مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

قصة عن عجائب الدعاء

بواسطة: نشر في: 14 مايو، 2023
مخزن

قصة عن عجائب الدعاء نعرضها في مخزن حيث إن استجابة الله للدعاء هو أمر وعد عباده به سبحانه، وحاشاه جل وعلا أن يخلف وعده، وفي ذلك يقول تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، (البقرة:186).

قصة عن عجائب الدعاء

كان صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم من النماذج العملية التي تؤكد على مدى كرم الله سبحانه في إجابة دعائهم؛ وهو ما يرجه لمدى صدق إيمانهم وحسن يقينهم بالله وتوكلهم عليه، ومن قصص استجابة الله لدعائهم ما يلي:

سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

كان هناك رجلاً ينال من الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويشتمه؛ فساءه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن ذلك ونهاه، ولكنه لم ينته وأصر على ذلك القبيح من الأفعال، فدعا سعد رضي الله عنه عليه، فلم يبرح مكانه إلى أن أتى بعير هائج فخبطه فمات.

شاهد أيضًا: قصص عن دعوة المظلوم

أُبي بن كعب رضي الله عنه

خرج أُبي بن كعب رضي الله عنه مع كتيبة يقودها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان أبي بن كعب بمؤخرة القوم بصحبة عبد الله بن عباس رضي الله عنه، وقد هاجت سحابة فدعا أبي بن كعب قائلًا: “اللهم اصرف عنا أذاها”، وحينما وصلوا إلى مقدمة القوم وجدوهم ابتلت رحالهم والمتاع التي تحملها.

وعندها اندهش عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ عندما وجد متاع مؤخرة القوم وكان لم يصبه أي شيء من المطر، فقال له ابن عباس: “إن أبي بن كعب دعا فقال: اللهم اصرف عنا أذاها”، فرد عمر قائلًا: “فهلا دعوتم لنا معكم”.

شاهد أيضًا: قصص عن التوبة

سعيد بن زيد رضي الله عنه

يقول سعيد بن زيد رضي الله عنه (إنَّ أَرْوَى خَاصَمَتْهُ في بَعْضِ دَارِهِ، فَقالَ: دَعُوهَا وإيَّاهَا، فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأرْضِ بغيرِ حَقِّهِ، طُوِّقَهُ في سَبْعِ أَرَضِينَ يَومَ القِيَامَةِ، اللَّهُمَّ، إنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فأعْمِ بَصَرَهَا، وَاجْعَلْ قَبْرَهَا في دَارِهَا، قالَ: فَرَأَيْتُهَا عَمْيَاءَ تَلْتَمِسُ الجُدُرَ تَقُولُ: أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعِيدِ بنِ زَيْدٍ، فَبيْنَما هي تَمْشِي في الدَّارِ مَرَّتْ علَى بئْرٍ في الدَّارِ، فَوَقَعَتْ فِيهَا، فَكَانَتْ قَبْرَهَا).

عجائب قدرة الله في استجابة الدعاء

إن إجابة الدعاء لم تقتصر على جيل دون جيل، أو زمان دون آخر، حيث إن فضل الله تعالى عميم وكرمه سبحانه عظيم، ومن أجمل قصص إجابة الدعاء بزماننا هذا ما يلي:

امرأة تقع على الأرض فتفقد بصرها

وقعت امرأة على الأرض لأنها كانت فاقدة البصر، وقد حزنت لذلك حزنا شديداً، فتوجهت إلى بيت الله الحرام، وأخذت تدعو الله جل وعلا بإلحاح دعاء المضطرين، فما هي سوى دقائق إلى أن أغشي عليها وهي تطوف، وحين فاقت بعد وقت، وجدت نفسها تبصر ثانيةً، فحمدت الله سبحانه على ذلك حمداً كثيراً.

إذا أعطى أدهش

تروي إحدى النساء أن أخاها وزوجته أمر الله ألا يرزقوا الذرية لمدة عشر أعوام؛ ولكنهم لم يفقدوا أبدًا الأمل في الله، فألحوا بالدعاء على الله وتحروا أوقات استجابة الدعاء، وأكثر دعائهم كان (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً)، فلم يخيب تعالى رجاءهم، وقد رزقهم بتوأم ولد وبنت، ثم رزقوا ببنت أخرى بعدها وذلك هو فضل الله الذي يؤتيه من يشاء من عباده.

أقرأ أيضًا: قصص عن دروس الحياة

علامات استجابة الدعاء

ليس هناك نصوص شرعيّة تدل على علامات استجابة الدعاء، ولكن ما ذكره العلماء بكتبهم استنبطوه من تجارب الصالحين، حيث ذكر الإمام الشوكاني رحمة الله عليه ” وَهَذِه العلامات الَّتِي ذكرهَا المُصَنّف هِيَ تجريبية، فَلَا تحْتَاج إِلَى الِاسْتِدْلَال عَلَيْهَا، وكل فَرد من أَفْرَاد الداعين إِذا حصل لَهُ الْقبُول وتفضل الله عَلَيْهِ بالإجابة لَا بُد أَن يجد شَيْئا من ذَلِك…”، ويجب على المؤمن الدعاء لله وبداخله يقينٌ أنّ الله تعالى سوف يستجيب له، ومن العلامات التي أوردها العُلماء بكتبهم الدالة على إجابة الدُّعاء ما يلي:

  • البُكاء والخشية وسُكون القلب فيما بعد، وكثرة الحمد، والإقبال على الطَّاعات، كأن يقول المسلم: “الْحَمد لله الَّذِي بنعمته تتمّ الصَّالِحَات”.
  • الشُّعور بِصفاء ونقاء القلب، والشُّعور بزوال الهُموم، وانشراح الصَّدر وتحقُّق الطمأنينة بعد الدُّعاء.
  • الرِّقة والخشية من آثار استجابة الدُّعاء، مع وجل القلب ودمع العينين.
  • شُعور الإنسان بالحقِّ ظاهرياً والنَّشاط داخلياً، إلى أن يظن أنه كان على كاهله حملاً ثقيلاً ولكنه وُضِع عنه.

أسباب استجابة الدُّعاء

هناك الكثير من الأسباب المؤدية لاستجابة الدُّعاء، ومنها التالي:

  • البدء في الثَّناء على الله سبحانه، والاستغفار، ثم الصَّلاة على الرسول عليه الصّلاةُ والسلام، يليه دعاء العبد بما شاء، لِقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا صلَّى أحدُكُم فليبدَأْ بتحميدِ اللَّهِ تعالى والثَّناءِ عليهِ ثمَّ ليُصَلِّ عَلى النَّبيِّ ثُمَّ ليدْعُ بعدُ بما شاءَ)، ويجوز كذلك أن تكون الصَّلاة على الرسول عليه الصلاةُ والسلام سواء قبل أو بعد الدُّعاء؛ حيث إن الصَّلاة عليه هي دُعاءٌ مُستجابٌ لا محالة.
  • الصَّوم، حيث ذكر سبحانه آية الدُّعاء ما بين آيات الصِّيام؛ وهو ما يؤكِّد الصِّلة الوثيقة التي تربط بينهما، لِقول الله تعالى في سورة البقرة الآية 186(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
  • الدُّعاء بظهر الغيب للآخرين، لِقول الرسول عليه الصَّلاةُ والسَّلام (إذا دعا الغائبُ لغائبٍ، قال له الملَكُ: و لك مثلُ ذلك).
  • التعلُّق بالله جل وعلا وخُشوع القلب حين الدُّعاء.
  • تحري أماكن وأوقات استجابة الدُّعاء، والتي أتت الأدلَّة التي تُبين استجابة الدُّعاء بها؛ كيوم عرفة، وليلة القدر، والسَّاعة التي تكون بيوم الجُمعة، لِقول الرسول عليه الصَّلاةُ والسَّلام (فِي يَومِ الجُمُعَةِ ساعَةٌ، لا يُوافِقُها مُسْلِمٌ، وهو قائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا إلَّا أعْطاهُ وقالَ بيَدِهِ، قُلْنا: يُقَلِّلُها، يُزَهِّدُها).
  • الدُّعاء كذلك بجوف الَّليل، وبعد الانتهاء من الصَّلوات المفروضة، وحين السُّجود، لِقول الرسول عليه الصَّلاةُ والسَّلام (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ)
  • والدُّعاء عقب الوضوء، ودعاء المُسافر والصَّائم، وما بين الأذان والإقامة، وحين الأذان وعند نُزول المطر، وفور الاستيقاظ من النَّوم، وبأماكن المشاعر الطَّاهرة؛ مثل الكعبة المُشرَّفة والبيت الحرام، ومقام إبراهيم، والصَفا والمروة، وعند الجمرات بيوم النَّحر، وعند شرب زمزم.

أسباب عدم استجابة الدعاء

هناك الكثير من الأسباب تحول ما بين العبد واستجابة الله جل وعلا لِدُعائه، والتي ينبغي على المُسلم أن يبتعد عنها لكي يُقبل دُعاؤه، ومنها ما التالي:

  • الأكل من الحرام، وهو ما قال به رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).
  • الغفلة بالقلب، مع الإصرار على الذُّنوب والمعاصي، وأتى عن بعض السَّلف أنهم قالوا “لا تستبطئ الإجابة وقد سَدَدْت طرقها بالمعاصي”.
  • عدم التَّواضع خلال الدُّعاء، أو الأخذ بآداب الدُّعاء؛ مثل استعجال الإجابة، أو ترك الدُّعاء، وترك ما أوجبه الإسلامُ على المسلم من واجبات، لِقول الرسول صلى الله عليه وسلم (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقابًا منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم)، والأمر بالمُنكر، والسُكوت عنه، والنهي عن المعروف.
  • الدُّعاء بقطيعةِ رحمِ أو إثم، وعدم الإيمان بالقَدَر.

الأسئلة الشائعة

ما هو الدعاء الذي يحقق المستحيل؟

اللهم يا سميع يا بصير يا من هو على كل شيء قدير.

قصة عن عجائب الدعاء

جديد المواضيع