يتم تشخيص إصابة الفرد بالاكتئاب إن كان يعاني من خمسة علامات من بين العلامات الآتية:
الشعور معظم الوقت بالحزن العميق تقريباً في كلّ يوم، وتظهر معالم البكاء على الشخص، أو كأنّه يريد البكاء، حيث لا يشعر المكتئب بطعم الحياة لا بالفرح ولا بالسعادة ولا بأيّ أمرٍ جميل.
اختلال بالوزن، حيث يخسر الفرد وزناً كبيراً، ويفقد شهيّته للطعام أو أن يكتسب الكثير من الوزن خلال فترة قصيرة نسبيّاً.
عدم اكتراث الشخص اللامبالاة بما يحدث حوله، أو بمسؤوليّاته ونتائج أفعاله، والبطء بالكلام والحركات وردود الأفعال تقريبًا بشكل يوميّ.
عدم شعور الشخص بأي متعةٍ من متع الحياة، أو الرغبة بممارسة ما كان يحب ممارسته من هوايات سابقة، ولكن على العكس من ذلك يرغب بالوحدة والعزلة.
فقد التركيز بالأعمال اليوميّة البسيطة، ويكون الشخص كثير النسيان، ولا يقدر على التفكير، أو حتى اتخاذ القرارات السليمة وذلك بشكل يوميّ تقريباً.
قلة الثقة بالنفس، والإحساس بالذنب بصورةٍ دائمة.
الأرق وقلّة النوم وعدم المقدرة على أخذ القسط الكافي من النوم، مع التعرض للاستيقاظ المتكرّر، أو حدوث العكس من حيث النوم لأوقات طويلة أكثر من الحاجة، والنوم لفتراتٍ أطول وعدم المقدرة على الاستيقاظ خلال اليوم لفترات طويلة، إذ أنه يحاول التهرّب من واقعه وما يشعر به من مشاعر سلبيّة.
التفكير الكثير بالموت، وبالحالات المتقدّمة قد يسيطر على المكتئِب التفكير في الانتحار.
فقدان الطاقة والتعب البدني، وعدم المقدرة على أداء أيًا من الأعمال البسيطة، كتغيير الملابس، فتبدو الأعمال أصعب مما تكون عليه فعليّاً، والشخص يستغرق وقتاً أطول بإنجازها.
تعريف الاكتئاب
يُعرف الاكتئاب بأنه حالةٍ مستمرّةٍ من اللامبالاة والحزن وغيرها من الأعراضٍ الأخرى، والتي تستمّر بصورةٍ متتالية لفترةٍ لا تقل عن أسبوعين، وحالة الفرد تكون سيئةً إلى الحد الذي يجعله يتوقّف عن ممارسة أنشطته اليوميّة وحياته الاعتياديّة، ولا يدلّ الاكتئاب على الضعف أو شخصيّة الفرد السلبيّة، ولكنه من المشكلات الصحيةٌ التي يمكن علاجها.
والاكتئاب من الأمراض الشائعٌة حول العالم، والذي يختلف عن المزاج السيئ المتقلّب أو ما يشعر به البعض من حينٍ لآخر، ولكنه قد يعد حالةً خطيرةً تحول دون ممارسة الفرد حياته الطبيعيّة، فيواجه صعوبةً ويعاني بتأدية مهامّه أو والاندماج سواءً بالأسرة أو العمل، بأسوأ الحالات نقوده نهايته للانتحار الذي يعتبر ثاني الأسباب الرئيسي للوفاة للأشخاص بين الخامسة عشر إلى التاسعة والعشرين وفق تقرير منظمة الصحّة العالميّة.
أنواع الاكتئاب
يوجد العديد من أنواع الاكتئاب ذات الصلة بحالاتٍ معينةٍ مثل العمر والظروف البيئية، ومن تلك الأنواع ما يلي:
الاكتئاب الموسمي: أو ما يطلق عليه (الاضطرابات العاطفيّة الموسميّة)، والتي تُعتبر نوعاً من الاكتئاب الموسميّ الذي يأتي على شكل حزن عادةً ما يبدأ بأواخر فصل الخريف ومع بداية الشتاء، ويتنهي بفصل الربيع وفصل الصيف، وذلك الحزن يؤثر بجميع الأفراد بنسبة تتراوح ما بين 3٪ حتى 20٪ وفق طبيعة المكان الذي يعيش الشخص به.
اكتئاب ما بعد الولادة: وهو نوع من الاكتئاب تعاني منه حوالي 12بالمئة من الأمهات، إذ يسوء مزاجهنّ وتبدو عليهنّ علامات الاكتئاب الشديد ولكن هناك فرق إضافيّ، إنّ ذلك الاكتئاب أحيانًا ما يعرّض كيان الطفل إلى الخطر فيكون من الصعب على الأم إن تتواصل مع طفلها أو الاعتناء به أو أن تنشئ روابط معه.
الاكتئاب أُحاديّ أو ثنائيّ القطب: إذ يُعتبر الاضطراب أحاديّ القطب تكرارٌ لحالات الاكتئاب التي لا يصحبها الهوس، بينما الاضطراب ثنائيّ القطب فإنه الشعور بالهوس والاكتئاب والمعاناة من الحالات المزاجيّة المختلطة.
الاكتئاب التراجعيّ: وهو حالة من الاكتئاب تصيب كبار السن، ويتمثل في توهّم المرض، وحالة التهيّج المستمر، ويوجد له تطوّرٌ منفردٌ وأسبابٌ خاصةٌ.
