ابحث عن أي موضوع يهمك
كان أشرف الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن الخَلق والخُلق فهو قدوة المسلمين وحبيب الله الذي بُعث رحمةً للعالمين فدعنا نتعرف على صفات رسولنا الكريم الخَلقية والخُلقية:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته معاملة حسنة فكان يكرمهن وكان يحافظ على مشاعرهن ويعاملهم بالمودة والرحمة فكان حسن الخلق لين الطباع لا يؤذيهن وكان هناك احترام متبادل بينه وبين زوجاته.
(كانت السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- وقد دخل عليها أبو بكر، فسمع صوتها عاليا فأراد أن يلطمها وقال: “لا أراك ترفعين صوتك على رسول الله” فجعل النبي يحجزه وأبو بكر مغضبا، فقال- النبي صلى الله عليه وآله وسلم- حين خرج أبو بكر: كيف رأيتني أنقذتك من الرجل؟ قالت: فمكث أبو بكر أياما ثم استأذن فوجدهما قد اصطلحا فقال لهما: أدخلاني في سلمكما كما أدخلتماني في حربكما فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- قد فعلنا قد فعلنا).
فهذا دليل على رقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وطبعه الحسن حتى في غضبه فكان رفيقاً بزوجاته حنوناً عليهم ويجب أن يقتدى به جميع الرجال المسلمين في تعاملهم مع نسائهم وروى عن السيدة صفية رضى الله عنها:
(أنها كانت بصحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفر، وكان ذلك يومها فأبطأت في المسير، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي وتقول: “حملتني على بعير بطيء”، “فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها ويسكتها”) وكان يداعب زوجاته ويمازحهم والدليل على ذلك أنه روى عن عائشه رضى الله عنها قالت: «سابقني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فسبقته، فلبثنا حتى إذا أرهقني اللحم سابقني فسبقني، فقال: هذه بتلك».
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبعد مع يكون عن التكبر فكان متواضعاً خلوقاً حليماً فكان يعتدل في ثيابه فلا يلبس الثياب باهظة الثمن بل كان يرتدى ما تيسر له ولا يضيق على نفسه وكان يعامل المؤمنين بكل حب وتواضع كان يجلس معهم ويتحدثون في أمور الدين والدنيا وكان لا يتجاهل أحد ولا يحقر من شأنه فعن أبي ذرٍّ وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين ظهري أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيُّهم هو حتى يسأل، فطلبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجعل له مجلسًا يعرفه الغريب إذا أتاه
فكان صلى الله عليه وسلم يسأل عن أحوال صحابته ويزورهم في بيتهم وكان يتفقد أحوالهم في الغزوات والحروب وقد ثبت ذلك في صحيح مسلم مِن حديث أبي برزة:
( أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان في مغزى له، فأفاء الله عليه، فقال لأصحابه: «هل تفقدون مِن أحدٍ؟». قالوا: نعم فلانًا وفلانًا وفلانًا. ثمَّ قال: «هل تفقدون مِن أحدٍ؟». قالوا: نعم فلانًا وفلانًا وفلانًا. ثمَّ قال: «هل تفقدون مِن أحدٍ؟» قالوا: لا. قال: «لكنِّي أفقد جليبيبًا، فاطلبوه». فطُلِب في القتلى، فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثمَّ قتلوه، فأتى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فوقف عليه، فقال: «قتل سبعة ثمَّ قتلوه، هذا منِّي وأنا منه، هذا منِّي وأنا منه». قال: فوضعه على ساعديه ليس له إلَّا ساعدا النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: فحفر له ووضع في قبره).
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رقيقاً عطوفاً حنوناً مع الأطفال فكان يحب الأطفال ويداعبهم ويلعب معهم وكان الأطفال يحبونه فكان يحب أحفاده الحسن والحسين رضى الله عنهم حباً جماً فنقل عبد الله بن شداد عن أبيه قال:
(خرج علينا رسول الله في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسنا أو حسينا فتقدم رسول الله فوضعه ثم كبر للصلاة فصلى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، فلما قضى رسول الله الصلاة، قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك، قال: “كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني-أي جعلني كالراحلة فركب على ظهري فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته)
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلح ما بين المؤمنين ولا يترك مجالاً لحقد وغيره وفتنه أن توقع بينهم فقد حذر الرسول المؤمنين من النميمة وقد منع أصحابه من نقل الكلام السيئ إليه وإن كان صحيحاً فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (لا يبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيئا فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر).
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكر الله على جميع النعم ما ظهر منها وما بطن وقد أوصى أمة الإسلام بذلك فورد في حديث (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من طعامه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين) وكان إذا فرغ من طعامه قال (الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا).
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجنب لهو الحديث ويبتعد عنه فلا يتحدث إلا فيما يفيد المؤمنين حتى في مزاحه صلى الله عليه وسلم كان يقول عبارات تحتوي على حكمة وعظة كقوله لعمته صفية:”لا يدخل الجنة عجوز” فبكت، فقال:”تكن كواعب أترابا”أي تعود لسن الشباب فلا تكون عجوزاً فهذا مزاح فيه معلومه وحكمه.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كريماً إلى أبعد الحدود فكان أكرم الخلق ما في يده ليس له بل يعطيه لمن يحتاج إليه ولا يرد سائلا وكان يؤثر الناس على نفسه لكى يقتدى به المؤمنون لان الكرم من الخصال المحمودة التي يحبها الله عز وجل وهي من صفات المؤمنين فقال تعالى
(وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).