ابحث عن أي موضوع يهمك
قصة عن الصداقة نعرضها في مخزن فالصديق يُعبِّر عن شخصيّة صديقه، فعندما يرغب أي شخصٍ بمعرفة تفاصيل وزوايا شخصيّته، ما عليه سوى النظر لصديقه، وقد صدق الحكماء عندما قالوا أن صديق المرء هو شريكه بعقله؛ فكلّ منّا يميل للنّاس ممن يتماثلون معه ويشبهونه بالصّفات الأخلاقيّة والاتجاهات الفكريّة.
الصّداقة هي رابط متين يصل ما بين الفكر والأخلاق، كما تؤكّد الديانات السماويّة على أهميّة العلاقات الأخويّة والصّداقة المبنيّة على أساس الصلاح والمحبّة، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم مَنْ يُخالِل)، فالصّداقة هبة عظيمة من الله للإنسان، وفيما يلي نعرض أجمل القصص عن الصداقة.
كان في القدم يوجد صديقان يعيشان بقريةٍ صغيرة قريبةٍ من مدينة جايبور وهما جاي وفيجاي، وكانا منذ الطفولة أصدقاءً ويدرسان مع بعضهما البعض بإحدى الكليّات، وكانت تلك الكليّة ليست قريبة من مكان إقامتهما، وكان يلزم عليهما أن يعبروا التلال والنّهر والمرور أعلى مناطقٍ رمليّة لكي يتمكّنا من الذّهاب معاً للكليّة.
وبإحدى الأيّام الماطرة وجب على جاي وفيجاي السير كالمعتاد للكليّة، وبطريقهما كانا يتحدثان عما أخذوه حول النظريّة الذريّة بالكليّة.
واختلفا بوجهات نظرهما، وهو مّا أدّى لحدوث نقاشاتٍ حادّة فيما بينهما إلى أن بلغت حد استخدام اللغة البذيئة السوقيّة، وبنوبة غضب قام جاي بصفع فيجاي، وقد انصدم فيجاي مما فعله صديقه وغضب كثيرًا وكتب على الرّمال”أعزّ أصدقائي صفعني اليوم”، ثمّ أكملا سيرهما باتجاه الكليّة بصمتٍ تام، وفي طريقهما وصلا للنّهر، وكان النهر يفيض وكان يلزم عليهما عبوره، وعندها سار فيجاي إلى النّهر وهو لا يجيد السباحة، وقد بدأ في الغرق، ومع شدة تدفّق الفيضان والمياه شعر أن النهر سوف يأخذه دون رجعة.
رأى جاي أن صديقه يغرق وبغير تفكير قفز بالنّهر لكي ينقذه، وتمكن من سحبه وساعده باستعادة أنفاسه على نحوٍ طبيعيّ، وحين تعافى فيجاي واستطاع النهوض كتب بطريقه للتلّة: “اليوم قام أعز أصدقائي بإنقاذ حياتي”.
فسأل جاي صديقه بتعجب: لماذا كتبت عندما صفعتك على الرّمال؟ و لماذا كتبت حينما أنقذت حياتك على التلّ؟ فأجابه فيجاي: يجب علينا أن ننسى يا صديقي الخطأ الّذي يقوم أحدنا به للآخر، وأنا كتبت على الرّمل لأنّ ذلك الكلام سوف يُمحى بأيّ وقت، ولكن إن فعل صديقٍ لصديقه أمرًا جيّداً يجب عليه تذكره وكتابته على الحجارة لكي يبقى إلى الأبد، حينها احتضن جاي فيجاي ثم أكملا طريقهما للكليّة وكأنّ لم يحدث شيئاً.
أقرأ أيضًا: قصة عن فضل الوضوء
كان ماجد ولدًا نشيطًا جدًا ومتفوقًا بدراسته، ولديه أصدقاء كثيرون بالمدرسة، وكان يتحدث عن أصدقائه بسعادة ويتمنى الاحتفاظ بذلك العدد الكبير من الرفقاء الأصدقاء، في حين كان والده يقول له إنّ أولئك ليسوا أصدقاءه ولكن مجرد زملاء بمقاعد الدراسة، ولكن ماجد في كل مرة كان يصرُّ أنَّ كل أصدقائه الكثيرين أصدقاء حقيقيون، فقرر أبيه إعطائه درسًا بذلك، وأخبره بأنه سوف يثبت له بطريقة ذكية ذلك، وسوف يحضر كرسيًا خفيًا له يساعده بالكشف والتعرف عن أصدقائه الحقيقيين.
ذهب الوالد ثم عاد عقب فترة قصيرة لا يحمل شيئًا بيديه ولكنه قال لماجد أنه يحمل له كرسيًا خفي غير مرئي، وأخبر ماجد أن يأخذ ذلك الكرسي للمدرسة ويجلس عليه فإن تمكن من الجلوس عليه وأصدقاؤه حوله سيعلم من الصديق الوفي من بينهم.
باليوم التالي أخذ ماجد الكرسي، وقام بجمع أصدقاءه حوله وأخبرهم بأنه سوف يحاول الجلوس على ذلك الكرسي الخفي، وحين حاول الجلوس سرعان ما سقط على الأرض، فلم يكن هناك أي كرسي معه، وعندها ضحك على سقوطه الأصدقاء، فكرر ماجد المحاولة مرات عدة، ولكن كان أصدقاءه يضحكون.
