ابحث عن أي موضوع يهمك
الصلاة عماد الدين وأساس قوامه وهي أول ما يُسأل العبد عنه يوم القيامة، لذا يحرص المسلمون على أن تكون صلاتهم صحيحة خالية من أي سهو أو خطأ، فهناك العديد من شروط صحة الصلاة التي يعلمها المسلم جيداً كضرورة استحضار النية والوضوء، ولكن يتساءل البعض عن هل يجوز الصلاة بملابس فيها رسومات حيوانات؟ أم لا، وماذا عمن صلى وعلى ملابسه صور لذوات الأرواح دون أن يعلم حُكمها شرعياً، فذلك ستجدونه تفصيلاً في الآتي:
إن الصلاة بملابس فيها صور للإنسان أو الحيوان أمر غير جائز وعلى صاحبة العالم بالأمر إثم على الرغم من صحة صلاته، كما أن الصلاة بملابس عليها رسومات لأشياء ليست من ذوات الأرواح كالأشياء التي يتم استخدامها (الهاتف ـ المنزل ـ الكاميرا) فهي أيضاً مكروهه وذلك لدورها في إلهاء المُصلي عن الخشوع في صلاته، لذا فإنه من الأفضل للمسلم الصلاة بملابس ليست عليها أية رسومات.
وفي حالة تغطية الرسومات الموجودة على الملابس للإنسان أو الحيوانات ببعض الملابس الأخرى بحيثُ تصبح غير ظاهرة للصلاة بها، وفي حالة استيفاء الصلاة لشروط صحتها فإن الصلاة صحيحة مع ثبوت الإثم على المسلم بسبب ارتداءه لهذه الملابس الموجود بها رسومات للحيوانات أو البشر أو الطير.
ويعني هذا الأمر إلى أنه لا يجوز الصلاة بالملابس التي بها رسومات مع تغطيتها بحيثُ تُمحى معالمها فيبقى الإثم على المسلم، لذا فإنه من الأفضل للمسلم أن يخلع أية ملابس عليها صور لذوات الأرواح بدلاً من تغطيتها.
يتوجب على الرجل والمرأة الالتزام باللباس الشرعي لصحة الصلاة، والذي يُشترط فيه رئيسياً أن يكون لباساً ساتراً للعورة، ويأتي ذلك من باب الحياء مع الله تعالى، فالصلاة هي موعد لقاء العبد بربه والتي يُشترط أن يكون المرء فيها في احسن حالاته، وذلك لما جاء في قول الله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ).
فيما يتعلق بملابس الرجل فيجب أن تكون ساترة لمنطقة العورة ما بين السرة والركبة، وملابس المرأة يتوجب أن تغطي كامل جسدها عدا الوجه والكفين فقط، وقد اختلف العلماء في شأن ستر قدمي المرأة خلال الصلاة إلا أنه من الأفضل تغطيتها، فيكون لباسها في الصلاة واسعاً فضفاضاً لا يصف ولا يشف ولا يبرز أي من معالم جسدها، وملابس الرجل يجب أن تكون طويلة فضفاضة وليست ضيقة أو قصيرة.
حينما سُئل الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ عن حُكم ارتداء الملابس التي عليها صورة لإنسان أو حيوان سواء كانت مطبوعة أم منسوخة أم مخيطة فقد قال:
جاء جواب الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ عندما سُئل عن حُكم إلباس الصبي صغير السن للثياب التي عليها صور لذوات الأرواح، على النحو الآتي:
” يقول أهل العلم : إنه يحرم إلباس الصبي ما يحرم إلباسه الكبير ، وما كان فيه صورة فإلباسه الكبير حرام ، فيكون إلباسه الصغير حراما أيضا ، وهو كذلك ، والذي ينبغي للمسلمين أن يقاطعوا مثل هذه الثياب وهذه الأحذية حتى لا يدخل علينا أهل الشر والفساد من هذه النواحي ، وهي إذا قوطعت فلن يجدوا سبيلا إلى إيصالها إلى هذه البلاد وتهوين أمرها بينهم ” “مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين”
جاءت إجابة الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ بشأن من صلى وهو مرتدياً ملابس عليها صور للإنسان أو ذوات الأرواح كالحيوان منسوخة أو مطبوعة، فقد جاء جوابه : ” إذا كان جاهلا فلا شيء عليه ، وإن كان عالما فإن صلاته صحيحة مع الإثم على أصح قولي العلماء رحمهم الله ، ومن العلماء من يقول : صلاته تبطل ، لأنه صلى في ثوب محرم عليه”.
فمن كان على غير علم بحُكم الأمر الشرعي فلا حرج ولا إثم عليه وتكون صلاته صحيحة، وإن كان عالماً بالأمر فصلاته صحيحة إلا أنه عليه إثم.
لذا على المسلم نزع أية صور للحيوانات أو طمسها من على الملابس بما يزيلها أو يغطيها أو يطمس معالمها بشكل تام لضمان صحة الصلاة، وإن صليّت بها فصلاتك صحيحة مع الإثم.
وحينما سُئل علماء اللجنة الدائمة للفتاوي بالأزهر الشريف عن حُكم الدخول إلى بيت الخلاء (دورة المياه) بثوب مدون عليه اسم الله؟ ، فجاءت إجابتهم بأن هذا الأمر مكروه في الدين ولا يجوز للمسلم تعمد فعله إلا في وجود حاجة ضرورية، وذلك لما في الأمر من امتهان لاسم الله تعالى.
الصلاة في مكان فيه صور لذوات الأرواح مثل البشر أو الطير أو الحيوانات هي أمر غير جائز وعلى صاحبة إثم في حالة علمه بالأمر، فلا يجوز الصلاة في مكان به صور لذوات الأرواح أو ارتداء ملابس عليها صور وذلك لما روّيَّ عن الإمام البخاري ومسلم عن أبي طلحة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم قال: (لا تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ)
المراجع