ابحث عن أي موضوع يهمك
يعد خسوف القمر واحدا من الظواهر الكونية التي تحدث، لتذكر العباد بقدرة الله سبحان وتعالى، كما تمثل أداة يُخوف الله سبحانه وتعالى عباده من غضبه، وقد جاء في أمر خسوف القمر العديد من الأدلة القرآنية والسُنة النبوية، ونتناول في هذه الفقرة الحديث النبوي الشريف الذي جاء عن كلا من خسوف القمر أو كسوف الشمس، حيث روت السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها ، خَسَفَتِ الشَّمْسُ في عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالنَّاسِ، فَقامَ، فأطالَ القِيامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فأطالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ قامَ فأطالَ القِيامَ وهو دُونَ القِيامِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فأطالَ الرُّكُوعَ وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ فأطالَ السُّجُودَ، ثُمَّ فَعَلَ في الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ما فَعَلَ في الأُولَى، ثُمَّ انْصَرَفَ وقَدِ انْجَلَتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأَثْنَى عليه، ثُمَّ قالَ: إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ آيَتانِ مِن آياتِ اللَّهِ، لا يَخْسِفانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولا لِحَياتِهِ، فإذا رَأَيْتُمْ ذلكَ، فادْعُوا اللَّهَ، وكَبِّرُوا وصَلُّوا وتَصَدَّقُوا. ثُمَّ قالَ: يا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ واللَّهِ ما مِن أحَدٍ أغْيَرُ مِنَ اللَّهِ أنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أوْ تَزْنِيَ أمَتُهُ، يا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ واللَّهِ لو تَعْلَمُونَ ما أعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ولبَكَيْتُمْ كَثِيرًا”.
يعد خسوف القمر واحدا من الظواهر الكونية التي تحدث في حالة وجود كوكب الأرض بين كلا من القمر والشمس، ومن ثم يتم حجب ضوء الشمس عن القمر فيصبح القمر يظهر بشكل معتم، بسبب عدم قدرة انعكاسه لضوء الشمس، يظهر القمر في هذه الحالة باللون الأسود.
أوضح الشيخ ابن باز أن كلا من خسوف القمر أو كسوف الشمس هما أساليب تخويف من الله سبحانه وتعالى لعباده، حتى يرجعوا إليه ويذكرونه ويسارعون إلى مناجاته، كما أضاف الشيخ ابن باز أن هاتين الظاهرتين لم يشيران إلى موت أحد أو ابتلاع الحوت لأحد كما كان يتردد على السبب في حدوث هذه الظواهر، واستند في ذلك إلى ما جاء في السُنة النبوية حيث روت السيدة عائشة رضى الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “- إنَّ الشمسَ والقمرَ آيتانِ من آياتِ اللهِ لا يخسِفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه ، فإذا رأيتُم ذلك فادْعوا اللهَ وكبِّروا وصلُّوا وتصدَّقوا ، يا أمةَ محمدٍ ! واللهِ ما من أحدٍ أَغْيَرُ من اللهِ أن يزنيَ عبدُه أو تزني أمَتُه ، يا أمةَ محمدٍ ! واللهِ لو تعلمون ما أعلم لضحكتُم قليلًا ، ولبكيتُم كثيرًا ، اللهم هلْ بلَّغْتُ”، ومن ثم يتوجب على المسلم أثناء الخسوف أو الكسوف القيام بالتكبير وإخراج الصدقة، بالإضافة إلى الصلاة والدوام على الذكر والاستغفار، والتعجيل في طلب مناجاة الله عز وجل.
يرجع السبب في خسوف القمر إلى كون الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى، ويُخوف عباده بهم، وتحدث كلا من ظاهرة خسوف القمر وكسوف الشمس، حيث روى كلا من أبو بكرة وأبو مسعود وعبد الله ين عمر والمغيرة بن شعبة رضى الله عنهم جميعا، أن رسول الله قال ” – إنَّ الشمسَ و القمرَ لا يَنكَسِفان لموتِ أحدٍ و لا لحياتِه ، و لكنهما آيتانِ من آيات اللهِ ، يخوِّفُ اللهُ بهما عبادَه ، فإذا رأيتُم ذلك ، فصلُّوا و ادعُوا حتى ينكشِفَ ما بكم”.
يود الكثير من أبناء الأمة الإسلامية التعرف على مدى شرعية صلاة خسوف القمر، ومن ثم بينت الشريعة الإسلامية أن هذه الصلاة هي سُنة مؤكدة، واتفق على ذلك كلا من المذهب الشافعي والمالكي والحنابلة، مستندين في ذلك إلى ما رواه أبي مسعود عُقبة بن عمرو رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إنَّ الشَّمسَ والقَمرَ لا يَنكسِفانِ لِمَوتِ أحدٍ من النَّاسِ، ولكنَّهما آيتانِ من آياتِ اللهِ؛ فإذا رَأيتُموهما فقُوموا فصَلُّوا”.
روى المغيرة بن شعبة رضى الله عنه ” – انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَومَ مَاتَ إبْرَاهِيمُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِن آيَاتِ اللهِ، لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُما فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حتَّى تَنْكَشِفَ”.
يوجد العديد من الأدعية التي يتم ترديدها في حالة حدوث ظاهرة خسوف القمر، ومن خلال النقاط التالية نذكر تلك الأدعية:
أن الهدف من حدوث ظاهرة خسوف القمر أو كسوف الشمس هو تخويف عباد الله سبحانه وتعالى، ومن ثم يتوجب على الفرد المسلم أن يتضرع إلى الله عز وجل، ويكثر من الاستغفار والذكر، ويسارع إلى مناجاة الله وطلب الغفران، كما يُستحب الإكثار من القيام بالأعمال الصالحة مثل إخراج الصدقة، والتسبيح والتكبير، والتوقف عن الأعمال التي تغضب الله سبحانه وتعالى.
توفى ابراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك اليوم صادف كسوف الشمس، وحينها تداولت الناس الأحاديث التي تفيد بحدوث هذه الظاهرة لوفاة ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أنكر محمد نبي الله حقيقة ذلك الشائعة، وقال رسول الله أن الشمس والقمر آيتان من آيات الرحمن، يستخدمهما الله في حدوث هذه الظواهر ليخوف بهما عباده، من عذابه الشديد، وقد أمر رسول الله أن يتم الإكثار من الصلة والتسبيح والاستغفار والتكبير، ومن كافة الأعمال الصالحة التي ترضي الله سبحانه وتعالى.
تعد صلاة الخسوف من السنن النبوية المؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتتم هذه الصلاة في ركعتان، على أن تشتمل كل ركعة على قراءتان وسجودان وركوعان، ومن الجدير بالذكر أن هذه الصلاة تُقضى وقت حدوث الظاهرة على الفور سواء أكان في وقت من الأوقات التي نُهى عن الصلاة فيها، أو في حدوثها في وقت العصر، ومن الجدير بالذكر أنه يُذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أدى هذه الصلاة ثم قام خطب في الناس بعد الانتهاء منها، وأمرهم عليه الصلاة والسلام بالدعاء والصلاة والاستغفار.