بحث عن العمل ضمن فريق

مخزن

بحث عن العمل ضمن فريق

العمل ضمن فريق أو كما يطلق عليه العمل الجماعي إحدى الطرق المتبعة في اتمام المهام والأعمال التي تحتاج لأكثر من شخص للقيام بها، وهو من الأمور الهامة حيث أنه:

• يقصد به العمل الذي يتم عن طريق توزيع المهام الكبرى وتقسيمها لمهام أصغر يتم توزيعها على مجموعة من الناس بشرط وجود أرضية مشتركة بينهم قد تكون هذه الأرضية مجال ما أو مهارة معينة يمتلكوها.
• التعاون بين المجموعات المختلفة من الأفراد يكون له أسباب محددة و واضحة وهي تحقيق هدف معين أو الوصول لمجموعة من النتائج المتنبأ بها مسبقًا وذلك وفقًا لخطة محكمة يتم السير في عمل المهمة بناءً عليها.
• الفكرة من العمل الجماعي هي استخراج والاستفادة من أكبر كم من الخبرات وتسخيرها من أجل إنجاح مشروع ما، وتضافر المهارات الموجودة لكي تقوم بتحقيق غاية العمل الجماعي.
• التحدي الأكبر في العمل الجماعي هو كيفية إدارة المجموعات والعمل على إخراج المواهب والمهارات لدى أفردها وتجنيب الاختلافات الشخصية والخلافات بين أفرادها قدر المستطاع وتوحيد الرؤى لهذه المجموعة لكي تتمكن من إخراج نتائج إيجابية وبأقل خسائر ممكنة.

مقدمة بحث عن العمل ضمن فريق

لم نخلق عبثًا، ولو أراد الله لخلق لكل منا عالمه الذي يحيا فيه بمفرده، لكنه -عز وجل- جعل من الحياة ساحة لتعليم كل جاهل أو حديث العهد بقوانينها، فالحياة التي خُلقنا فيها بين مجتمعات وبشر على مختلف الطوائف والمذاهب أكبر مثال أن الله أراد لنا الخير بجمعنا مع كل هؤلاء الناس، وأن نأنس ونعمل سويًا لتحقيق ما نتمناه في حياتنا، وكذلك هو الأمر حين نتحدث عن العمل الجماعي، فيد الله مع الجماعة ما داموا يتعاونوا على البر والتقوى، لذلك فالعمل الجماعي خير وسيلة لتحقيق الأهداف وتهذيب الأنفس، ولنحيا الحياة التي شُرعِت لنا بصحبة الناس والاستفادة من خبراتهم وعلمهم لنصل لسبيل الرشاد.

أنواع العمل ضمن فريق

للعمل الجماعي عدة أنواع تختلف طبقًا لطبيعة العمل والمهام المراد تنفيذها، وما إذا كان العمل متخصص أم عام يخص كافة أفراد المؤسسة أو المجموعة، ومن أهم هذه الأنواع:

• فرق العمل التطوعية: من أهم أنواع العمل ضمن فريق حيث يقوم فيها الأفراد بالتطوع واختيار العمل في جماعة من أجل حل مشكلة ما أو تقديم يد العون في مجال محدد، مثل الأعمال الخيرية على سبيل المثال لا الحصر، أو الفرق المتكونة لدى المؤسسات للعمل في مجالات الجودة والإنتاج.
• فرق التطوير: واحدة من فرق العمل الجماعي التي لا غنى عنها في أي مؤسسة والتي تتحمل بشكل كبير مهمة نجاح أو فشل المؤسسة، وفيها يكون هناك مجموعة من كل الأقسام الموجودة في المؤسسة أو الشركة ويكون الغرض منها هو إظهار الخبرات والعمل على إيجاد كل ما هو جديد لتطوير الخدمات أو الاتجاه نحو الاتجاهات التسويقية المعاصرة.
• فريق عمل القسم الواحد: ويقصد به الفريق المكون لقسم معين في المؤسسة كفريق قسم الدعاية والإعلان أو فريق النشر أو فريق المراجعة ويكون هذا الفريق على درجة عالية من الاختصاص حيث يمتلك الخبرة الكافية في نفس المجال للعمل على تحقيق الأهداف الخاصة بهذا القسم بشكل منفرد.
• فريق العمل الإداري: ويكون غالبية أفراده مسئولين بشكل مباشر عن باقي الفرق وتكون المهمة المحددة لهم هي الإشراف على تنفيذ كل فريق للجزء الخاص به من المهام ويكون له سلطات عليا كأن يقوم باختيار قائد لكل فريق أو إضافة أعضاء للفريق أو حتى طرد البعض منهم.
• الفريق متعدد الوظائف: يشبه قليلًا ما سبق ذكره في فريق التطوير ولكن الفرق أنه يقصد بهذا الفريق وجود ممثل لكل قسم منفردًا لكي يمكن معه مناقشة أهم المشكلات التي تواجه العمل ومعرفة أوجه الخلل وبشكل أدق يكون ممثلًا عن أعضاء القسم الذي ينتمي إليه في هذه المجموعة ويكون رأيه بالنيابة عنهم.

