ابحث عن أي موضوع يهمك
هل يجوز صيام بعض أيام عشر ذي الحجة أم يجب صومها جميعها لكي يتحصل المسلم على الأجر والثواب كاملاً ذلك هو الموضوع الذي نجيبكم عنه في المقال التالي والذي نقدمه عبر مخزن، وذلك لما جعل الله تعالى للعمل الصالح والعبادة في هذه الأيام من فضل عظيم، وقد أقسم الله جل وعلا في كتابه العزيز بالليالي العشر من ذي الحجة حيث قال تعالى في سورة الفجر الآية 1، 2 (وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، وهل يوجد دليل على مدى عظمة وفضل هذه الأيام في الحياة أكثر من قسم الله سبحانه بها، وهو ما يجعل المسلمين يسارعون إلى أداء العمل الصالح بها ومنه الصوم.
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله (ما من أيامٍ العمل الصَالح فيها أفضلُ من أيامِ العشرِ، قيل: ولا الجهادُ في سبيل الله؟ قال: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ، إلَّا مَنْ عُقِرَ جَوَادهُ، وأُهْرِيقَ دمهُ)، والصوم بالأيام العشر من ذي الحجة سنة عن النبي الكريم حيث كان رسول الله حريصاً على صومها، وذلك لأنه من المستحب للعباد التقرب إلى الله سبحانه بصومها، وفي ذلك ورد عن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أنها قالت (أربعٌ لم يكن يدَعُهن رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: صيام يوم عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ، والركعتين قبل الغداة).
ولأن صوم الأيام العشر من ذي الحجة ليس فرض ولكنه نافلة فمن الممكن للمسلم أن يصوم البعض منها دون البعض الآخر، حيث يمكن صوم أول يومين وآخر يومين منها وما إلى نحو ذلك، فلا إثم على تاركها أو تارك بعضها، ولكن الأفضل صومها جميها في حالة الاستطاعة، واليوم التاسع من شهر ذي الحجة هو يوم عرفة، وللصيام به ثواب وأجر كبير حيث يكفر الله عنه عام ماضي وعام لاحق.
أما عن اليوم العاشر وهو يوم النحر الموافق اليوم الأول من عيد الأضحى فإن الصوم به محرم بإجماع قول علماء الإسلام، حيث إن الصوم في كل من اليوم الأول من عيد الفطر وعيد الأضحى حرام وغير جائز، وكذلك الصوم في أيام التشريق الثلاث وهو ما قد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال “إن أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل”.
للصيام في ذي الحجة فضائل عديدة حيث إن الأيام العشر الأولى منه هي أيام مباركة بالشريعة الإسلامية، وقد أوصى رسول الله صلى اللهع عليه وسلم المسلمين والمسلمات على اغتنامها في القيام بالأعمال الصالحة، ولم يقيد النبي الكريم الأعمال الصالحة على أحدها دون الآخر ولكن الأمر جاء مطلقاً يشمل الصوم والصلاة وقراءة القرآن وصلة الأرحام والحج وهو ما يشير إلى مدى فضل الجمع بين مختلف العبادات ومنها الصوم في ذي الحجة.
وعلى هذا النحو فإن العمل الصالح في الأيام العشر يمتد منذ أول اليوم إلى آخره، وأفضل العبادات التي يمكن إتيانها بنهارها هو الصوم، وتاسع أيام ذي الحجة هو يوم عرفة، وهو من أفضل الأيام التي يمكن للعبد الصوم بها وهو نافلة وليس فرض، ولكن لمدى ما له من فضل وأجر يسعى جميع المسلمين لصومه وهو ما قال به رسول الله صلى الله عليه وسلم (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ).
أجمع فقهاء الإسلام على أن الصوم في الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة مستحب، ولكن يستثنى منها اليوم الأول من أيام عيد الأضحى المبارك وهو يوم النحر، وعلى الرغم من ثبوت فضل صوم تلك الأيام التسع في الشريعة الإسلامية ولكن العلماء استدلوا بعموم أدلة فضل واستحباب الصوم في ذلك، فضلاً عن أن صوم النوافل من الأعمال الصالحة التي أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإتيانها والحرص عليها.
