مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

تفسير أواخر سورة الكهف

بواسطة: نشر في: 8 نوفمبر، 2022
مخزن

تفسير أواخر سورة الكهف

إن الله – عز وجل- ختم سورة الكهف بمجموعة من الآيات العظيمة والمليئة بالكثير من الحكم والمواعظ، قلد حث سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- على قراءة هذه الآيات وحفظها لا سيما يوم الجمعة لأنها تعود على المسلمين بالنفع والخير، ففي السطور التالية سوف نوضح لكم تفسير هذه الآيات بالتفصيل للمساعدة على تدبرها:

توضيح جزاء الكافرين يوم القيامة

  • ذكر الله – سبحانه وتعالى- من الآية 100 حتى الآية 106 في سورة الكهف جزاء الكافرين في الآخرة وأن أعمالهم سوف تحبط.
  • ذلك لأنه اتبعوا أهوائهم وكانوا يمنّون على غيرهم عندما يفعلون المعروف، ولقد تبين هذا الأمر بالتحديد في الآيات الآتية:

(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)).

  • كما أنه – عز وجل- بين أن الكافرين سوف يكونوا بلا وزن ولا قدر يوم القيامة نظرًا لكثرة معاصيهم، ولتوهمهم الدائم أنهم على الحق في حين أنهم على الباطل، وكانوا لا يتبعون الحق ويتجنبونه استكبارًا منهم كما جاء في قوله تعالى:

(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105)).

  • فالكافرون هو من كذبوا بيوم القيامة والرسل والآيات، لذا لن يقبل الله أعمالهم وجعل جزاؤهم النار خالدين فيهم:

(ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106)).

  • ومن الجدير بالذكر أن القرطبي ذكر في تفسير أواخر سورة الكهف أن السبب وراء إحباط أعمال الكافرين هو فساد سعيهم، كما ذكر ابن عباس أن الكافرين شملو كفار مكة ومن كانوا يعبدون الأصنام، حيث كانوا يعملون أعمالًا يبتغون بها الربح ولكنها كانت ما تحقق سوى الخسارة الفادحة نتيجة لإصرارهم على الكفر.

إبراز جزاء المؤمنين في الآخرة

  • وضح الله – عز وجل- أيضًا في أواخر سورة الكهف جزاء المؤمنين يوم القيامة، حيث قال إنه جنة الفردوس والتي تعد من أحسن الجنان وأفضلها.
  • إذ سوف يجدون مطلقًا عنها تحولًا كما سيكون ليس لهم منزلًا بإذن الله إلا هي، كما جاء في قوله تعالى:

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلً (107)).

  • فجهنهم للكافرين كانت نزلًا بينما الجنة كانت نزلًا للمؤمنين، ويُشترط لدخول الجنة الإيمان إلى جانب العمل الصالح والإخلاص لله – سبحانه وتعالى-، والإيمان به وبرسله وكتبه وآياته والإقرار بوحدانيته.
  • كما يُشترط أن يرضى المؤمن بما منحه الله – تعالى- يوم القيامة من الفضل والنعيم، حيث سيكون مستقرًا ومكانه الجنة.
  • ويُجدر بالإشارة إلى أن الآية التي وردت فيها جزاء المؤمنين يوم القيامة جاءت ملائمة لما قبلها، إذ وصف الله – عز وجل- المؤمنين واستحقاقهم للفردوس كما وصف الكافرين وجزاءهم.
  • ففي هذه الآية تأكيدًا على أن الإيمان هو الذي يقوم نحو العمل الصالح والذي تتحقق من خلاله المصلحة والأجر العظيم.

بيان عجز الخلق عن إدراك قدرة الله

  • بينت أواخر ورة الكهف سعة علم الله – عز وجل- وقدرته فضلًا عن عدم قدرة الخلق على إحصاء مقدوراته، لا سيما في قوله تعالى:

(قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا).

  • ففي هذه الآية دلالة على أن الله – سبحانه وتعالى- أخبر رسوله سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- أنه لو كان البحر مثل الحبر وتم كتابة كلمات الله به فإنه سوف ينفذ.
  • كما أن الأقلام سوف تٌكسر مع بقاء كلمات الخالق – عز وجل- حتى وإن أتى الناس بالمزيد على هذه البحار وكذلك الأقلام.
  • فهنا علامة واضحة على سعة علم وقدرة الله – تعالى- وعلامة على عزمة وشأن القرآن، إذ إن البحار لن تكفي لكتابة كلماته وما عند الله حتى وإن جئ بمثله.

التأكيد على بشرية النبي

  • قال الله – عز وجل- في سورة الكهف:

(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).

  • وذلك ليؤكد على بشرية سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- حيث إنه لم يكن نورانيًا أو حتى إلهًا.
  • ولم يكن يملك نفعًا لنفسه ولا ضرًا، إذ ما ميزه عن غيره هو أن الله – عز وجل- أوحى إليه.
  • فلقد أتى ليبلغ الناس أن من يريد النجاة فعليه بالإيمان إلى أن يلقي الخالق – سبحانه وتعالى-.
  • كما عليه أن يخلص في العبادات ولا يؤديها برياء أو شرك، فالتوحيد هو المحور الوحيد للإسلام والعمل الصالح هو السبيل إلى النجاة في الآخرة.

فضل الأواخر من سورة الكهف

بعدما تعرفنا إلى تفسير أواخر سورة الكهف فإننا فيما يلي سوف نذكر لكم فضلهم:

  • الوقاية من فتنة المسيح الدجال.
  • معرفة العذاب الشديد الذي جهزه الله – عز وجل- لكل من كفر به، وعظيم الأجر والثواب لكل من آمن به.
  • إنزال السكينة على قلوب المسلمين، كما ذكر رسول الله – صلى الله عليه وسلم-:

“كانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الكَهْفِ وَعِنْدَهُ فَرَسٌ مَرْبُوطٌ بشَطَنَيْنِ، فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ فَجَعَلَتْ تَدُورُ وَتَدْنُو، وَجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ منها، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرَ ذلكَ له، فَقالَ: تِلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ.”.

  • معرفة النعم التي أنعمها الله – سبحانه وتعالى- على العباد الصالحين والاتعاظ بها.
  • إدراك أن كلمات الله هي الباقية والتي لا يمكنها أن تنفد.
  • تحديد أساس قبول الأعمال لدى الخالق – عز وجل- حيث إنه لا يقبل سوى العمل المخلص غير المبتدع ولا الذي لا يجعل الفرد يشرك معه مطلقًا أحدًا سواه.

التعريف بسورة الكهف

إليكم في النقاط التالية أهم المعلومات عن سورة الكهف:

  • هي من السورة المكية التي نزلة في مكة المكرمة على سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة.
  • إذ إنها نزلت بعد سورة الغاشية، وهي أيضًا من السور القرآنية التي افتتحت في بدايتها بحمد الله – تعالى.
  • أما عن ترتيبها في القرآن فإنها السورة 18 بعد سورة الإسراء، ويأتي بعدها سورة مريم.
  • ولقد احتلت موقعًا متميزًا للغاية في القرآن الكريم لأنها أتت في منتصف لا سيما في نهاية الجزء 15 وبداية الجزء 16.
  • وبالنسبة لعدد آياتها فإنه يبلغ 110 آية.
  • وهي تُصنف ضمن السور الجامعة أي التي يوجد بها مشاهد متنوعة من يوم القيامة وأخبار الأمم السابقين والقصص المختلف الدائرة عن العقيدة الإسلامية والتي تساهم في غرس الفكر السليم لدى المسلمين.

سبب نزول سورة الكهف

إن سبب نزول سورة الكهف على سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة يكون كالآتي:

  • قيام قريش بطرح بعض الأسئلة وبتحريض من اليهود على النبي – صلى الله عليه وسلم- وذلك لإحراجه واختباره.
  • حيث قال اليهود لعقبة بن أبي معيط وكذلك النضر بن الحارث وكما روى عبد الله بن عباس أن يسألوه عن ثلاث لأنه نبي مرسل ورجل متقول، وهم أمر الفتية الذين ذهبوا في الدهر الأول والرجل الذي طاف مشارق ومغارب الأرض وعن الروح.
  • فجاء الرد سريعًا من السماء عبر إنزال الله – عز وجل- لسورة الكهف.
تفسير أواخر سورة الكهف

جديد المواضيع