تشعر الأم الحامل بسعادة غامرة حال استشعارها لحركة الجنين للمرة الأولى، فهي لحظات لا يُمكن نسيانها في الأمومة، حيثُ تنتظر كل أم أن يتحرك جنينها حتى تطمئن عليه، فهل حركة الجنين فعلياً دليلاً على تمتعه بصحة جيدة ومستوى نشاط طبيعي، وهنا قد أجاب الأطباء على النحو الآتي:
نعم، قد تكون حركة الجنين دليلاً قوياً على صحته إن كانت ضمن المستويات الطبيعية للحركة، فليس معنى ذلك أن الحركة القوية أو العنيفة دليل على صحة الطفل الجيدة، ولكن الحركة الطبيعية التي تشعر بها الأم فيما يُشبه رفرفة الفراشات في البطن أو الارتعاش في أسفل البطن من حين إلى آخر مؤشر قوي على استقرار العلامات الحيوية للجنين في بطن الأم.
تختلف قدرة الأمهات على الشعور بحركة الجنين وفقاً لحركة الطفل، طبيعة جسم الأم، مرة الحمل الحالي هل هو الحمل الأول أم لا، حيثُ يبدأ الجنين فعلياً في الحركة داخل الرحم بدايةً من الأسبوع الثامن إلى الأسبوع الثاني عشر إلا أن الأم قد لا تشعر بحركة ملحوظة للجنين سوى عند الأسبوع السادس عشر وصولاً إلى الأسبوع الخامس والعشرين من الحمل أي مع نهاية الشهر الثالث وصولاً للشهر الخامس.
في بداية الشعور بحركة الجنين تكون الحركة بسيطة ولا يمكن الشعور بها بقوة خاصةً إن كان ذلك هو الحمل الأول للأم، إلا أنه بمرور أسابيع الحمل تصبح حركة الجنين أقوى ويُمكن الشعور بها بقوة.
أحياناً قد تلاحظ بعض الأمهات زيادة حركة الجنين في الرحم عن المعدل الطبيعي بمرور أسابيع الحمل وهو أمر طبيعي ليس له علاقة بمشكلات الحمل الصحية، وقد يكون دليلاً على صحة الجنين ونموه الجيّد.
أسباب زيادة حركة الجنين
أشارت العديد من الدراسات الطبية أن حال شعور الأم بزيادة حركة الجنين أحياناً، فإن هذا الشعور قد يعود إلى أي من الأسباب الآتية:
الحاجة الطبيعية للجنين إلى الحركة خلال التواجد داخل الرحم، فالحركة أمر ضروري حتى تنمو عظام الجنين وأعضاءه ومفاصل عظامه على نحو جيّد، وتكون حركته طبيعية صحية، لذا لا تستدعي حركة الجنين الطبيعية أي قلق.
تناول الحلويات والسكريات من أهم أسباب حركة الجنين وزيادتها، فحال تناول الأم للأطعمة السكرية ستلاحظ زيادة في معدل حركة ونشاط الجنين عن الطبيعي.
تناول المشروبات التي تحتوي على السكر أو الكافيين، فمشروبات الشاي، القهوة، العصائر المحلاة الغنية بالسكريات قادرة على جعل الجنين أكثر نشاطاً وحيوية، لذا فعادةً ما تنصح النساء الحوامل بالاعتدال في تناول السكريات وعدم الإكثار عن 200 مللجرام من الكافيين في اليوم الواحد.
شعور الأم الحامل بالجوع والحاجة لتناول الطعام من أهم مسببات حركة الجنين، فتزداد حركة الجنين تعبيراً عن الجوع بسبب انخفاض مستويات السكر في دم الجنين والحامل معاً.
قد يميل بعض الأجنة إلى الحركة الأكثر نشاطاً خلال أوقات محددة من اليوم، فبعض الأجنة قد ينشطون ليلاً في الساعات المتأخرة مساءً وبعضهم ينشط نهاراً بشكل ملحوظ.
يزداد شعور الأم الحامل بحركة الجنين حال اتخاذها لوضعية الاستلقاء، حيثُ يهدأ جسدها عن الحركة ويكون تركيزها بالكامل على حركة الجنين.
تعود حركة الجنين في أوقات كثيرة إلى كبر حجم الجنين وصغر حجم الرحم مع ازدياد نموه بمرور أسابيع الحمل، حيثُ تنخفض المساحة المسموح للجنين الحركة خلالها، خاصةً في الشهور الأخيرة من الحمل.
انفعالات الأم وشعورها بالعصبية من أبرز مُسببات حركة الجنين، فالعصبية الزائدة تؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون الأدرينالين في الدم، مما يؤثر على الجنين ويزيد من حركته داخل الرحم خاصةً حال توتر الأم وعصبيتها.
