متى تعقد نية صيام القضاء ؟ سؤال طرحة الكثير من الراغبين في قضاء الأيام التي لم يتيسر لهم صيامها خلال شهر رمضان الكريم، وهو ما سنوضحه لكم خلال سطورنا التالية في مخزن فصيام رمضان واجب على كل مسلم فهو ركن من أركان الإسلام الخمس ودليل ذلك ما ورد في السنة النبوية المطهرة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: {بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا}، وعلى ذلك فإن صيام هذا الشهر من العبادات المفروضة على جميع المسلمين، وبالتالي فإن ترك أي يوم من أيام رمضان يجوب بالقضاء، وهو ما سيدور حديثنا اليوم حوله فتابعونا عبر السطور التالية.
متى تعقد نية صيام القضاء
من سماحة ديننا الإسلامي أنه جعل لنا في العبادات المفروضة مرونة ففي الصيام مثلًا شرع لنا عدم الصيام في أحد أيام شهر رمضان في بعض الحالات، وأجاز لنا المولى عز وجل قضاء هذه الأيام في أيام أخرى، واشترط لترك الصيام شروط واشترط للقضاء شروط، ومن شروط القضاء عقد النية، وفي إطار ذلك نجيبكم على استفسار اليوم المتعلق بوقت انعقاد نية الصيام:
- س/ متى تعقد نية صيام القضاء ؟
- جـ/ وقت نية الصيام يبدأ مع غروب شمس اليوم السابق لليوم الذي ينوي فيه العبد الصيام ويستمر حتى طلوع الفجر.
من الإجابة السابقة يتضح أنه لا يجوز عزم النية قبل غروب الشمس ولا بعد طلوع الفجر ولا حتى أثناء طلوعه، بل تجوز النية في أول الليل وأوسطه وفي آخرة.
هل يجوز صيام القضاء دون نية
في سياق متصل بموضوع حديثنا اليوم بحث الكثير من المسلمين عن مدى جواز صيام القضاء دون نية وهو ما سنوضحه لكم خلال فقرتنا هذه فصيام رمضان واجب على كل مسلم، وهو كغيره من العبادات المفروض يلزم له النية المُسبقة، وبالتالي فإن إجابة استفساركم اليوم:
- جـ/ لا لا يجوز صيام القضاء دون نية وهو ما أتفق عليه فقهاء المذاهب الأربعة.
النية أساس الكثير من العبادات وبدونها لا تُقبل العبادة ودليل ذلك ما ورد في السنة النبوية المطهرة فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى}.
هل يجوز تغيير نية صيام القضاء
شغل هذا الاستفسار محركات البحث بشكل متزايد لذا سنجيبكم عنه خلال فقرتنا هذه فلا يجوز تغيير نية صيام التطوع ليكون قضاء لاعتباره واحدًا من أنواع الصيام الواجبة على كل مسلم فصيام القضاء يقتضي تبييت النية من ليل اليوم السابق، وفيما يخص نية الصوم فقد انقسمت آراء الفقهاء إلى قولين:
- القول الأول: هو قول جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة وهو ما اتفقوا فيه علي وجوب تبييت نية صيام الفرض كصيام رمضان والكفارات والنذر وصيام القضاء.
- القول الثاني: هو ما اتفق عليه الحنفية مع الجمهور في قولهم تبييت النية للصيام الثابت في الذمة، أما فيما يتعلق بصيام رمضان فيشترط فيه النية إلى ما قبل الزوال.
من يباح له الفطر في رمضان ويجب عليه القضاء
حينما نجيب عن هذا الاستفسار لا يسعنا سوى الاستفاضة في الحديث فالإجابة تتضمن الأحكام الشرعية التي تبيح الفطر في شهر رمضان المبارك، فقد شرع لنا المولى عز وجل من الأحكام ما أجاز لنا به الفطر خلال هذا الشهر المبارك، وهذا خير دليل على أن الدين الإسلامي دين سَمح، ويمكنكم التعرف على الحالات التي يجوز لها الفطر بمتابعة سطورنا التالية:
- س/ من يباح له الفطر في رمضان ويجب عليه القضاء ؟
- جـ/ يباح الفطر في رمضان للكثير من الأشخاص منهم من يجب عليهم القضاء ومنهم من لا يجب عليهم القضاء ومن يجب عليهم القضاء هم المسافر والمريض والحامل والمرضع والحائض.
شرع المولى عز وجل للأفراد من الأحكام ما يتناسب مع طبيعة كل فرد، فوضع في تعاليم الدين الإسلامي أحكام شرعية خاصة لأداء العبادات المفروضة ليتيسر على كل مسلم أداء العبادة على الوجه الأكمل وفيما يخص الحكم الشرعي للصيام فقد أجاز الفطر لبعض الحالات وأوجب عليهم القضاء وأباح الفطر للبعض ولك يوجب عليهم القضاء وإليكم تفصيل ذلك:
- أجاز الله تعالى الفطر في رمضان للحامل أثناء فترة الحمل إذا شق عليها الصيام وكذلك إذا خشيت على صحة الجنين من الصيام ودليل ذلك ما ورد في السنة النبوية المطهرة عن أنسِ بنِ مالكٍ الكعبيِّ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: {إنَّ اللهَ تبارك وتعالى وضَعَ عَنِ المُسافِرِ شَطرَ الصَّلاةِ، وعن الحامِلِ والمُرضِعِ الصَّومَ- أو الصِّيامَ}، ولكن الجدير بالذكر أنه يجب على المرضع والحامل القضاء لبلوغ الأجر.
- يجوز للمريض الفطر في رمضان ودليل ذلك ما ورد في آيات القرآن الكريم في قول الله تعالى: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر) [البقرة: 184]، لذا ينبغي على المريض أن يُفطر إذا رأى في الصيام مشقة أو كان الصيام سيتبب له في الضرر لارتباط مواعيد الدواء مع الصيام فقد أمرنا المولى عز وجل بعدم التهاون في حق النفس في قوله تعالى: (وَلَا تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)[البقرة: 195].
- أتاح الله تعالى كذلك للمسافرين إمكانية الإفطار في رمضان ودليل ذلك قوله تعالى: (فَمَن كَانَ مِنكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) [البقرة: 184]، لذا ينبغي على المسلم أن يُفطر إذا كان مسافرًا ورأى في السفر مشقة، أما إذا لم يجد مشقة في الصيام فعليه الصيام لقوله تعالى: (وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 184].
- كذلك أباح المولى عز وجل الفطر لكبار السن من النشاء والرجال الذين يصعب عليهم الصيام وفي هذه الحالة يكون قضائهم إطعام مسكين ونستدل على صحة هذا الحكم من قوله تعالى: (وعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) [البقرة: 184]، وبالتالي فإن بلوغ أجر الصيام هنا مقترن بتقديم فدية لإطعام أحد المساكين.
- كذلك اسقط الله تعالى فرضية الصيام على الحائض أثناء فترة الحيض فالصيام كغيره من العبادات يشترط الطهارة، وفي هذه الأيام تسقط فرضية الصلاة والصيام لاشتراطهم للطهارة وينبغي على الحائض قضاء الأيام التي أفطرتها خلال الشهر نتيجة الحيض بعد انتهاء الشهر.
حكم قضاء رمضان
- القضاء شرط أساسي من شروط الترك فبدون القضاء لا يحصل العبد على الأجر بل ويؤثم، لذا ينبغي على من يباح لهم الفطر أن يقضوا أيام الفطر في وقت لاحق، فالمسافر مثلًا يصوم أيام فطره حينما يعود إلى موطنة أو حينما يصبح قادرًا على الصوم، وكذلك الحامل تصوم أيام الفطر حينما تضع مولودها وكذلك المريض حينما يَصِح.
- الجدير بالذكر أن القضاء ليس واجب على جميع من يجوز لهم الترك فشرط القضاء يسقط عن أصحاب الأمراض المزمنة وهؤلاء يجب عليهم دفع كفارة لبلوغ الأجر وليس القضاء، أما بقية الحالات التي يُباح لهم الفطر ينبغي عليهم القضاء
حكم تأخير القضاء
تضمنت الأحكام الشرعية الأحكام الخاصة بتأخير القضاء وهو أكثر ما يبحث عنه من انطبقت عليهم شروط إباحة الفطر ووجب عليهم القضاء للتعرف على وقت القضاء الصحيح، ونحن بدورنا سنوضح لكم تفاصيل ذلك عبر سطورنا التالية:
- يجوز للمسلم الذي تعذر عليه صيام يوم من أيام رمضان أو بضعة أيام تأجيل القضاء إلى أي وقت من أوقات السنة على شرط ألا يدخل رمضان التالي دون قضاء وهو ما اتفق عليه فقهاء المذاهب الأربعة.
- يجوز للمرء أن يصوم أيام تطوع قبل صيامه لأيام القضاء، وهو ما اجتمع عليه الفقهاء وقد استدلوا على صحة ذلك من أن موعد القضاء مفتوح وغير محدد بوقت بينما التطوع محدد بوقت فعادة ما يتبع فيه المسلم السنة النبوية المطهرة.
- خير دليل على مشروعية تأجيل القضاء من السنة النبوية هو ما روي عن عائشة رضي الله عنها فعن أبي سَلَمةَ قال: سمعْتُ عائشة رَضِيَ اللهُ عنها تقول: {كان يكونُ عليَّ الصَّومُ مِن رَمَضانَ، فما أستطيعُ أن أقضِيَه إلَّا في شعبانَ؛ الشُّغُلُ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أو برَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم}.
لا داعي للقلق من استخدام رخصة الفطر في رمضان في حالة الاستحقاق لها فقد روي عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إنَّ اللهَ يُحِبُّ أنْ تؤتى رُخصُه كما يُحِبُّ أنْ تؤتى عزائمُه}، ومن الحديث السابق يتضح أن الاستفادة من الرُخص التي وفرها لنا المولى عز وجل من الأمور المحببة له ولا يوجد فيها أي تقصير.
أوضحنا لكم متى تعقد نية صيام القضاء ؟ وجميع التفاصيل المتعلقة بالقضاء وبهذا نصل وإياكم متابعينا الكرام إلى ختام مقالنا، نأمل أن نكون استطعنا أن نحقق لكم الإفادة المرجوة التي تغنيكم عن مواصلة البحث فقد حرصنا على توفير معلومات وافية حول موجبات القضاء وإلى اللقاء في مقال آخر من مخزن المعلومات.
لقراءة المزيد من التفاصيل حول أحكام القضاء عبر موقعنا يمكنكم متابعة: