ابحث عن أي موضوع يهمك
هناك الكثير من قصص الحوقلة التي سردها المسلمين ممن اعتادوا على ذكر الله وقول لا حول ولا قوة إلا بالله في كل وقت وحين، وفي السراء والضراء، حيث إن لذكر الله في حياة العباد فضل عظيم من خير وبركة ومغرفة للذنب، وفي مخزن سوف نعض لكم بعض من قصص الحوقلة، ومعناها، وفضل قولها.
كثيرًا ما نسمع عن فضل الحوقلة وما لها من أثر في حياة المسلم المداوم على ذكرها، وفيما يلي سوف نعرض بعض من التجارب والقصص عن فضل قول لا حول ولا قوة إلا بالله:
من القصص الواقعية عن فضل الحوقلة ما ذكرته أحد الفتيات بعمر العشرين تقول إنها كانت غير مواظبة على الذكر أو الصلاة، وحين كانت تذكر الله لم تكن تتفكر ما تقوله بقلبها ولكن كانت تقوله بلسانها فقط، وذات يوم تعرضت إلى ظلم كبير من قريبة لها، ولم تتمكن من الدفاع عن نفسها، وقد وجدت أنها عاجزة عن الكلام، وعادت إلى بيتها في حزن ويأس كبير.
وعندما قصت الفتاة ما حدث لها مع والدتها وجهت إليها النصيحة أن تستعين بالله، وتتوضأ وتصلي وتدعوا الله أن يرفع عنها الظلم ويرد لها حقها عاجلًا، وبعد أن أنهت الفتاة صلاتها ظلت تردد لا حول ولا قوة إلا بالله مرارً وتكرارًا بتدبر وخشوع وكأن قلبها هو من يقولها وليس لسانها، وقبل انتهاء ذلك اليوم، اتصلت بها تلك الصديقة التي أوقعت عليها الظلم لتخبرها بندمها الشديد على ما اقترفته من ذنب بحقها، وأنها ستخبر الجميع بالحقيقة، ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف الفتاة عن الحوقلة وظلت تنصح بها جميع أحبائها.
ذهب عوف بن مالك الأشجعي إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وقال له: يا رسول الله، إن ابني مالكًا ذهب معك غازيًا في سبيل الله ولم يعد، فماذا أصنع؟ ، لقد عاد الجيش ولم يعد مالكـ رضي الله عنهـ قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ( يا عوف، أكثر أنت وزوجك من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله)، فذهب الرجل إلى زوجته التي ذهب وحيدها ولم يعد، فقالت له: ماذا أعطاك رسول الله يا عوف؟، قال لها: أوصاني أنا وأنتِ بقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فماذا قالت المرأة المؤمنة الصابرة؟، قالت: لقد صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام، وجلسا يذكران الله بقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وأقبل الليل بظلامه، وطُرِق الباب، وقام عوف ليفتح فإذا بابنه مالك قد عاد، ووراءه رؤوس الأغنام ساقها غنيمة، فسأله أبوه: ما هذا؟، قال: إن القوم قد أخذوني وقيّدوني بالحديد وشدّوا وثاقي، فلما جاء الليل حاولت الهروب فلم أستطع لضيق الحديد وثقله في يدي وقدمي وفجأة شعرت بحلقات الحديد تتّسع شيئًا فشيئًا حتى أخرجت منها يديّ وقدميّ، وجئت إليكم بغنائم المشركين هذه، فقال له عوف: يا بني، إن المسافة بيننا وبين العدو طويلة، فكيف قطعتها في ليلة واحدة؟!، فقال له ابنه مالك: يا أبت، والله عندما خرجت من السلاسل شعرت وكأن الملائكة تحملني على جناحيها، سبحان الله العظيم!، وذهب عوف إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ليخبره، وقبل أن يخبره قال له الرسول عليه الصلاة والسلام: أبشر يا عوف، فقد أنزل الله في شأنك قرآنًا: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا).
تتضمن الحوقلة وهي المقصود بها قول لا حول ولا قوة إلا بالله الكثير من المعاني الإسلامية الجليلة، حيث تعني (لا حول) أن لا قدرة ولا حيلة، وقد ورد في القرآن الكريم في سورة الرعد الآية 13 (وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ)، بمعنى أن الله جل وعلا شديد المكر والقوة بعباده، وعلى ذلك فإن المسلم حين يقول هذه الكلمات يكون أقر بضعفه وعجزه، وأنه لا يقدر على درء الشرور عن نفسه، أو جلب النفع والخير إليها.
كما أن في قولها إقرار من العباد بأنه لا يقدر على فعل الخيرات وإتيان الطاعات أو ترك المنكرات والمعاصي بغير قدرة الله سبحانه، وتوفيقه وقوته، ومن أعظم معاني الحوقلة كذلك أن الله وحده يملك كل شيء في الأرض والسماء، ولا يملك العبد من دونه أمرًا، إلا بما أراد الله تقديره له، كما وأنه قادر على نزع ما يشاء منه وقتما يشاء.
من أهم وأعظم أنواع الذكر الحوقلة، وقد ورد الكثير من النصوص الشرعية بالسنة النبوية المطهرة التي تحث المسلمين على الالتزام بترديد تلك الكلمات والمداومة على قولها، ومن الأدلة على عِظم فضل الحوقلة نذكر ما يلي:
عرضنا لكم أعزاءنا القراء في مخزن قصص الحوقلة التي تدل على مدى ما لها من فضل عظيم، وتأثير كبير في حياة العباد، وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث النبوية على أهمية المداومة على ذكرها لتحصيل كنوزها ومنافعها في الحياة الدنيا والآخرة.