعيل وكان يسير مع والده في نشر الدعوة، ثم بعث الله رؤيا لسيدنا إبراهيم في منامه أن يقوم بذبح ابنه، وعندما بلغ سيدنا إبراهيم ابنه سماعيل أنه سوف يذبحه فرد عليه سيدنا إسماعيل حيث قال الله تعالى (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) وعنما بدا سيدنا إبراهيم في ذبح ابنه هنا أرسل الله سبحانه وتعالي كبش حتى يفدي سيدنا إسماعيل به.
أجمل قصص الأنبياء في القرآن
فيما يلي سنقوم بذكر أجمل قصص الأنبياء التي تحمل المعجزات على النحو التالي:
قصّة هدهد سليمان
نبي الله سليمان كان ملكاَ، وأثناء سفره مر بأرض قاحلة فسال عن الهدهد لأنه كان يمتلك القدرة على إيجاد الماء حتى ولو كانت تحت الأرض بمسافات بعيدة ولكنه لم يجده، فقال سيدنا سليمان أنه سوف يعذبه إلا إذا كان يمتلك عذر مقبول.
وبالفعل عندما رجع الهدهد قال إنه وجد مكان في اليمن تترأسه امرأة وليس رجلا، ويملكون المال وحصون كبيرة وجنود والعديد من الأسلحة، كما عرش ملكتهم كبير الحجم ومزين بالجواهر والذهب ولكنهم لا يعبدون الله سبحانه وتعالى بل يسجدون للشمس.
هنا قرر سيدنا سليمان أن يرسل رسالة إلى مملكة سبأ وخاصة لملكتهم بلقيس، وكان محتوى الرسالة أن تترك عبادة الشمس وتعبد الله سبحانه وتعالى فلما رأت الملكة بلقيس مدي حكمة وبلاغة الرسالة قامت بجمع جميع القادة وأخذت تشاورهم في الرسالة، واستقر الأمر أن تقوم بإرسال هدية كبيرة حتى تري رد فعل سيدنا سليمان عليها.
ولما حصل سيدنا سليمان على الهدية تأكد من قول الهدهد، ولكنه رفض الهدية وقام بدعوتها للاستسلام والا سوف يدخل بلدها بجيشه العظيم وسوف يخرج أهلها أذلة، وفي نفس الوقت سأل من يمتلك القدرة أن يأتي بعرشها قبل أن تأتي إليه مستسلمة، فأجابه الذي يمتلك علم من الكتاب أنه سوف يعمل على إحضار العرش دون أن يرتد طرف سيدنا سليمان إليه، وبالفعل جاء بالعرش ولكنه أمرهم أن يقوموا بوضع بعض التغييرات عليه، وعندما جاءت سألوها إذا كان هذا بالفعل عرشها فقالت إنه يشبه إلى حد كبير، فقالوا لها أنه يجب أن تدخل إلى القصر، ولكنها اعتقدت أن أرضه ماء ولهذا كشفت عن ساقيها إلا أنهم قالوا لها أنه زجاج، فهنا قررت الإيمان برسالة سيدنا سليمان وقالت ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)( سورة النمل : الآية 44)
قصة عزيز
كان عبداً صالحاً، ومن عادته اليومية أن يقوم بالخروج إلى البستان كل يوم ، وأثناء سيره في يوم ما قام باللجوء إلى قرية وكان بحوزته حماره وسلة من العنب وسلة من التين، فقام وقتها بإخراج وعاء وعمل على عصر العنب فيه ثم وضع فيه خبز ، ثم تمدد على ظهره ولاحظ البيوت الخربة وان جميع أهلها ماتوا ولم يتبق منهم إلا عظامهم فسال وقتها متعجبا(قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ) (سورة البقرة: الآية 259).
فأماته الله لمدة زمنية تصل إلى مئة عام ثم قام ببعثه مرة ثانية، فقام الله في البداية بخلق كل من قلب وعينيه حتى يتمكن من رؤية خلق بقية جسده ثم سأله الملك عن مدة الزمنية التي مات فيها، فرد العزيز وقال (قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ )( سورة البقرة : الآية 259)، ثم قال له الملك أنه يجب أن ينظر إلى كل من طعامه وشرابه الذي لم يحدث لهم أي تغيير، والى حماره الذي بليت جميع عظامه، ثم قام الملك بالنداء على العظام فاجتمعت من كل مكان ثم قام بكسوتها باللحم ثم انبت الشعر فوقها مرة أخرى وأخيرا نفخ فيها.
فنهق الحمار وظل يرفع رأسه إلى السماء لأنه كان يظن أن يوم القيامة قد جاء مرة أخرى، وعندما تمكن العزيز من رؤية جميع تلك الأشياء قال(فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)( سورة البقرة : الآية 259)
فوائد قصص القرآن
فيما يلي سنقوم بعرض جميع الفوائد التي تعود إلينا من قصص القرآن الكريم وهي على النحو التالي:
توضيح جميع القواعد الأساسية الخاصة بالدعوة إلى عبادة الله سبحانه وتعالى، كما تبين القصص جميع القواعد الخاصة بالرسائل السماوية التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على رسله وأنبيائه.
توضيح معاناة الأنبياء السابقين لسيدنا محمد وما تحملوه من مصاعب وشدائد في سبيل الدعوة.
إظهار البراهين لأهل الكتاب حتى يتيقنوا من صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه على علم كبير بأخبار الأنبياء السابقين.
تعلم العديد من الأمور المهمة في الحياة مثل قدرة التحمل على البلاء كما جاء في قصة سيدنا أيوب، أو امتلاك قدرة التحمل عن الشهوات مثل قصة سيدنا يوسف.
ضرورة الاقتداء بالأنبياء مما يساعد بصورة كبيرة على تنمية شخصية المسلم وذلك عن طريق فهم محتوي القصص القرآنية وتدبرها بصورة جيدة.