هناك العديد من التساؤلات التي تدور في أذهان غالبية الناس حول الحكم الخاص بأداء طواف الوداع للمعتمر، وفيما يلي سوف نقوم بذكر الإجابة عن هذا التساؤل في الأسطر التالية:
أشارت العديد من الأقاويل الخاص بمختلف الفقهاء إلى أن العمرة ليس لها وداع نهائياً وهذا تبعاً لما ورد عن أهل العلم، وذلك بسبب أن وداعها ليس واجب نهائيً.
حيث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يأمر المعتمرين من المسلمين نهائياً بطواف الوداع، كما أن سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام لم يأمرهم بالوداع قبل الحج نهائياً بل أمرهم الوداع للحج.
أما العمرة فلا يجب لها الوداع نهائياً ولكنه مستحب وحسن بإن يقوم الشخص المعتمر به أما من خرج من مكة المكرمة بعدما قام بأداء عمرته ولم يودع أي لم يقوم بأداء طواف الوداع فلا شيء عليه والله ورسوله أعلم.
طواف الوداع
على الرغم من أن طواف الوداع يعتبر واحد من أهم الركائز الخاصة بمناسك الحج الرئيسية إلا أن هناك العديد من الأشخاص الذين يجهلون العديد من المعلومات الخاصة به، لذا ففيما يلي سوف نقوم بعرض أبرز المعلومات التفصيلية الخاصة به:
تجدر الإشارة إلى أن طواف الوداع يعتبر هو نسك من أهم مناسك الحج حيث فيه يقوم الحاج بطواف سبع أشواط حول الكعبة قبل قيامه بمغادرة مكة المكرمة.
مع العلم بإن سبب تسمية هذا الطواف بهذا الاسم جاء لأن الحاج عندما يطوفه فهو بذلك يودع البيت الحرام، مع العلم بانه عُرف أيضاً باسم طواف الصدر.
مع العلم بإن يبدأ الحاج في ذلك اليوم بالطواف حول الكعبة وهو كاشفًا الكتف الأيمن الخاص به وكذلك يقوم بوضع طرف من ثوبه على كتفه الأيسر، ومن ثم يستقبل الحاج وجهه وكافة أجزاء جسده في اتجاه الحجر الأسود ويبدأ بها.
ثم يبدأ الحاج في أن يقوم بترديد الله أكبر أو بسم الله الله أكبر، ويقوم فيما بعد بتقبيل الحجر الأسود وفي حال إن لم يستطع، فيكفي في هذا الحين بإن يقوم بلمسه أو الإشارة عليه عن بعد.
هل يجوز الأكل بعد طواف الوداع
هذا السؤال يشغر أذهان العديد من الحجاج والمعتمرين حول ما يخص جواز الأكل بعد الانتهاء من طواف الوداع أم لا، وهذا ما سوف يتبين في الأسطر التالية:
نعم يجوز للحاج بإن يأكل أو يشرب بعدما ينتهي من القيام بطواف الوداع ولكن إذا كان من غير شراء نهائياً، أي أنه يجب ألا يقوم الحاج بشراء الطعام الذي سوف يتناوله بعد الطواف.
كما يجب على الحاج بإن يحاول الإسراع قدر الإمكان وعدم التأخير في تناول الطعام أي أنه يجب عليه ألا يأخذ راحته في الوقت المستغرق في تناول الطعام.
حيث أنه يجب ألا يتأخر عن الموعد وذلك لأن هذا الأمر على وجه التحديد منافي لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالأصل يجب أن يكون الحاج مودعاً ويجب عليه الانصراف فوراً بعد انتهاء الطواف مباشرة.
ويكون الأفضل في هذا الحين بإن في حال إن أمكن للحجاج القيام بتأخير الطعام إلى فيما بعد الخروج من مكة، أما إذا كان ضروري فيتم القيام بتوفير الطعام لإن يجب على الحاج الإسراع في تناول الطعام.
حكم التسوق بعد طواف الوداع
هنالك العديد من الأقاويل المتضاربة الخاصة بحجم التسوق بعد القيام بأداء طواف الوداع، فهذا ما سوف نقوم بعرضه في الأسطر التالية:
ورد في السنة أنه يجب أن يكون الطواف الخاص بالوداع هو آخر شيء يجب أن يفعله الحاج بعدما يتفرغ من القيام بكل شيء، سواء من المأكل أو بعدما يتفرغ من القيام بشراء أي أشياء من لوازم السفر.
حيث أن هذا الطواف يجب أن يقوم الحاج به ثم يقوم بتوديع البيت ويمشي فيما بعد، ولكن في حال إن قام بالطواف، ومن ثم فيما بعد ذلك قد تتفرغ للتسوق ففي هذه الحالة لا يكون هناك حرج في ذلك.
مع العلم بإن في حال إن كان هذا الشراء من أجل غرض التجارة فالصواب يف هذا الأمر أن هذا الشراء لا يؤثر مطلقاً على الطواف في حال إن كان في الطريق، أو بعد مدة قليلة للغاية وليس على الحاج في هذا الحين القيام بالإعادة كما ورد على لسان العديد من الفقهاء.
الفئات التي يسقط عنها طواف الوداع
هناك مجموعة من الفئات التي يسقط عنها طواف الوداع، حيث أن لطواف الوداع مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوافر في الحاج المسلم حتى يتمكن من القيام بأدائه، وتلك الشروط تتمثل فيما يلي:
يجب ألا يكون الحاج من أهل مكة المكرمة،أي يُشترط أن يكون من أهل الآفاق، ولكن في حال إن كان من أهل مكة أو في حال إن كانت لدية نية في الإقامة فيها قد سقط عنه في تلك الحالة طواف الوداع، وهذا بسبب أن طواف الوداع هو توديع للبيت، وهذا التوديع لا يشمل أهل مكة المكرمة الذين يعيشون فيها أو الأشخاص الذين سوف يظلون مقيمين بمكة المكرمة.
كما يسقط طواف الوداع عن بعض النساء، أي أنه يسقط عن الحائض والنفساء، حيث يُشترط للنساء اللواتي يقومن بهذا الطواف بأن تكون المرأة في تلك الحالة طاهرة تماماً من الحيض والنفاس، ولكن إذا تطهرت قبل أن تفارق في بنيان مكة يلزمها في تلك الحالة القيام بالعودة والقيام بأداء طواف الوداع، ولكن في حال إن تجاوزت بنيان مكة قبل أن تطهر بالكامل ففي هذا الحين يكون قد سقط عنها.
وفي هذا الحين يكون على المسلم أن يحرص على القيام بجعل طواف الوداع آخر عهده بالبيت الحرام، فيقوم به بعدما ينتهي تماماً من القيام بأداء جميع نسكه.
بعد طواف الوداع هل يجوز المبيت في مكه
هناك العديد من الأشخاص الذين يتساءلون عن الحكم الخاص بجواز المبيت في مكه بعد إتمام طواف الوداع أم لا، وهذا الحكم ما سوف يتضح في الأسطر التالية:
بعد القيام بأداء طواف الوداع لا يجوز المبيت في مكه نهائياً ، حيث أن هذا نظراً لما ورد من قبل العديد من أهل العلم أنه لا يجوز للحاج بأن يقوم بإتمام الطوف الخاص بطواف الوداع ثم يبيت في مكة المكرمة.
حيث يجب عليه بأن يكون هذا الأمر هو آخر أعماله بمكة المكرمة هو أن يطوف في البيت العتيق، وهذا الأمر هو ما أمر به رسولنا الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- حيث عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” لا ينفِرنَّ أحدٌ منكم حتَّى يكونَ آخرَ عهدِه الطَّوافُ بالبيتِ” ( حجة الوداع)
لهذا السبب فلا يجوز نهائياً أن يقوم الحاج بطواف الوداع، ثم فيما بعد يذهب للقيام بالتنزه مثلاً أو القيام بأي من الأعمال أو غيرها من الأمور المختلفة في أي من أرجاء مكة المكرمة.
بل يستوجب على الحاج في هذا الحين بإن ينفر من مكة المكرمة ويخرج منها نهائياً بعد قيامه بأداء طواف الوداع على النحو المباشر.
مع الأخذ في الاعتبار أن من تأخر في الخروج من مكة المكرمة بعد القيام بأداء طواف الوداع ولم يخرج من مكة وبقي فيها لبضع من الأوقات،ولكن من أجل وجود عذر شرعي مثل دواعي السفر مثلاً أو قيامه بتجهيز المعدات والأمتعة الخاصة به وغيرها من الأمور، ففي مثل هذه الحالة لا حرج عليه نهائياً بذلك إن شاء الله تعالى.
بينما من تأخر في الخروج من مكة المكرمة بعد القيام بأداء طواف الوداع دون وجود سبب أو عذرٍ شرعي، فهنا يكون من الواجب عليه أن يقوم بذبح شاة فدية لهذا الفعل، أو يجب عليه بإن يقوم بإعادة الطّواف في البيت الله الحرام.
مع العلم بغن لهذا الحكم مجزئ أيضاً بإذن الله تبارك وتعالى، علماً بإن الحكمة من طواف الوداع بالأساس هي أن يكون آخر ما يكون الحاج قد شاهده هو بيت الله الحرام، وهذا من أجل أن ترتسم في ذهن الحاج صورة تبقى وتظل خالدةً في ذهنه بعدما يفر من مكة المكرمة.