إيجابيات العمل ضمن فريق

للعمل الجماعي عدة فوائد يمكن معرفتها بمجرد محاولة خوض هذه التجربة والبدء في العمل ضمن مجموعة من الأفراد بهدف تحقيق غاية ما، وأهم هذه الفوائد هي:

• تبادل الخبرات: فالعمل الجماعي يعتبر ساحة خصبة لتبادل الخبرات والمهارات بين الأفراد، وتحقيق أقصى استفادة ممكنة للفرد من خلال عمله مع أفراد لديهم أفكار مختلفة وخلفيات عملية متباينة.
• ساحة للتنافس الشريف: ففي العمل الجماعي يسعى كل فرد لإثبات قدراته ومهاراته من خلال تقديم أكثر من حل أو وسيلة لاتمام المهمة، بالإضافة للعمل الجاد لضمان وجوده ضمن فريق ناجح كل أطرافه ويعمل على مشروع ما ويسعى لإنجاحه.
• التعرف على شخصيات مختلفة: قيل قديمًا أن معرفة الناس كنوز، والعمل الجماعي هو الفرصة المُثلى لاقتناص هذه الكنوز، فعن طريق العمل ضمن مجموعة من الأشخاص يحمل كل منهم قناعات مختلفة ورؤى غير متشابهة عن الحياة وخبرات وقصص لم ينالها سواهم يمكن للمرء أن يثري شخصيته ويحيا فوق حياته حيوات أخرى.
• التغلب على الانطوائية والخجل: كثير من الناس يعانون من الانطوائية وعدم الاختلاط بمن حولهم والرهاب الاجتماعي، لذلك فإن العمل الجماعي هو الحل الأفضل لهذه المشكلة لأن الشخص سيضطر للتعامل مع أكثر من شخص والحديث عن أفكاره والحلول التي يقترحها من أجل انجاز العمل فيستطيع حينها أن يتغلب على خجله وخوفه من الحديث بين العامة ويكتسب مهارة جديدة.

أهمية العمل الجماعي في الثقافه الإسلامية

حثنا ديننا الحنيف على ضرورة العمل الجماعي والتعاون في جميع أوجه الحياة، بشرط أن يكون هذا التعاون بغرض رفع الضرر أو عموم الخير، ومن الأدلة على ذلك:

• وجود عدة أحاديث صحيحة تحث على العمل الجماعي وعدم الفرقة وفائدة العمل الجماعي للمجتمع ككل منها:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عليكم بالجماعة، وإيَّاكم والفرقة؛ فإنَّ الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنَّة فليلزم الجماعة”.

صححه الألباني في سنن الترمذي.

“عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المُؤْمِنَ للمؤمنِ كالبُنْيانِ يشدُّ بَعضُهُ بعضًا”.

صحيح الترمذي.

“عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : مَن ستَر أخاه المسلمَ ستَره اللهُ في الدُّنيا والآخرةِ ومَن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج اللهُ عنه كُربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه”.

صحيح ابن حبان.

• وجود آيات تحث على العمل الجماعي في القرآن الكريم مثل قوله -تعالى-:

(…وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)

[من الآية : 2 سورة المائدة]

ضوابط العمل الجماعي في الإسلام

خلق الله كل شيء بمقدار، والعمل الجماعي من الأمور التي يجب أن تحدها بعض الضوابط لكي تؤتي الثمار المرجوة منها، وهذه الضوابط هي:

• اختيار الأصوب والأنفع لجميع أفراد العمل الجماعي وعدم الاستبداد برأي واحد، وأن يكون الأمر شورى بين أفراد فريق العمل.
• ألا يكون العمل الجماعي لغاية أو هدف محرم أو منهي عنه بنصوص واضحة، وألا يكن منه ضررًا لأي نفس خلقها الله ما لم تكن معتدية على حقوق غيرها.
• مراجعة النفس وتدارك الأخطاء وعدم الكبر والعند بعد ارتكابها، فالرجوع للحق من الفضائل السامية الواجب العمل بها.
• المساعدة وتقديم العون وعدم نسب كافة العمل ونجاحه للنفس، وبذل كل ما يمكن بذله بلا تراخٍ، وإيثار الجماعة على الفرد عملًا بالمنهج القرآني في ذلك.

أقوال العلماء والمخترعين عن أهمية العمل الجماعي

العمل الجماعي ظاهرة يؤمن بها العقلاء والمفكرين من الناس، وكما حثنا الإسلام عليها فحتى الغرب قد علموا ما له من فائدة في تقدم المجتمعات ونجاح المؤسسات فمن أشهر أقوالهم في العمل الجماعي:

“التواجد معًا هو البداية، البقاء معًا هو التقدم، العمل معًا هو النجاح”.

هنري فورد.

“وحدنا ننجز القليل، مع بعضنا ننجز الكثير”.

هيلين كلير.

“لا أحد منا بمثل ذكائنا مجتمعين”.

كين بلانتشارد.

“الموهبة تحقق الفوز في مباريات، لكن عمل الفريق والذكاء يُربح البطولات”.

مايكل جوردان.

خاتمة بحث عن العمل ضمن فريق

قد يكون للعمل الجماعي بعض السلبيات، ولكنها سلبيات ناتجة عن عدم فهم الأفراد لمهامهم وحدودهم داخل الفريق، لكن بكل تأكيد التطبيق الجيد لمفهوم العمل ضمن فريق والآخذ في الأعتبار بضرورة تحقيق أقصى استفادة ممكنة منه وتطوير الذات ونبذ الخلافات والعمل باحترافية ستظهر نتائجه واضحة جلية على تقدم العمل وتطوره فالسعي قد لا يعني حتمية الوصول، ولكنه بكل تأكيد يعني حتمية التعلم والتطوير وإحداث التغيير.

أسئلة شائعة