إن الإمام البخاري من أبرز الشخصيات الإسلامية التي انتشر علمها، حيث إنه روى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث الشريفة، ففي النقاط التالية سوف نجيب عن أهم الأسئلة الشائعة عنه وهو سؤال متى ولد البخاري:
وُلد الإمام البخاري عام 194 للهجرة، وذلك كان ليلة يوم الجمعة في يوم 13 من شهر شوال الموافق 20 يوليو 810 م.
وُلقد عاش يتيمًا لأن والده توفي وهو صغيرًا.
ومما اتسم به البخاري هو حفظه للكثير من الأحاديث وهو في صغره، فلقد حفظ نحو 60 ألف حديث عندما كان يبلغ من العمر 16 سنة.
ومن الجدير بالذكر أنه اُصيب في نظره، ولكنه قيل إنه استعاده بعدما رأت أمه في منامها إبراهيم الخليل – عليه الله- يخبرها بالآتي، والله أعلم:
“يا هذه، قد ردّ الله على ولدك بصرهُ بكثرة دعائك -أو قال: بكائك- فأصبح بصيرًا”.
من هو البخاري
سنوضح لكم فيما يلي المزيد من المعلومات عن الإمام البخاري:
هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المُغيرة بن بردزبه الجعفي.
وكان يُكني باسم أبي عبد الله، وأيضًا البخاري.
وهو من أبرز أئمة الحديث وأشهرهم، حيث شُهد له من قِبل العديد من العلماء بالعدل والأمانة وكذلك الصدق.
واشتهر البخاري بحفظ القرآن الكريم إلى جانب تعلم العلوم العربية.
فلقد كانت أسرته تتسم بكونها من أهل التدين والفضل، وكانت أمه والتي كفلته بعد موت والده وهو طفلًا تتصف بالتقى فضلًا عن الروع.
إذ إنها عندما فقد بصره أخذت تدعو الله – تعالى كثيرًا، ولقد رد له بصره بفضل دعائها.
وشجعت على حفظ القرآن والحديث عندما كان في العاشرة من عمره، واصطحبته إلى مجالس الشيوخ من أجل اتساع مداركه.
ويُجدر بالإشارة إلى أنه أبوه إسماعيل كان ينتمى في الحديث إلى رجال الطبقة الرابعة أي الطبقة التالية لتابعي التابعين، حيث كان له أثرًا كبيرًا وعظيمًا في نشأة البخاري على حب تعليم السنة على الرغم من موته مبكرًا.
ومن الألقاب التي حصل عليها الإمام البخاري من قِبل أقرانه وشيوخه هو لقب أمير المؤمنين وذلك لقيامه بالأمور الآتية:
أول من وضع في الدين الإسلامي كتاب مجرد ومخصص للحديث الصحيح.
أول من ألف أيضًا في تاريخ الرجال.
أول من اهتم بعلم التفسير والعقيدة الإسلامية.
اين ولد البخاري
وُلد الإمام البخاري في البلد التي خرج منها الكثير من العلماء المتخصصين في علومهم، وهي البلد التي كان يُطلق عليها ما وراء النهر أي بلد البخاري، حيث إنها إحدى مدن أوزبكستان، ولقد نشأ وتربى فيها في بيت علم لأن أبوه إسماعيل كان من العلماء المحدّثين.
أصل البخاري
لقد اختلف المؤرخون في تحديد أصل الإمام البخاري وفي معرفة ما إذا كان عربيًا أم فارسيًا أم تركيًا، حيث إنه قيل ما يلي:
يرى البعض مثل الذهبي والنووي وابن ناصر الدين والخطيب البغدادي وأبي الوليد الباجي ووفقًا لرواية أبي أحمد بن عدي الموجود في كتاب الكامل أن جد الإمام البخاري الأكبر هو بردزبه حيث إن أصله كان فارسيًا ولكنه عاش ومات مجوسيًا.
ويُقال أن جده هو المغيرة ولقد دخل الإسلام وأسلم على يد يمان المسندي البخاري الجعفي وهو والي بخاري، إذ انتمى إليه وأصبح الجعفي نسبًا لجميع عائلة البخاري.
وذكر البعض الآخر أنه تركي الأصل ومن الأوزبك مثل أبو سعيد الجرديزي وإغناطيوس كراتشكوفسكي وحمد الله المستوفي وعبد الرزاق السمرقندي.
ولكن الرأي الذي اعتمده العديد من العلماء مثل ابن عساكر وتاج الدين السبكي وابن تغري وابن حجر العسقلاني وزين الدين العراق ورجحه مجموعة من المعاصرين كناجي معروف ومصطفى جواد وصالح أحمد العلي أن الإمام البخاري عربي الأصل ومن الجعفيين.
حيث إنهم قالوا إن جده الأكبر كان الأحنف الجعفي، وأن لقب بردزبه ما هو إلا صفة له، إذ لا يعتبر اسمًا حقيقًا وهو يعني الفلاح، فلقد اعتاد العرب هذا اللقب في البلدان الأعجمية.
شيوخ البخاري
لقد التقى الإمام البخاري بالعديد من الشيوخ وأخذ عنهم العلم، فمن أبرزهم الشيخ علي بن المديني حيث إنه تأثر به كثيرًا في تكوينه العلمي وكذلك في منهجه الحديثي، أما عن الشيوخ الآخرين والذي سمع منهم كالآتي:
مكة المكرمة
أبو الوليد أحمد بن محمد الأزرقي، وعبد الله بن يزيد المقرئ، وأبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي.
المدينة
إبراهيم بن المنذر الخزامي، ومطرف بن عبد الله بن الشخير، وإبراهيم بن حمزة، وأبو ثابت محمد بن عبيد الله، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي.
الشام
محمد بن يوسف الفريابي، وآدم بن أبي إياس، وأبو اليمان الحكم بن نافع، وحيوة بن شريح.
بخاري
محمد بن سلام البيكندي، وعبد الله بن محمد المسندي، وهارون بن الأشعث.
مرو
علي بن الحسن بن شقيق، وعبدان عبد الله بن عثمان بن جبلة، ومحمد بن مقاتل.
بلخ
مكي بن إبراهيم، ويحيى بن بشر البلخي، والحسن بن شجاع، وقتيبة بن سعيد.
بينسابور
يحيى بن يحيى التميمي، وبشر بن الحكم، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يحيى الذهلي.
الريّ
إبراهيم بن موسى الرازي.
بغداد
محمد بن عيسى الطباع، وسريج بن النعمان، وأحمد بن حنبل.
واسط
حسان بن عبد الله بن سهل، وسعيد بن عبد الله بن سليمان.
البصرة
أبو عاصم النبيل، وصفوان بن عيسى الزهري، وعفان بن مسلم الصفار، وسليمان بن حرب، وأبو الوليد الطيالسي، ومحمد بن الفضل عارم.
الكوفة
الفضل بن دكين، وإسماعيل بن أبان، والحسن بن الربيع، وطلق بن غنام، وقبيصة بن عقبة.
مصر
سعيد بن أبي مريم، وأصبغ بن الفرج، ويحيى بن عبد الله بن بكير.
صحيح البخاري
اعتنقت الأمة الإسلامية بكتاب صحيح البخاري شرحًا وحفظًا في عهد الإمام البخاري وحتى وقتنا الحالي، ففيما يلي سوف نوضح لكم أهم المعلومات عن هذا الكتاب:
هو الكتاب الجامع وكذلك المسند الصحيح، فلقد اختصر فيه البخاري حياة النبي – صلى الله عليه وسلم- إلى جانب أفعاله وأقواله.
وهو أهم المصادر التشريعية بل وأصدقهم بعد القرآن الكريم بالنسبة لأهل السنة ومعهم الجماعة.
ولقد جمعه الإمام البخاري في نحو 16 سنة، حيث اختار أحاديثه من 600 ألف حديث قام بجمعهم عن سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم-.
ومن الجدير بالذكر أن كتاب صحيح البخاري شمل كل ما تتناوله الأحاديث الشريفة من الأحكام والعقيدة والتفاسير وغيرها.
ويعزى السبب وراء شهرة الكتاب إلى حمله الأحاديث المشروحة وذات السند والمتن الواضح.
وفاة البخاري
انتقل الإمام بخاري في الأيام الأخيرة إلى قرية خرتنك وهي إحدى قرى سمرقند، حيث عاش فيها مع أقاربه، ثم أصابه المرض وتوفي فيها، فإليكم بتفاصيل وفاته:
سمع أحد الأشخاص البخاري ذات ليلة يقول:
“اللهم إنَّه قد ضاقت عليَّ الأرض بما رَحُبَت، فاقبضني إليك””.
حيث إنه توفى يوم السبت وقبل أن يتم الشهر، وذلك وقت صلاة العشاء ف ليلة عيد الفطر.
ولقد دُفن في قرية خرتنك في يوم العيد سنة 256 للهجرة، إذ إنه عاش 62 سنة إلا 13 يوم والله أعلم.