مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

تفسير سورة البروج للاطفال

بواسطة: نشر في: 9 ديسمبر، 2022
مخزن

تفسير سورة البروج للاطفال

إليكم بالتفصيل تفسير سورة البروج للاطفال من موقع مخزن القرآن ، فمن رحمة الله ـ عز وجل ـ بعباده أن أرسل إلينا القرآن الكريم ليكون هدى وهداية لجميع المسلمين وصلاح لشئونهم وأحوالهم في الدنيا والآخرة، فمن اتبع القرآن هداه وأهداه في جميع شئونه، كما أن فهم آيات القرآن الكريم ليس مقتصراً على البالغين وكبار السن فقط بل هو ملائم لصغار السن أيضاً.

لذا على المرء المسلم تشجيع صغاره على حب كتاب الله وحفظ آياته وفهمها من خلال تبسيط وتيسير آياته ومعانيه إليهم بما يتلاءم مع عقولهم الصغيرة، حيثُ تدور سورة البروج بشكل عام حول حادثة أصحاب الأخدود وهم هؤلاء المسلمين الذين تمسكوا بدينهم الإسلام وعقيدتهم التوحيد وهو الأمر الذي أغضب الكافرين في زمانهم بشدة، مما دفعهم إلى شق الأرض وصُنع أخدود عظيم أشعلوا بداخله النيران ووضعوا داخله المؤمنين، ليحترق هؤلاء المسلمين بالنار على مرأى ومسمع الكافرين ممن شمتّوا في هذا المنظر القاسي.

ليتوعد الله ـ عز وجل ـ الكافرين ممن فعلوا هذا الأمر بالمؤمنين بالعذاب الشديد وجهنم جزاء ما فعلوا بالمؤمنين، وسيرزق الله المؤمنين الصابرين خير الجزاء وفوزاً عظيماً بالجنة في الآخرة ، وتنقسم سورة البروج إلى عدد من الآيات التي يُمكننا إيجاز تفسيرها على النحو الآتي:

(وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ (1) وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡمَوۡعُودِ (2) وَشَاهِدٖ وَمَشۡهُودٖ (3))

يُقسم الله ـ عز وجل ـ في الآية القرآنية الكريمة بالسماء وبروجها، أي ما يوجد فيها من نجوم عظيمة تُمثل منازل للكواكب التي تنزل منها خلال سيرها في الفضاء، كما أقسم الله تعالى باليوم الموعود أي يوم القيامة، كما جاء قسم الله تعالى بالملائكة وغيرهم ممن سيشهدون على الأشخاص والأفعال والأحداث في يوم القيامة العظيم، كما أقسم سبحانه بالناس والوقائع الذين سيتم الشهود عليهم.

( قُتِلَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡأُخۡدُودِ (4) ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلۡوَقُودِ (5) إِذۡ هُمۡ عَلَيۡهَا قُعُودٞ (6) وَهُمۡ عَلَىٰ مَا يَفۡعَلُونَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ شُهُودٞ (7) وَمَا نَقَمُواْ مِنۡهُمۡ إِلَّآ أَن يُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ (8) ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ (9))

هذا الأمر السابق هو ما أقسم الله ـ عز وجل ـ عليه في اآيات السابقة، والذي جاء في هيئة دعاء على الكافرين ممن حفروا الأخدود العظيم أشعلوا النيران فيه لحرق المؤمنين جزاء إيمانهم بالله تعالى، حيثُ تصور الآية الكريمة السابقة موقف الكافرين حينما جلسوا حول نار الأخدود يقومون بتعذيب المؤمنين ممن لا ذنب لهم سوى إيمانهم وتوحيدهم بالله تعالى، لينسى هؤلاء الظالمين أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ قادراً على تعذيبهم بنار جهنم جزاء كفرهم به وبطشهم بالمؤمنين.

فإن الله ـ سبحانه وتعالى ـ هو الوحيد المُستحق بالعبادة والتوحيد، فله سبحانه كل شيء في الكون من السموات والأرض، ووحده نطلع على ما في نفوس عباده، لذا فإن إيمان المسلمين بربهم هو الصواب، فكيف للكافرين تعذيب المؤمنين لإيمانهم بالله.

( إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَتُوبُواْ فَلَهُمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمۡ عَذَابُ ٱلۡحَرِيقِ (10) إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمۡ جَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡكَبِيرُ (11) )

توضح لنا الآية السابقة أن الكافرين قد حاولوا بشتى الطرق ردّ المؤمنين عن إيمانهم بالنيران والإحراق، إلا أن مصيرهم سيكون جهنم والاحتراق فيها خالدين كما فعلوا بالمؤمنين، وقد أوضح الله تعالى أن هذا المصير المُظلم قد يتغير في حال تراجع وتاب الكافرين عن أعمالهم، وكذلك يوضح الله تعالى جزاء المؤمنين ممن سبنعمون بالجنة وما يجري فيها من أنهار وما يوجد بها من قصور.

(إِنَّ بَطۡشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُۥ هُوَ يُبۡدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلۡوَدُودُ (14) ذُو ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡمَجِيدُ (15) فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ (16) )

تأتي الآية القرآنية السابقة تأكيداً على ما جاء سابقاً لها في الآيات من قدرة الله عز وجل على تعذيب الكافرين، فالله سبحانه وحده من بدأ الخلق وهو القادر على أخذ حياة الظالمين وإعادتهم مرة أخرى للحساب بعد الموت وذلك دليلاً على كمال قدرة الله، فالله يغفر الذنوب جميعاً لمن يشاء وهو صاحب الفضل والمُلك والعرش وحده دوناً عن جميع المخلوقات.

(هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلۡجُنُودِ (17) فِرۡعَوۡنَ وَثَمُودَ (18) بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي تَكۡذِيبٖ (19) وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِم مُّحِيطُۢ (20) بَلۡ هُوَ قُرۡءَانٞ مَّجِيدٞ (21) فِي لَوۡحٖ مَّحۡفُوظِۭ (22))

تأتي الآية القرآنية تذكيراً للنبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما جاء من تعذيب من الله عز وجل لمن كذبوا برُسله وأنبيائه السابقين ومثال عليهم فرعون وقوم ثمود الذين قاموا بتجنيد الجنود لمواجهة الدين ليكون الهلاك مصيرهم أجمعين، ثم الانتقال إلى واقع النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع قومه بما يكون فيه رسالة للنبي بأن النصر يأتي من الله تعالى وحده، مع وجود تهديد للكافرين من الوقوع في نفس مصير فرعون وقوم ثمود، فالله ـ عز وجل ـ قادر على الفتك بالكافرين، كما أنه سبحانه من أنزل آيات القرآن الكريم وجعلها في لوح محفوظ بقدرته، فلا يُمكن لأحد تقليد أو محاكاة القرآن على الإطلاق.

التعريف بسورة البروج

سورة البروج من السور المكية باتفاق علماء المسلمين، ويبلغ عدد آياتها اثنتان وعشرون آية، وتتناول سورة البروج قصة أصحاب الأخدود لتبين لنا مصير الكافرين ممن ظلموا المؤمنين بحرقهم ي الأخدود العظيم، كما تتناول السورة مظاهر قدرة الله ـ عز وجل ـ في كل شيء.

قصة سورة البروج

تناولت غالبية الآيات القرآنية الكريمة الواردة بسورة البروج قصة أصحاب الأخدود، وهم القوم الذين ادعة ملكهم أنه إله الكون ليؤمن به قومه ويعبدونه، ثم كان هناك فتى صغير هداه الله ـ عز وجل ـ للإيمان على يد راهب، ليأخذ الفتى يدعو قومه إلى ترك عباده الملك وعبادة الله تعالى، وما إن سمع الملك بهذا الأمر حتى حاول إبعاد الفتى عن الإيمان ودعوته له بالتعذيب، إلا أنه لم يجد من الفتى المؤمن سوى الصبر على التعذيب والصمود في سبيل الله تعالى.

وجد الملك أن هناك الكثير من الأشخاص ممن آمنوا بدعوة الفتى، فأراد الملك ردّهم عن دينهم ولم يجد وسيلة سوى أمر جنوده بحفر أخدود عظيم في الأرض وإشعال النيران به وإلقاء المؤمنين ممن رفضوا عبادته وعبدوا الله تعالى في في النيران، وعلى الرغم من تهديده لهم إلا أنهم قد تمسكوا بدينهم ولم يرتدوا عنه أبداً.

الدروس المُستفادة من سورة البروج للأطفال

بعد شرح سورة البروج يتضح لنا عدداً من الدروس الإيمانية المُستفادة منها، ومن بينها:

  • قام المؤمنين بالتضحية بنفوسهم في سبيل عقيدتهم وإيمانهم بالله تعالى، وذلك إيماناً ويقيناً منهم بأن الله تعالى سيعوضهم عما لاقوه من عذاب في الآخرة وسيكونوا خالدين في الجنة جزاء لإيمانهم.
  • في كل زمان ومكان سنجد وجوداً للشر والجبروت والطغيان، كما يوجد أتباع للشر والظلم ممن يمهدون له طريق الظلم ويدعمونه فيه ولا يرتدون عن دعمه أيما حدث حتى ينالوا رضا هذا الطاغي الظالم.
  • إلا أنه هناك أيضاً ثقة المؤمنين المطلقة في قدرة وعظمة الله عز وجل ـ فوحده سبحانه يُمكن الاستغناء به عن جميع المخلوقات، والثقة في قدرته العظيمة في النجاة بنا من الأقدار الصعبة وعبادته حق عبادة، فالمؤمن يُصر على قول الحق دون خشية من أي شيء سوى الله تعالى، فمن بذل وآمن وصبر في سبيل الله رزقه الله الخير والجنة من حيثُ لا يحتسب في الدنيا والآخرة.
تفسير سورة البروج للاطفال

جديد المواضيع