من هو ثاني الخلفاء الراشدين ، الخلفاء الراشدون الأربعة هم من العشرة الذين بشرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة، وهم بالترتيب أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضوان الله عليهم جميعاً، وتم تسميتهم بالخلفاء الراشدون لما تمتعوا به من حكمة ولما ساد فترة حكمهم من العدل وما حققته الدولة الإسلامية في عهدهم من اتساع وازدهار، نتعرف خلال هذا المقال على تفاصيل ومعلومات أكثر حول الخلفاء الراشدين وفترات حكمهم، نقدم لكم هذا المقال عبر مخزن المعلومات.
ثاني الخلفاء الراشدين هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولُقِب عمر بن الخطاب بالفاروق وذلك لعدله وحكمته أثناء فترة خلافته للمسلمين.
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديداً قوياً يخشاه الكفار، حيث كان من فرسان قريش الأشداء.
كان من أشد المحاربين لرسالة الإسلام ثم سمع بإسلام أخته فاطمة بنت الخطاب وزوجها فذهب عازماً على عقابهم ثم سمع القرآن فرق قلبه وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم معلناً إسلامه.
كان من أكثر الخلفاء زهداً فقد تصدق بنصف ماله لفقراء المسلمين، وكان طعامه من الخبز والزيت فقط.
كان مثالاً للعدل في الحكم، حيث يحكى أن أحد أبناء عمرو بن العاص وقت ولايته على مصر تسابق مع أحد الأقباط فسبقه القبطي، فضربه ابن العاص قائلاً “أتسبقني وأنا ابن الأكرمين؟”، فلما ذهب القبطي إلى عمر يشكو إليه؛ أرسل عمر في طلب عمرو بن العاص وأبنه فأتوا إلى مكة، فأعطى عمر السوط للقبطي وقال له: “أضرب أبن الأكرمين” فضربه القبطي حتى انتهى من ضربه فطلب منه عمر أن يضرب عمرو بن العاص نفسه وكان والي مصر فرفض القبطي وقال أنه اقتص ممن ضربه فقط فنظر عمر إلى عمرو بن العاص وقال مقولته الشهيرة:” متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟”.
في فترة خلافته اتسعت الدولة الإسلامية حيث تم فتح مصر وبيت المقدس وكان فتحهما نصراً كبيراً للمسلمين وأيضاً للأقباط الذين كانوا يتعرضون للاضطهاد في مصر وبيت المقدس.
روي عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”لو كان من بعدي نبيٌّ لكان عمرُ بنُ الخطابِ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من الحديث السابق يتضح أن عمر رضي الله عنه كان من أكثر الصحابة رضوان الله عليهم قرباً في صفاته للأنبياء، حيث كان يملك من العلم والحكمة والإيمان والتقوى ما جعله شخصية فذة لا تتكرر.
كان عمر رضي الله عنه أكثر الخلفاء تطبيقاً لمبدأ الشورى في خلافته حيث لم يكن متمسكاً برأيه ويعلم أن الصواب من الله فقط.
ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب
في بداية خلافته توجه عمر بن الخطاب بحديثه للمسلمين في أحد الخطب قائلاً:
“أيها الناس، إننا نستقبل من النوازل ما لم يكن مثلها في عهد رسول الله ولا نجد فيها حكماً في كتاب الله، فنقول برأينا وفهمنا لغايات الدين وصالح الرعية، وإنما الرأي كان من رسول الله مصيباً فإن الله كان يريه وقد انقطع الوحي.
فإذا رأينا رأياً فلا يقولن أحدكم هو حكم الله، فنكون كمن يتألى على الله ويزعم أن الله اختصه بعلمه ومقاصده دون الناس، فإن خالفته الرأي كأنك خالفت الله ثم لا يلبث أن يحكم عليك بالكفر، فإذا فعل ربما أباح دمك وتلك لعمر الله هي القاصمة المهلكة.
إلا أن الرأي مشترك، قد يختلف من رجل إلى رجل في المسألة الواحدة فقد يرى أحدنا اليوم رأياً ثم يرى خيراً منه فيرجع عنه ولذلك كانت الشورى أصوب للرأي، ولقد قضيت في مسألة برأيي فسمعت أحدهم يقول: “هذا رأي الله ورأي عمر” ولقد هممت أن أوجعه فلبئس ما قال، إنما هو رأي عمر، فإن يكن صواباً فمن الله وإن يكن خطأً فمن عُمَر.
أيها الناس، السنة ما سنه الله ورسوله فلا تجعلوا خطأ الرأي سنة للأمة.”
من الخطبة السابقة يتبين لنا حكمة عمر بن الخطاب في آراءه وأحكامه، فهو يعلم ويدرك أنه ليس بنبي أو رسول ولكنه عبد يتحرى الحق والصواب فيما يفعل فهو لا يوحى إليه، ورأيه في النهاية مجرد رأي قد يصيب وقد يخطأ.
يحذر عمر بن الخطاب في خطبته من خطر التألي على الله سبحانه وتعالى وادعاء العلم الكامل بأحكام الله، فيكون مخالفة أصحاب هذه الآراء مخالفة لله سبحانه وتعالى من وجهة نظرهم وهو ما قد يؤدي إلى تكفيرهم للشخص وإباحة دماؤه.
حدث ذلك فعلاً بعد وفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتولي عثمان بن عفان للخلافة، حيث اعترض الخوارج على بعض قرارات عثمان في الحكم وانتهوا إلى تكفيره وقتله.
كان أغلب الخوارج من حفظة القرآن الكريم واغتروا بحفظهم لكتاب الله فزايدوا بإيمانهم وعلمهم في الدين على عثمان رضي الله عنه وهو ذو النورين وأحد العشرة المبشرين بالجنة، فكفروه وقتلوه.
توفي عمر بن الخطاب رضي الله عنه مقتولاً على يد لؤلؤة المجوسي، حيث كان من المجوس الذين يضمرون كرهاً وحقداً على الإسلام وعلى عمر رضي الله عنه لما ألحقه بدولة الفرس من هزيمة.
استمرت فترة خلافة عمر رضي الله عنه 10 سنوات و 6 أشهر حيث تولى الخلافة في عام 13 هجرياً وتوفي في عام 23 هجرياً.
من هو ثاني الخلفاء الراشدين واحد المبشرين بالجنه
كما ذكرنا سابقاً فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو ثاني الخلفاء الراشدين وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.
والعشرة المبشرون بالجنة هم:
أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
عثمان بن عفان رضي الله عنه.
علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
الزبير بن العوام رضي الله عنه.
طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه.
عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.
سعيد بن زيد رضي الله عنه.
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه.
ترتيب الخلفاء الراشدين
فيما يلي ترتيب الخلفاء الراشدين رضي الله عنه حسب ترتيب توليهم للخلافة:
أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) وتولى الخلافة في 12 ربيع الأول عام 11 هـ وتوفي في 22 جمادي الآخر عام 13 هـ، .
عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وتولى الخلافة في 23 جمادي الآخر عام 13 هـ وتوفي في 26 ذو الحجة عام 23 هـ.
عثمان بن عفان (رضي الله عنه) وتولى الخلافة في 3 محرم عام 24 هـ وتوفي في 24 ذو الحجة عام 35 هـ.
علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) وتولى الخلافة في 25 ذو الحجة عام 35 هـ، وتوفي في 18 رمضان عام 40 هـ.
كم عدد الخلفاء الراشدين
الخلفاء الراشدون بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة هم أربعة :أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعاً.
يعتبر عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين رغم خلافته في عهد الدولة الأموية بعد عصر الخلافة الراشدة بزمن طويل، حيث كان ثامن الخلفاء الأمويين وتولى الخلافة من عام 99 هـ حتى عام 101 هـ.
يتم اعتبار عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين بسبب فترة خلافته التي ساد فيها العدل وبسبب حكمته الشديدة في الحكم وتشابه ملامح فترة ولايته للخلافة من عهود الخلفاء الراشدين.
كان عمر بن عبد العزيز زاهداً في الدنيا مثل الخلفاء الراشدين فبعد توليه الخلافة تنازل عن ماله لبيت المال وعاش فقيراً زاهداً.
يحكى عنه أن أحدهم حاول أن يهديه هدية فرفض، فتعجب الرجل وقال له أن الرسول والخلفاء الراشدين قبلوا الهدية فقال عمر: “إنها لأولئك هدية وهي لمن بعدهم رشوة”، وكانت الهدية بعض طبقاً من التفاح رفض أن يقبله رغم أن بيته كان يخلو من الطعام وقتها.
إلى هنا ينتهي مقال من هو ثاني الخلفاء الراشدين ، عرضنا خلال المقال تفاصيل ومعلومات أكثر حول الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه والذي كان ثاني الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة، نتمنى أن نكون قد حققنا لحضراتكم أكبر قدر من الإفادة.