هل يحتفل المسلم براس السنة الميلادية ؟ وما الأدلة الواردة في حكم الاحتفال؟ أوضحت لنا الشريعة الإسلامية كافة تفصيلات عباداتنا وحياتنا، وتضمنت التيسير في معرفة الأمور المباحة التي تكون سببًا في السعادة والاطمئنان، لذلك قبل الشروع في تطبيق أي فعل اختلف عليه العلماء ينبغي علينا الاطلاع على الأدلة والأحكام الواردة فيه، ورأس السنة الميلادية هو بمثابة عيد في الديانة المسيحية، وقد حدد الإسلام للمسلمين عيدين، لذا يعرض لكم موقع مخزن الإجابة الشاملة للتساؤل عن حكم الاحتفال بعيد غير المسلمين.
قبل الإقدام على المشاركة في أعياد غير المسلمين لا بد من التعرف على الحكم الشرعي لذلك، وموقف الإسلام من المشاركة فيه والتهنئة به، فراس السنة الميلادية هو يوم 1 يناير، ويتم الاحتفال في تمام الساعة الثانية عشرة أو منتصف الليل من اليوم الواحد والثلاثين من ديسمبر، وعلى المسلم التعرف على أسباب الاحتفال بهذا اليوم وإن كانت موافقة لتعاليم الدين الإسلامي أم لا؟
يعد الاحتفال برأس السنة الميلادية كما ذكر بعض علماء المسلمين بدعة ضالة؛ فلا يجوز للمسلم المشاركة في الاحتفال أو الطقوس المحددة لهذا اليوم.
كما لا يجوز الاعتقاد بأن من يدخل السنة الجديدة سعيدًا فسيظل سعيدًا دائمًا، ومن يدخلها حزينًا فسيلازمه الشقاء.
حيث إن السعادة والحزن أمور بيد الله عز وجل، فهو المقدر لكل شيء، ولسعادة الإنسان أو شقائه منذ تواجده في بطن أمه.
فدائمًا ما نسأل الله السعادة في جميع أيامنا،ومما يعيننا على الحصول عليها هو إرضاؤه عز وجل وعدم التعاون على الإثم.
وقد امتدح الله -عز وجل- من ترك شهود الزور في قوله: (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً) -سورة الفرقان آية 72-.
فالشهود هم من حضروا ورأوا أو سمعوا ليس إلا، فكيف بمن يوافق عمل الزور؟
وقد حددت الشريعة الإسلامية للأمة اجمل عيدين هما الفطر والأضحى، وفيهما الكثير من مظاهر الفرح والبهجة، والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم.
فضلًا عن أجر العبادة الكبير فيهما، والتكبير والحمد والصدقة وغير ذلك.
في قول آخر أباح دار الإفتاء في جمهورية مصر العربية المشاركة في الاحتفال برأس السنة الميلادية دون فعل ما يخالف تعاليم الشريعة الإسلامية، ودون الالتهاء عن العبادات.
أدلة على تحريم الاحتفال برأس السنة الميلادية
بعد التعرف على حكم الاحتفال برأس السنة الإسلامية وموقف الإسلام من ذلك، علينا التأكد من خلال الأدلة والبراهين في الشريعة الإسلامية،والتي تتفرع إلى الأدلة القرآنية، والسنة النبوية، وأقوال الصحابة، وأقوال بعض العلماء الموثوقين كابن عثيمين وابن القيم وابن باز، والإجماع بعدم احتفال السلف الصالح مع أهل الكتاب الذين عاشوا معهم منذ العصر الإسلام وحتى يومنا هذا، ومن الأدلة ما يلي:
الأدلة القرآنية الواردة في تحريم الاحتفال برأس السنة
ورد في القرآن الكريم الآيات المبطلة لاعتقاد المسيحيين بأن رأس السنة الميلادية هو اليوم الذي ولد فيه المسيح عيسى -عليه السلام- والذي أشركوا ألوهيته مع الله -سبحانه الواحد الأحد الذي لا شريك له-، ومنها الآتي:
في الآية السابقة نهي للمسلم عن المشاركة في الأمور الباطلة التي يرد جوازها، فلا يتعاون على إثم أو عدوان، بل عليه التعاون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتقوى واتباع ما يرضي ربه عز وجل.
قال تعالى: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) -سورة يوسف آية 103-.
أدلة من السنة على عدم جواز الاحتفال برأس السنة
جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “لتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن كان قَبلَكم شِبرًا بشِبرٍ، وذِراعًا بذِراعٍ، حتى لو دخَلوا جُحرَ ضَبٍّ لدخَلتُموه” (صحيح)
أنعم الله على المسلمين بالهويّة التي تميّزهم وتفضّلهم عن غيرهم، وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من اتباع أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وفي الحديث يخبر عن حالهم في زمان يأتي عليهم يتبعون الأهواء والبدع.
