يمتلئ مخزون معلومات عن أبو بكر الصديق بالأخلاقيات والطباع السامية، فالصحابي الجليل أبو بكر الصديق هو أكثر الصحابة فضلًا وأقربهم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان ثاني اثنين في الغار، وبعدما توفي جاور قبره قبر أشرف الخلق، كان جميلًا في خَلقِه وخُلُقه فحفلت سيرته بالكثير من الإنجازات، لذا يعرض لكم موقع مخزن أهم ما احتوته سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
لُقّب أبو بكر بـ “الصدّيق” في العصر الجاهلي، ويعود ذلك إلى تصديقه للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في كل الأحوال، فهو أول من صدّقه من الرجال ودخل الإسلام، وهو أول من صدّقه في حادثة الإسراء والمعراج؛ لذا كانت له الكثير من الفضائل التي لم يقم بها أحد غيره.
نسبه هو عبدالله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب.
يلتقي نسبه مع الرسول في مرّة بن كعب.
اسم أمه هو سلمى بنت صخر، وكنيتها هي “أم الخير”.
كان يسمى في الجاهلية “عبد الكعبة” فقام النبي بتغيير اسمه إلى “عبد الله”.
كان له لقبين عند رسول الله هما الصدّيق، والعتيق؛ حيث إنه كان كثير التصديق للرسول، وكان جميل الوجه وكريمُه.
ولد أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- في ثالث سنة تلي ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة، وبعد سنتين و6 أشهر من عام الفيل.
هو أول الخلفاء الراشدين خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان مرافق له في الهجرة إلى المدينة وفي الغار.
صفات أبو بكر الصديق
كانت تحيط بأبي بكر الصدّيق -رضي الله عنه- بيئة فاسدة إلّا أنه حافظ على سلامة فطرته، فلم تؤثر به المنكرات من حوله كشرب الخمر، ومجالس اللهو، وقتل الأولاد مخافة الفقر، فله العديد من الصفات الجميلة خلقًا وخُلُقًا، والتي نذكرها في الآتي:
الصفات الخَلقية لأبي بكر الصديق
وصفت السيدة عائشة -رضي الله عنها- أبيها بمحاسن الصفات الخَلقية، فقد أوردت في حديثها الصفات التالية:
كان الصديق -رضي الله عنه- أبيض البشرة ويخالطها صفرة.
كان نحيفًا، ولحمه خفيف في جانبي وجهه.
تميزت قامته بالحُسن والجمال.
كان أجنأ؛ أي مائل الظهر قليلًا.
كانت ساقيه دقيقتين، وفخذيه ممحوصين؛ أي غليظين ولكن يقل اللحم فيهما.
له جبهة بارزة.
كان يقوم بتلوين الشيب في الرأس واللحية بالحناء والكتم.
الصفات الخُلُقية لأبي بكر الصديق
تأثر الصحابي الجليل أبو بكر الصديق بصفات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لكثرة مرافقته، حيث كانت صفاته محببة لمن حوله، وكريمة سامية تبعث الاطمئنان في نفس من يتعامل معه، ومنها:
الرحمة والرفق: كان الصدّيق يرحم الضعفاء والمساكين، وكان رقيق الطبع، ووصفه النبي -صلى الله عليه وسلم- بانه أرحم الناس بالأمة.
الصدق، والتواضع ولين الجانب.
الكرم والسخاء: كان القوم يحبّون مجالسة أبي بكر -رضي الله عنه- لأنه كان حسن المعاشرة لهم وكريمًا سخيًا رزين العقل.
الخشية والورع: من كثرة خشية الصدّيق كان غزير الدمعة في الصلاة، وكان ضميره متيقظًا، ومستشعرًا لمراقبة الله تعالى راجيًا رضاه.
الشجاعة: كان الصدّيق مقدامًا في الحروب والغزوات، وثابتًا وقت الجهاد في سبيل الله، ويضرب خير مثال في ذلك مواقفه بغزوتي أحد ويوم حنين.
المسابقة إلى فعل الخير: دائمً ما كان يهمّ سريعًا إلى فعل الخير والمعروف، فقد كان يجيب الرسول دائمًا بـ “أنا يا رسول الله” عند سؤاله عمّن صام أو تصدق أو غير ذلك من أعمال الخير.
ماذا قال الرسول عن أبو بكر الصديق
تسببت المواقف العظيمة لأبي بكر الصديق في مدح رسول الله له بأجلّ المعاني والكلمات، ويكفي ذكره في القرآن الكريم، كقوله تعالى: (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ)، وهما النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر -رضي الله عنه-، ومن أقوال النبي عن الصديق ما يلي:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَرْحَمُ أمَّتي بأُمَّتي أبو بكرٍ”،
فالصديق هو أكثر الناس رأفة ورفق، واجتمعت فيه الصفات الحميدة التي اشتهر بها، والتي غلب عليها العطف واللّين مع الصغير والكبير.
“قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ لي فيهم نَسَبًا، فائْتِ أبا بَكرٍ؛ فإنَّه أعلَمُ قُرَيشٍ بأنسابِها، فيُخلِّصُ لك نَسَبي”.
من الصفات المحببة إلى الناس في الصدّيق -رضي الله عنه- هي عدم إعابته للأنساب، وقد وصفه الرسول بأنه أعلم الناس وأنسبهم لقريش؛ فهو يعرف الخير والشر فيها.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِن أُمَّتي خَلِيلًا، لاتَّخَذْتُ أبا بَكْرٍ، ولَكِنْ أخِي وصاحِبِي”.
في هذا الحديث إيضاح بقول الرسول أنه لو كان أحد من الأمة يبلغ منزلة الخليل فهو أبو بكر، فمنزلة الخُلّة أعلى من منزلة المحبّة.
ماذا كان يعمل أبو بكر الصديق
كان عمل الصديق -رضي الله عنه- شريفًا وحلالًا، فهو لم يقرب الحرام لما يتصف به من حسن الخلق والدين والحياء، فلم يشرب خمرًا أو يسجد لصنمٍ قطّ، وله فضل كبير ومنزلة عظيمة.
عمل الصحابي الجليل أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- في مهنة التجارة.
فقد قال المفسر والفقيه ابن كثير عنه: “كان رجلاً تاجراً ذا خُلُق ومعروف، وكان رجالُ قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر: لعلمه وتجارته وحسن مجالسته”.
كان الصدّيق مرتحلًا بين البلاد، ويُنفق من ماله بسخاء، إلى جانب تواضعه، ففي مهنته أيضًا ظهرت طبائعه وأخلاقه السامية.
كما يعد أبو بكر الصديق أحد أشراف قريش المتواضعين، وله منزلة مرتفعة فيما بينهم.
تم توكيله على الديّات، وهو مما يدل على أمانته وصدقه.
مبايعة أبو بكر الصديق للخلافة
تمت مبايعة الصحابي الجليل أبي بكر الصدّيق بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان أول الخلفاء الراشدين الأربعة، وهم بالترتيب: أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب -رضوان الله عليهم-.
عندما انتقل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى دار الكرامة والجنة، اجتمع الأنصار بالمدينة، في مكان يسمى سقيفة بني ساعدة.
وأرادو أن تكون الإمامة معقودة لسعد بن عبادة، فوصل ذلك إلى أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- فتوجها إليهم.
وأخبرهم الصديق بقول الرسول صلى الله عليه وسلم “الأئمة من قريش”، فاطاعوا قوله ورجعوا إلى الحق.
ثم قاموا بمبايعة أبو بكر -رضي الله عنه- للخلافة يوم السقيفة، واجتمعوا على ذلك انقيادًا لقول رسول الله.
وكانت تلك البيعة الأولى التي ضمت كبار الصحابة وفضلائهم من المهاجرين والأنصار.
ثم في اليوم الثاني لوفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت البيعة العامة من الناس اجمعين.
كيف مات أبو بكر الصديق
توفي الصحابي أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- في السنة الثالثة عشرة من الهجرة، بيوم الإثنين في شهر جمادى الآخرة.
روت عائشة -رضي الله عنها- وفاته بأنه اغتسل وكان اليوم بارد، فمرض ولم يخرج إلى الصلاة لخمسة عشر يومًا.
أكثر صحابي ملازم له في المرض هو عثمان بن عفان رضي الله عنه.
تم دفنه بجوار رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن نزلوا إلى قبره هم: عمر، وعثمان بن عفان، وطلحة، وابنه عبدالرحمن -رضوان الله عليهم-.
وفي مبايعة من بعده كان قد اشتدّ به المرض، فأمر بجمع الناس قائلًا: “إنه قد نزل بي ما قد ترون، ولا أظنني إلا ميتاً لما بي.. فأمِّروا عليكم من أحببتم، فإنكم إن أمَّرتم في حياة مني كان أجدر أن لا تختلفوا بعدي”.
فكان مبدأ الشورى بين الصحابة خير حل لاختيار الخليفة من بعده، والذي اتفقوا فيه على الرجوع إلى رأي الصدّيق -رضي الله عنه-.
فوقع اختياره بعد مشاورة بعض الصحابة على عمر بن الخطاب، وقام الصديق بكتابة عهد ليُقرأ على الناس، اختتمه بقول “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.
ختامًا نكون قد ذكرنا بصورة شاملة معلومات عن أبو بكر الصديق والتي تضمنت أسمى المواقف والصفات، وعند الاطلاع على السيرة النبوية ومواقف الصحابة والتابعين فإننا نتعرف على الكثير من الفضائل، ويكون من الواجب علينا الاقتداء بهم، راجين لكم مزيدًا من العلم والمنفعة.
كما يمكنك الاطلاع عبر مخزن على المواضيع المشابهة التالية: