شرح حديث عن العفو عند المقدرة من الأمور التي تساعد على التحلي بالأخلاق، وهو ما لا يستطيع أي شخص القيام به، وذلك لأنه يعد جهاد للنفس، كما أن بالصفح والعفو على الناس حين المقدرة يثاب المسلم عليها والتي أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بها، وفي مخزن سوف نعرض شرح حديث عن العفو وبعض الآيات والأحاديث التي تتحدث عن ذلك.
لقد ورد الكثير من الأحاديث عن العفو والدالة على مدى أهمية التسامح والعفو بين المسلمين ومن بين تلك الأحاديث ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تَحاسدُوا، وَلا تناجشُوا، وَلا تَباغَضُوا، وَلا تَدابرُوا، وَلا يبِعْ بعْضُكُمْ عَلَى بيْعِ بعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْوانًا، المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِم: لا يَظلِمُه، وَلا يَحْقِرُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَاهُنا ويُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مرَّاتٍ بِحسْبِ امرئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِر أَخاهُ المُسْلِمَ، كُلّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حرامٌ: دمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما ورد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (حقُّ الْمُسْلمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خمسٌ: رَدُّ السَّلامِ، وَعِيَادَةُ الْمرِيضِ، واتِّبَاعُ الْجنَائِزِ، وإِجابة الدَّعوةِ، وتَشمِيت العَاطِسِ )، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعرض للأذى من قومه نتيجة نشر الدعوى وبالرغم من ذلك لم يقم بتعنيفهم، ولكنه كان يرجع من جديد إلى نصحهم، وللعفو مكانة الكبيرة وقد ورد ذكره بكتاب الله تعالى في سورة الحجر الآيات 84، 85 (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ )، كما ورد بسورة الزخرف في قوله تعالى بسورة الآية 89 (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ).
وهو ما يعبر عما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم به أنه كان يصفح حين الأذى، وحينما تعرض للخيانة من أهل المدينة فقد أنزل الله تعالى عليه قوله في سورة المائدة الآية 13 (وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )، وهو ما جعل النبي الكريم يسامحهم و يعفوا عنهم.
وردت العديد من أحاديث التي توضح مدى أهمية العفو وأن يتحلى المسلم به، ومن بين هذه الأحاديث:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال (ما أتِىَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في شيءٍ فيه قصاصٌ، إلا أمرَ فيه بالعفوِ).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنَّ الأنْصارَ كَرِشِي وعَيْبَتِي، وإنَّ النَّاسَ سَيَكْثُرُونَ ويَقِلُّونَ، فاقْبَلُوا مِن مُحْسِنِهِمْ واعْفُوا عن مُسِيئِهِمْ).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحسنوا إلى مُحسنِ الأنصارِ، واعفوا عنْ مسيئِهم).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا عُقبةُ! صِلْ مَن قطعَك، وأعطِ مَن حرمَك، واعفُ عمَّنْ ظلمَكَ).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن اللَّهَ تعالى عفوٌّ يُحِبُّ العَفوَ).
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال (أنَّ رجلًا أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: يا رسولَ اللهِ إنَّ لي خادمًا يسيءُ ويَظلمُ أفأَضربُه؟ قال: تعفو عنه في كلِّ يومٍ سبعين مرةً).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ارحموا تُرحَموا، واغفروا يُغفَر لكم).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ، إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ لِلَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاثٌ والَّذي نفسي بيدِه إن كنتُ لَحالفًا عليهِنَّ: لا يَنقُصُ مالٌ من صدقةٍ، فتصدَّقوا، ولا يَعفو عبدٌ عن مظلِمةٍ؛ إلَّا زادَه اللهُ بِها عزًّا يومَ القيامةِ، ولا يفتَحُ عبدٌ بابَ مسألةٍ؛ إلَّا فتحَ اللهُ عليهِ بابَ فقرٍ).
الأسئلة الشائعة
ما معنى كلمة العفو عند المقدرة؟
أي العفو ومسامحة المسيء حين القدرة على عقابه عن إساءته.