جاء في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قوله -صلى الله عليه وسلم-: “ما هذانِ اليومانِ؟ قالوا: كنَّا نلعَبُ فيهما في الجاهليَّةِ، فقال: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قد أبدَلكم بهما خيرًا منهما: يومَ الأَضْحى، ويومَ الفِطْرِ” (صحيح)
فالشريعة الدينية تتضمن أعياد المسلمين الفطر والأضحى، فهما يومين للفرح والسعادة بما لا يغضب الله عز وجل، ويتم فيهما حمد الله تعالى وشكره والتكبير.
سبب الاحتفال برأس السنة الميلادية
يعود السبب في الاحتفال برأس العام الميلادي إلى الثقافة التاريخية المعتقد بها في ديانات أخرى، وفي العديد من البلدان الأوروبية.
يتم الاحتفال برأس السنة الميلادية كذكرى لختان يسوع في الديانة المسيحية والنصرانية.
كما تحتفل به الكنيسة الرومانية الكاثوليكية كذكرى مريم والدة يسوع.
كما كان ظهور الأول من يناير في التقويم اليولياني كأول يوم في العام سنة 45 ق.م.
وقد قام بتحديده يوليوس قيصر في روما.
يتخذ الأشخاص الذين يحتفلون برأس السنة الميلادية قرارات لتطبيقها في العام الجديد، ويكون مبعثًا لفرحتهم بمظاهر الاحتفال.
لماذا لا نحتفل برأس السنة الميلادية
كلمة كريسماس التي يتم إطلاقها على الاحتفال برأس السنة الميلادية معناها مولد السيد المسيح، وأتباع الديانة المسيحية يقصدون بها ميلاد ابن الله، وهذا المعنى باطل فرب العالمين (لم يلد ولم يولد)، ولا شريك له سبحانه في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه وصفاته، وعند التساؤل عن أسباب تحريم الاحتفال أو التهنئة بهذا اليوم فإن الإجابة تتضمن الأمور التالية:
في الاحتفال برأس السنة الميلادية أو الكريسماس مساندة لما يدخل في الشرك الأكبر في الإسلام.
وهو الاعتقاد بأن لله سبحانه ولد، وهذا شرك أكبر مخرج من الملة.
وردت آيات قرآنية كثيرة أحاديث نبوية شريفة على عدم اتباع الكفار والتعاون على الإثم والعدوان.
كما جاء في عدم جواز الاحتفال محل إجماع علماء الشريعة الإسلامية، ولم يرد أن احتفل السلف الصالح بأعياد النصارى أو قاموا بتقديم التهاني لهم.
ذكر ابن باز تحذير رسول الله -صلى الله عليه وسلم-من مشابهة النصارى أو اليهود وأخلاقهم، فمن تشبه بقوم فهو منهم.
التهنئة برأس السنة الميلادية هي دلالة على الرضا بالباطل، كما قد يسحب صاحبه إلى الكفر والعياذ بالله.
ولقول ابن القيم -رحمه الله- في كتاب أحكام أهل الذمة بعدم جواز مساعدتهم على إظهار العيد أو ممالاة المسلمين لهم، أو حضور مظاهرهم.
وقد ذكر بأن الأئمة الأربعة اتفقوا على لك في كتبهم، واستنادًا غلى أقوال أهل العلم.
رأس السنة الميلادية
إن رأس السنة الميلادية هو اليوم الأول في العام الجديد، والذي يوافق الأول من يناير، يبدأ الاحتفال به في كثير من البلدان بدءًا من منتصف الليل، وفيه العديد من المظاهر والطقوس، وتم اعتباره يوم عطلة في جميع أنحاء العالم.
قام الرومان بتخصيص يوم رأس السنة الميلادية لإله الأبواب والبدايات لديهم المسمى جانوس.
يستخدم كثير من البلدان التقويم الميلادي المسمى بالغريغوري، أو المسيحي، أو النصراني، أو الغربي.
ويبدأون عدّ السنين فيه منذ ولادة يسوع لديهم، وهو النبي عيسى -عليه السلام- في الشريعة الإسلامية.
ذكر في بعض المصادر بأن الذي بدأ عدّها هو راهبأرمني يدعى دنسيوس الصغير.
قد قام بتسمية التقويم بالغريغوري نسبة إلى البابا غريغوريوس.
واليوم الرابع عشر من يناير في التقويم الميلادي يطابق الأول من يناير في التقويم اليولياني.
من مظاهر الاحتفال في رأس السنة الميلادية:
تبادل الهدايا والتهاني بين الكبار والصغار.
وضع شجرة ترمز إلى الكريسماس،
إطلاق الألعاب النارية في السماء ليلًا.
إقامة الاحتفالات والتجمعات بين العائلات والأصدقاء.
شراء كعكة وتعليق أضواء كثيرة في المنزل للاحتفال.
بهذا نكون قد اجبنا لكم على ” هل يحتفل المسلم براس السنة الميلادية ؟” إلى جانب الاستشهاد بالأدلة الصحيحة، وذكرنا لكم نبذة عن التقويم الميلادي وراس السنة الميلادية ومعتقدات الاحتفال بها، ومظاهرها، ونحمد الله دائمًا على نعمة الإسلام، ونسأله الهداية والسداد.
كما يمكنك الاطلاع عبر مخزن على المواضيع المشابهة التالية: