ابحث عن أي موضوع يهمك
الفتنة التي حدثت في فترة خلافة الخليفة عثمان بن عفان تُعد واحدة من أوائل الفتن التي شهدتها الأمة الإسلامية. نشأت هذه الفتنة نتيجة الضلال والبدع والشبهات التي انتشرت في دين الإسلام. أسفرت هذه الفتنة عن العديد من الأمور التي ستنتاولها في هذا المقال عبر موقعكم مخزن.
من أبرز ما نتج عن تلك الفتنة ما يلي:
ظهرت مجموعة من الشبهات الموجهة للخليفة الراشدي، عثمان بن عفان، تروج لفكرة أنه تسبب في العديد من المشاكل. هذه الشبهات نشأت من جماعات تسعى إلى استفزاز المسلمين وتشويه صورته، مُستغلة حب الناس للحق والإصلاح. تحمل هذه الاتهامات بصمة النفاق، حيث يتظاهر هؤلاء الأشخاص بالنصح والإصلاح وهم يكنون للمسلمين الشر.
ومن ضمن هذه الشبهات التي راجت عن عثمان بن عفان، وهي بلا شك خاطئة، كانت ادعاءات عن إعطائه الأولوية لأقربائه مثل معاوية ومروان بن الحكم، واستنفاذه لأموال المسلمين فيما يخدم مصالحه الشخصية وعائلته، واتهامات بالتشدد لمعاقبته أبا ذر ونفيه، وضربه ابن مسعود، وادعاءات بتغيير القرآن لتجميعه في مصحف واحد، وأخرى متعلقة بتوليه الحكم بدلاً من علي بن أبي طالب بسبب افتراضية خداعه له.
لكن في الحقيقة كانت هذه الاتهامات خاوية من الصحة ورد عليها الخليفة الراشد بردود منطقية وقوية. وراء هذه الشبهات الزائفة كانت أمور دنيئة ومرض في قلوب هؤلاء المنافقين الذين كانوا يسعون لتحقيق مكاسب شخصية.
الخليفة عثمان بن عفان تعرض لحصار وقتل على يد مجموعة من المنافقين. كان من بين القتلة كنانة بن بشر التجيبي وسودان بن حمران السكوني، وقد طعنه قتيرة السكوني تسع طعنات. وألحق الغافقي بن حرب العكي ضربات بالسيف وركل المصحف الذي كان يقرأ منه. سقطت قطرة دم عثمان على الآية الكريمة التي تقول: “فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ“.
شارك العديد من الأشخاص الآخرين في قتل الخليفة عثمان بن عفان، بما في ذلك حرقوص بن زهير السعدي وحكيم بن جبلة من البصرة، وكان من بين المشاركين من الكوفة الاشتر مالك بن الحارث النخعي.
وكان مصير جميع هؤلاء القتلة هو الموت مقتولين على يد الحجاج بن يوسف الثقفي ومحمد بن أبي بكر وعمرو بن العاص. قضوا جميعًا ونالوا عقوبتهم في الدنيا، وينتظرهم عذابٌ في الآخرة بسبب قتلهم صحابيًا كريمًا مثل عثمان بن عفان، وقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأن الملائكة تستحي منه.
قد حاصر المتمردون ديار الخليفة عثمان بن عفان، وقد تصدى لهم عدد كبير من الصحابة، مثل مروان بن الحكم، وسعيد بن العاص، ومحمد بن طلحة، وعبد الله بن الزبير، والحسين بن علي، لكن عثمان بن عفان أمرهم بالتوقف لثقته الكبيرة بالشهادة التي أعطاها له النبي عليه الصلاة والسلام، ولم يرغب في أن يكون وفاته سببًا في اندلاع فتنة جديدة بين المسلمين.
في النهاية قد نجح الخوارج السبئيون في قتل عثمان بن عفان وسببوا فسادًا في المدينة بعد احتلالها. ومنهم من ندم على فعلته الشنيعة بعد أن أدرك أهوال ما فعلوا، ولكن الله عاقبهم جميعًا على أفعالهم الفاسدة.
ولاية عثمان بن عفان استمرت لمدة اثنتي عشرة سنة على رأس المؤمنين، وكان عثمان شخصية لطيفة ومحبوبة بين الناس، كان يتميز طابعه باللين، وهو يختلف في طباعه عن الخليفة السابق عمر بن الخطاب، الذي كان معروفًا بشدته وقوته.
إن كثيرٌ من النقاد للدين يُشيرون إلى أن الصحابة لم يقوموا بنصرة عثمان بن عفان بشكل كافٍ، ولكن هذه الادعاءات غير صحيحة على الإطلاق، فالحقيقة أن الصحابة جميعًا قد سارعوا إلى دعم عثمان بن عفان، حتى أقنع بعضهم نفسه بالدخول إلى دياره دون إذنه للدفاع عنه، وهو ما فعله عبد الله بن عمر بن الخطاب.
عثمان بن عفان كان يرغب في تجنب حدوث فتنة أثناء حصاره، ولذا كان يرفض فكرة تدخل جيوش المسلمين لمساعدته. كان واثقًا من شهادته كما بشره النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يعلم أنه سيموت مظلومًا على يد متمردين، وفقًا لما أخبره به النبي.
للصحابي الكريم عثمان بن عفان -رضي الله عنه- سجل أعمال متميزة قام بها في سبيل الله ورسوله، منها:
عثمان بن عفان -رضي الله عنه- حضر جميع الغزوات التي نظمها النبي -عليه الصلاة والسلام، باستثناء غزوة بدر؛ حيث أمره النبي -عليه الصلاة والسلام- بالبقاء مع ابنته رقية التي كانت مريضة في تلك الفترة، فبقى معها للرعاية والعناية. أما الغزوات التي شارك فيها عثمان بن عفان، فتضمنت:
عثمان بن عفان -رضي الله عنه- كان ذا ملامح جميلة ومظهر حسن، لا يميل إلى الطول الزائد أو القصر البالغ، بل كان متوسط القامة، كانت له بنية قوية وجسم ضخم، وكان طويل الأذرع وكثيف الشعر على يديه ولحيته الطويلة. كان متواضعًا ومحترمًا، حيث كان يحظى بحب واحترام قومه قبل إسلامه وبعد دخوله للإسلام.، وكان عثمان -رضي الله عنه- شديد الحياء، وكريم النفس، وكان متفانيا في عبادته لله، ومُنعزلا عن دنياه بالزهد لله.