ويبدأ الصيام بالعشر من ذي الحجة منذ اليوم الأول بها أي ببداية الشهر، إلى تاسع يوم منه وهو يوم عرفة، ولا يتم صوم عاشر يوم، وقد قال بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما مِن أيَّامٍ العمَلُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللَّهِ مِن هذهِ الأيَّامِ العَشر)، كما يستحب في تلك الأيام إتيان الأعمال الصالحة الأخرى ومنها صلاة الفرائض والنوافل، والدعاء والذكر، وغيرها.
الصوم في الأيام التسع الأولى من شهر ذي الحجة يكون مثله مثل صوم غيره من الأيام الفرض أو النافلة، حيث يقوم المسلم بترك كل من الطعام والشراب وما إلى نحو ذلك، وهو ما يبدأ منذ مطلع الفجر وحتى غروب الشمس، مع أهمية استحضار نية الصوم، وهو ما يكون التقرب بعبادة الصوم إلى الله جل وعلا.
وقد استقر جمهور الفقهاء ومنهم الحنابلة والشافعية والحنفية إلى أن صوم العشر من ذي الحجة هو صوم تطوع والذي لا يشترط به أن يبيت المسلم النية من الليلة السابقة، ولكن حديث خلاف عندهم في مسألة الوقت الذي يجب أن يتم به تبيت النية، حيث ذهب الحنفية إلى امتداد ذلك الوقت للصخوة الكبرى أي نصف النهار، في حين قال الشافعية أن ذلك الوقت يمتد إلى قبل أن تزول الشمس، ولكن الحنابلة استقروا على أن تأخيرها يجوز لما يلي وقت الزوال.
وذلك على عكس المالكية إذ أنهم قد اشترطوا أهمية تبييت النية قبل أذان الفجر، ولكن وبشكل عام اشترط جمهور فقهاء الإسلام لكي يصح صوم التسع من ذي الحجة البعد عن جميع المفطرات قبل اتخاذ النية إذا ما تم تأخيرها لبعد أذان الفجر.
نوضح لكم في الفقرة الآتية أفضل الأعمال الصالحة التي يمكن إتيانها في الأيام العشر من شهر ذي الحجة:
- التكبير: هو أحد الأعمال المستحب القيام بها في الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، ويتم التكبير في كل وقت ومكان بصوت مرتفع في الطرقات والمنازل والمساجد.
- ذكر الله: من أفضل الأعمال التي يمكن القيام بها في شهر ذي الحجة الإكثار من ذكر الله بالتسبيح والتهليل والاستغفار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- الصدقة: حيث يكون في إخراج الضدقات للمساكين والفقراء فضل وأجر كبير وكذلك سداد دين الغير قادرين من المدينين.
- صلة الأرحام: عن طريق السؤال على الأهل والأقارب وزيارتهم.
- الصيام: من أفضل العبادات في التسع أيام الأولى من شهر ذي الخجة وخاصةً يوم عرفة ويكون لصائمها مكانة عالية عند الله عز وجل، وقد وعد الله المتقين الصائمين من عباده في ذلك اليوم بالمغفرة والعتق من النار.
- الحج: هو خامس أركان الإسلام، والعبادة الأعظم في شهر ذي الحجة التي يلقى العباد بها ربهم في بيته الحرام.
وبذلك نكون قد تعرفنا من خلال مقالنا على إجابة سؤال هل يجوز صيام بعض أيام عشر ذي الحجة الذي يتردد من قبل الكثير من المسلمين الراغبين في الفوز بأجر وثواب القيام بالأعمال الصالحة في تلك الأيام المباركة ومنها الصيام، وللاطلاع على تفاصيل أكثر حول هذه المسألة يمكنكم زيارة موضوعاتنا التالية في مخزن.