هل كثرة حركة الجنين أمر يستدعي القلق؟
عادة لا، لا تكون كثرة حركة الجنين أو زيادتها عن المعدل الطبيعي أمر يستدعي القلق، بل هو أمر طبيعي خلال شهور الحمل، إلا أنه هناك حالات قليل قد تكون خلالها حركة الجنين العنيفة أو القوية إشارة إلى بعض المضاعفات الصحية الخطيرة للأم، والتي ربما تعود إلى الأسباب الآتية:
التفاف الحبل السرّي حول الجنين، فقد تزيد حركة الجنين بشكل غير طبيعي خلال محاولته تحرير جسده عند حدوث التفاف للحبل الشري حول جسمه، وهذا أمر يحدث بصفة نادرة.
حجم الجنين الزائد عن المعدل الطبيعي من أهم أسباب زيادة حركته عن المعدل الطبيعي، فليس هناك علاقة بين زيادة حركة الجنين واقتراب موعد ولادته كما تعتقد الكثير من الأمهات.
هل كثرة حركة الجنين دليل على اقتراب الولادة؟
لا، لا تُعد زيادة حركة الجنين عن المعدل الطبيعي مؤشراً على اقتراب موعد الوضع واستعداد الجنين للولادة والخروج من رحم الأم كما هو سائد الاعتقاد، فالعديد من النساء قد تلاحظ انخفاض معدل نشاط الجنين في الرحم خلال الأيام السابقة للولادة، وذلك بسبب كبر حجمه وانخفاض مساحة الفراغ التي يُسمح له بالتحرك فيها داخل الرحم.
وهناك بعض الأجنة الذين يحافظون على مستويات نشاطهم الاعتيادية حتى قبل أيام من الولادة وهو أمر طبيعي، إلا أنه يجب استشارة الطبيب حال انخفاض حركة الجنين عن القدر الطبيعي.
هل الحركة تدل على جنس الجنين؟
لا، لا يُمكن الاعتماد على حركة الجنين ومستوى نشاطه للاستدلال على جنس الجنين كما هو سائد الاعتقاد في بعض الأقاويل الشعبية في البلدان العربية، والتي تذهب إلى أنه حال كانت حركة الجنين كثيرة فهو ولد، وإن كانت حركته قليلة فجنس المولود هو فتاة، وذلك الاعتقاد من الخرافات شائعة التواجد بين كبار السن ولا يُمكن الاعتماد عليها كوسيلة لتحديد جنس الجنين، فحركة الجنين تعتمد في أساسها على معدل نشاطه، صحة الأم، معدل نشاط الأم، وزن الأم، وزن الجنين، وضعية جسم الأم، النظام الغذائي للأم خلال شهور الحمل.
متى تبدأ الأم بالشعور بحركة الجنين؟
تُعد حركة الجنين من أهم المؤشرات الصحية الحيوية الدالة على صحته ومعدل نشاطه خلال تواجده في الرحم، وهي من علامات صحة الجنين وقوته، يبدأ الجنين في الحركة داخل الرحم بدايةً من الأسبوع الثامن إلى الأسبوع الثاني عشر إلا أن الأم قد لا تشعر بحركة ملحوظة للجنين إلا عند الأسبوع السادس عشر وصولاً إلى الأسبوع الخامس والعشرين من الحمل أي مع نهاية الشهر الثالث حتى الشهر الخامس.
علامات اقتراب موعد الولادة
هناك العديد من العلامات التي تشير إلى اقتراب موعد ولادة الجنين، ومن بينها:
بدء الجنين في اتخاذ وضعية النزول إلى الأسفل داخل الرحم، لتتجه رأسه نحو الحوض، ويزيد شعور الأم خلال هذه المرحلة بالحاجة المستمرة للتبول.
الشعور بارتخاء مفاصل الجسم، وذلك نتيجة لزيادة إفراز الهرمونات التي تهيأ جسم الأم للولادة والدخول في المخاض لخروج الجنين من الرحم.
بدء توسع عنق الرحم، يبدأ الرحم في التوسع والارتخاء طبيعياً قبل الولادة، حيثُ يترقق جداره ليتحمل ضغط خروج الجنين.
الشعور بآلام في الظهر وتشنجات في المفاصل، نتيجة لزيادة ضغط الجنين على الجزء السفلي من جسم الأم.
الشعور بالإجهاد الشديد والتعب وعدم القدرة على النوم بسبب ازدياد حجم البطن، الأرق الليلي، التفكير الذهني في الولادة، مما يعرض الأم لإجهاد نفسي وبدني وذهني كبير.
أهم علامات اقتراب موعد الولادة هو نزول ماء الجنين أو السائل الأمينوسي الذي يحيط بالجنين داخل الرحم.
أسئلة شائعة
متى تكون حركة الجنين غير طبيعية؟
تكون حركة الجنين غير طبيعية حال كانت قوية وعنيفة للغاية، أو قليلة بما لا يتيح للأم الشعور بها.
متى تزيد حركة الجنين في اي شهر؟
تزيد حركة الجنين بتطور أشهر الحمل وزيادة حجمه داخل الرحم، أي بدايةً من الشهر الخامس.