بالمرة الأخيرة التي حاول بها ماجد الجلوس على الكرسي، نجحت تجربته لحسن الحظ ولم يسقط عندها على الأرض واعتقد أن الكرسي الخفي ظهر، ولكنه حين نظر وجد صديقًا له انحنى وجعل ظهره كرسيًا لكي لا يسقط ماجد ويضحك الأصدقاء عليه مرة أخرى، حينها عرف ماجد وتأكد أن الأصدقاء ليسوا بالعدد، ولكن بالمواقف النبيلة ومساعدتهم لبعضهم البعض.
شاهد أيضًا: قصة عن فضل مجالس الذكر منوعة مفيدة
بمدينة بعيدة كان يوجد صديقان مقربان لا يفترقان بأغلب الأوقات وهما سمير وسامي، وبيوم من الأيام في حين كانوا عائدان من أحد الرحلات التي كانا يخرجان معًا بها حدث حادث كبير لهما، فدخلا إلى المشفى على إثره يسبب إصابة كل منهما، حيث أصيب سامي بكسور عدة بجسده، كما أصيب سمير بالعديد من الكسور.
إلى جانب ذلك أصيب العمى عقب تعرض عيناه إلى إصابة بالغة نتج عنها فقد البصر، وأثناء وجود سامي بالمشفى اتضح من الفحوصات معاناته من مرض السرطان، وكان جسده متعبًا كثيرًا، وتبين للأطباء أنه لن يشفى أو يعيش طويلًا.
وحين علم سامي بأنباء مرضه أخبر الطبيب بنيته في التبرع لصديقه سمير بعينيه لكي يستعيد بصره، وحتى تكون دليلًا على مدى حبه الشديد له ووفائه مدى الحياة، ولكنه حدث الطبيب ألا يخبر أي أحدًا بذلك الموضوع، وعقب فترة بعد أن شفيت كسور سمير خرج من المشفى تاركًا سامي في مواجهة مصيره المحتوم.
مرت شهور عدة وقد شعر سمير بالملل من زيارة سامي الذي ينتظر الموت، فتوقف عن زيارته، وكانت هذه بمثابة صدمة لسامي، وعقب فترة من الوقت توفي سامي وقد حضر سمير للمشاركة بالعزاء، فتعرف الطبيب عليه وأخبره بما كان قد أوصى له سامي به.
وحين علم سمير بتبرع صديقه سامي بعينيه له شعر بقلة إخلاصه حين تخلى عن صاحبه الوفي، وظل يبكي كطفل صغير، وبقي كلما تذكَّر تخليه عن صديقه بآخر أيام حياته يعاني من الحزن ويدخل بنوبة بكاء على ذلك الصديق الذي ظل وفيًا حتى عقب موته.
أقرأ أيضًا: قصة عن التسامح
بزمان بعيد كان هناك ولدٌ اسمه علاء الدين كان سعيدًا بشدة بعدد أصدقاءه الكبير في المدرسة، وكان دومًا ما يظنُّ أنه محظوظًا بهذا العدد من الأصحاب لقضائه وقتًا طويلًا معهم، وكانوا يلعبون كثيرًا ألعابًا جماعية ويمرحون ويضحكون، وقد كان يقدم لهم المساعدة جميعًا حين يطلبون المساعدة منه بفهم الدروس أو كتابة الواجبات الدراسية.
فكان علاء الدين هو الطالب الأكثر تفوقًا واجتهادًا بالمدرسة، وكان يشعر بقدرٍ بالغ من السعادة من خلال تقديم المساعدة لهم لحبه مساعدة أصحابه واعتقاده أنَّهم أوفياء ويلزم عليه مساعدتهم كلهم بغير تردُّد.
وبيوم من الأيام أصاب علاء الدين تعب ومرض شديد، وتمَّ نقله على إثره للمستشفى بالسرعة وهو ما اضطره للتغيُّب عن الذهاب للمدرسة، وانقطع لمدة أسبوعين عن الدوام، وأكثر ما قد أحزنه خلال هذه الفترة أنَّ جميع أصدقائه ممن كانوا في المدرسة معه وكان يظنهم أصدقاؤه المقربين لم يأت أحد منهم لزيارته، أو يسأل عنه أحدٌ باستثناء صديق واحد فقط.
شاهد أيضًا: قصة عن الادخار
فكان خالد صديقه يأتي لزيارته بالمشفى، كما زاره مرات عدة للاطمئنان عليه، وخلال هذه الفترة تراكمت عليه الواجبات والدروس نتيجة انقطاعه عن الدراسة، وكان هذا الصديق الوفي أثناء زياراته يُطلع علاء الدين بكل هذه الدروس ويشرحها له ويحل الواجبات له باستمرار.
أدرك في تلك اللحظة علاء الدين أنَّ أصدقاءه ليسوا جميعهم أصدقاءً حقيقيين، وتأكد من امتلاكه ذلك الصديق الوفي دون جميع أصدقائه.
الصديق هو أحد الأشياء التي تُعرف بلذة الحياة.