إن سورة العاديات من السور القرآنية الجميلة التي نزلت على نبينا صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وعلى الرغم من أنها سورة قصيرة بعدد آيات قليل، إلا أنها تحمل معانٍ عميقة تتناول موضوعات متعددة منها الحروب والصراعات وقوة الله وعظمته.، كما تركز أيضًا على فكرة العدل والمساواة في الحياة، وكيف أن الأعمال الصالحة والظالمة ستُجزى في النهاية، ومن المهم تعليمها وتفسيرها للأطفال الصغار، ولذلك نحن في هذا المقال عبر موقع مخزن سوف نقدم لكم تفسير شامل لها للأطفال.
يبدأ القسم بكلمة “وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا”، حيث يُشير الله -سبحانه وتعالى- بواو القسم إلى الخيول التي تُعدُّ، وبسبب حركتها يُصدر صوت الضبح عند تنفُّسها.
ثم يأتي التفسير لـ “(فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا)”، حيث يُقسِّم الله -عز وجل- بالخيول التي عندما تُضرب أرجُلها بالحجارة تتسبب في خروج شرر النار، وهي الموريات، أي المشعلات للنار.
“فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا”، الله -سبحانه وتعالى- يُقسم هنا بالخيول التي تقوم بالهجوم على الأعداء في الصباح.
ثم يأتي التفسير لـ “(فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا)”، حيث يُقسم الله -عز وجل- بالخيول عندما تثير الغبار أثناء تحركها.
“فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا”، يقسم الله -تبارك وتعالى- هنا بالخيول التي عندما تحمل الأشخاص الراكبين عليها، وعندما تصل بهم إلى وسط العدو، تُساعد في تشتيت صفوفهم وتفريقهم.
تفسير الآيات المتعلقة بالإنسان
“إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ”، حيث تشير هذه الآية إلى الإنسان الذي يجحد فضل ربه، ويظهر أنه ينكر نعم الله عليه، ويركز فقط على المصائب التي تلحق به، دون أن يُدرك النعم العظيمة التي منحها الله -عز وجل- له.
وتُوضح الآية الثانية “(وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ)” أن الإنسان يكون شاهدًا على نفسه بخصوص جحوده للنعم وتركه لذكرها، ولا يستطيع إنكار هذه الصفة لأنها ظاهرة بشكل واضح.
وفيما يلي الآية الثالثة “(وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ)”، تُظهر صفة أخرى في الإنسان حيث يُحب الخير بشدة، يعني هنا حب المال بشكل كبير.
“أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ”، هو سؤال من الله -تعالى- للإنسان، لا يحتاج إلى إجابة، ولكنه يهدف إلى تذكير الإنسان الذي يجحد نعم ربه، بحقيقة الموت والبعث بعد الموت، وهي حقيقة مخيفة قد تحث الإنسان على تصحيح سلوكه وتفكيره.
كلمة “بُعْثِر” تعني هنا “إعادة الحياة” أو “البعث” من أسفل إلى أعلى، ويقصد بها إحياء أصحاب القبور.
“(وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ)”، تعني أن الله سيجمع ويُحاسب الإنسان على ما كان يخفيه في قلبه من الصفات والأخلاق ليُحاسب عليها.
“(إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ)”، يوضح الله -تعالى- أن الشخص الذي يتأمل السؤال السابق سيدرك أن الله -عز وجل- هو الذي سيُحيي الموتى ويُخرجهم من القبور، وسيجمع كل ما يُخفى في نفوس البشر، إذ هو خبير بكل تفاصيل حياة الناس في كل الأوقات، وخبير بيوم البعث الذي ستحدث فيه كل هذه الأمور.
معلومات عن نزول سورة العاديات
فيما يلي سنوجز معلومات عن نزول تلك السورة:
ابن مسعود، جابر بن زيد، عطاء، الحسن، وعكرمة يرون أن سورة العاديات مكية.
أنس بن مالك، ابن عباس، وقتادة يرون أنها مدنية.
سبب النزول:
الرسول أرسل سرية لحي من كنانة وأمر المنذر بن عمرو الأنصاري بالمهمة.
التأخير في وصول الأخبار جعل المنافقين يشيعون شائعة بمقتلهم.
الله أنزل الآية (وَالعادِياتِ ضَبحاً) للإشارة إلى الخيول التي تمثل السرية المرسلة.
رواية عبد الغافر بن محمد الفارسي تُظهر أن رسول الله أرسل خيلا، وتأخرت الأخبار عنها لمدة شهر، فنزلت الآية للتعبير عن الانتظار والتشوق للأخبار.
معاني كلمات سورة العاديات
معاني الكلمات
التفسير
والعاديات
تقسيم بالخيل التي تعدو في الغزو.
ضَبْـحًا
صوت أنفاس الخيل عند عدوها.
فالموريات قدحا
الخيول التي تخرج النار من حوافرها.
فالمغيرات صُبْحا
الخيول المباغتة للعدو في الصباح.
فأثرْنَ به نقـْعا
تحريك الغبار عندما تهجن في الصبح.
فوسطن به جمعا
وصلت وسط الأعداء.
إن الإنسان
إجابة القسم، الإنسان بطبعه يكون كافورًا جحودًا، إلا من رحم الله.
لكنودٌ
يعني الكفور والجحود.
إنّه لحُبّ الخَيْر
يعني حب المال.
لشديدٌ
قوي في تحصيله المال ومُتعلّق به.
بُعْثِرَ
يعني أثير وأخرج ونثر.
حُصِّـل
يعني جمع وإظهار أو تمييز.
فضل سورة العاديات
فضل سورة العاديات:
فضلها وأثر قراءتها: الإشارات العديدة إلى فضل سورة العاديات تبرز أهميتها العظيمة في القراءة اليومية، حيث قال الإمام الباقر عليه السلام: “مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْعَادِيَاتِ وأَدْمَنَ قِرَاءَتَهَا بَعَثَهُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ مَعَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عليه السلام يَوْمَ الْقِيَامَةِ خَاصَّةً وكَانَ فِي حَجْرِهِ ورُفَقَائِهِ”.
هناك بعض الأحاديث المُضعفة أو المُكذوبة التي قد تذكر فضائل السورة، ولكن يُفضّل الالتفات إلى الأحاديث المعتبرة والموثوقة لتحديد فضلها وأثرها الفعلي
تأثير قراءتها على المظاهر الحياتية: وفقا لما قاله الإمام الصادق عليه السلام حول تأثير قراءة السورة في مواقف معينة مثل الخوف، الجوع، والعطش، وتسهيل قضاء الدين للمديون.
منهجية القراءة وثوابها: توضيح لقول النبي صلى الله عليه وسلم حول ثواب الصلاة بها في صلاة العشاء، وقدرتها على تسهيل قضاء الدين لمن أدمن قراءتها.
سبب تسمية سورة العاديات بهذا الاسم
سُميت سورة العاديات بهذا الاسم نظرًا لما جاءت به في بداية السورة، وقد وُجِدَت العاديات مكتوبة بدون الواو في النسخ القديمة للمصاحف كالقيروانية والتونسية والمشرقية، وكان هناك تسمية “والعاديات” في بعض كتب التفسير نظرًا لبداية السورة بقوله تعالى “وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا”.