أسباب الاكتئاب
يوجد العديد من الأسباب المتنوعة والمختلفة التي قد تكمن خلف الإصابة بالاكتئاب، ومن تلك الأسباب نذكر ما يلي:
الجينات: في الواقع يوجد جينات معينة قد يحملها الشخص والتي تجعله أكثر عرضة إلى الإصابة بالاكتئاب، وعلى الرغم من ذلك فإن الجينات لا تُعتبر عاملاً قطعيّاً يتحدد على أساسه احتمالات الإصابة بالاكتئاب أو عدمه، فيمكن أن يُصاب الشخص بالاكتئاب على الرغم من أنه لا يحمل من تلك الجينات المسؤولة عن الإصابة بالاكتئاب، بل إن الأشخاص ممن يحملون تلك الجينات قد لا يعانوا من مشكلة الاكتئاب، بالإضافة إلى أنّ التاريخ المرضيّ العائليّ للإصابة بالاكتئاب، أحيانًا ما يلعب دوراً بزيادة خطر الإصابة بذلك المرض.
أحداث الحياة: قد تلعب مختلف مشكلات الحياة في الإصابة بالاكتئاب، كفقد شخص مقرّب، أو التعرض لصعوبات ببناء العلاقات، أو نتيجة التعرّض بشكلٍ كبير للمواقف المقلقة.
مشاكل بمرحلة الطفولة: إنّ تعرُّض الفرد لتجارب قاسية خلال مراحل الطفولة، أو تعرّض الدماغ إلى إصابة معيّنة بسنّ مبكّرة، يجعل الفرد أكثر عُرضة لمخاطر الإصابة بالاكتئاب.
هيكليّة الدماغ: إذ أوضحت بعض الدراسات التصويريّة ما يحدث من اضطراب ببعض الدوائر العصبيّة أو المسارات بالدماغ عند الأشخاص ممن يعانون من مشكلة الاكتئاب، ولم يستطع العلماء تحديد سبب تلك التغيّرات حتى الآن.
أسباب أخرى: يوجد العديد من المشاكل الصحيّة التي ترتبط إلى حدٍ كبير بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، ومن بين تلك المشاكل؛ تعاطي الكحول والمخدرات، والإصابة بمختلف الأمراض، والشعور لفترة طويلة بالألم، والشعور بالقلق، والمعاناة من اضطربات بالنوم، والإصابة باضطراب فرط النشاط مع نقص الانتباه.
علاج الاكتئاب
هناك العديد من الطرقٌ لعلاج الاكتئاب، حيث لا يعد التّخلّص منه أمر صّعب، ولكنّ الصّعب يتمثل في عقد تقوية الإرادة وعقد العزيمة على تجاوز تلك المشكلة، حيث إن الخطوة الأولى بطريق العلاج لا تتطلب الأطباء أو العقاقير، ولكنها تحتاج لقوّةٍ من الشّخص المكتئب، وأن يكون لديه رغبةٍ بعيش حياةٍ سعيدة وطبيعيّةٍ.
ومن ثم يأتي دور العلاج من خلال العقاقير المضادّة للاكتئاب، الّتي يقوم الطّبيب النّفسيّ بوصفها للمريض، والتي يجب أن يأخذها بالكميّة الموصوفة، وفي الأوقات المحدّدة دون على الجرعات الّتي يحدّدها الطّبيب، وذلك خوفاً من أن يُدمن المريض عليها، ولعل أفضل الطّرق للعلاج من الاكتئاب هي العودة لله تعالى؛ فيكون سببُ الإصابة به الابتعاد عن الله وطريقه، إذ قال تعالى في سورة طه الآية 124 (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا)، إذ تعني تلك الآية أنّ الله تعالى وعد المُعرضين عن ذكره بالعيشٍ الضيّقٍ، المليءٍ بالمشاق.
علامات الشّفاء من الاكتئاب
يتضح على الشّخص المعافى العديد من العلامات التي تدل على تخطي المصاب بالاكتئاب هذه المشكلة، ومن بينها:
سوف يتوقّف عند الشّخص المعافى الشّعور بالحزن الدّائم، وهو ما لا يعني أنّه لن يَحزن أبداً، وأنّه سيكون طوال الوقت سعيد؛ ولكن سيخفّ شعوره الدّائم بالحزن إلى حدٍ كبير، كما سيشعر بالتفاؤل تجاه المستقبل، بعد أن كان فقد الأمل به.
ستعود عادات الأكل إلى طبيعتها حيث ستتحسن شهيّته، أو يتوقّف عن الأكل بشكل مفرط.
ترجع عادات النّوم عند المصاب طبيعيّة، فلن يبقى نائماً أغلب الوقت، ولن يُصيبه أرقٌ مزمن.
سوف تتحسّن علاقاته الاجتماعيّة؛ إذ يتمكّن من بناء الكثير من العلاقاتٍ مع الأشخاص الجدد، كما سيستعيد علاقاته الّتي كان فقدها خلال إصابته بالاكتئاب.
ستختفي الأعراض الصّحيّة الّتي كان يعاني منها الشّخص المكتئب، ومنها: الصّداع آلام المعدة دون سبب.
ستتلاشى تمامًا أفكار الانتحار.
أسئلة شائعة
كيف يفكر الشخص المكتئب؟
غالبًا ما يفكر من يعاني من الاكتئاب بتدمير ذاته، وفي تلك الحالة عادةً ما تعبر أمنية الموت والأفكار الانتحارية عن رغبته بالتخلص من الشعور بالأسى بسبب المعاناة من الاكتئاب الشديد.